المريخ بروح ( الانتر ) !!
ودع نجوم البارسا دورى ابطال اوروبا وخرجوا من الباب الواسع تاركين غصة فى الحلوق وحسرة فى القلوب بعدما كانوا اقوى المرشحين فى الاحتفاظ بهذا اللقب الغالى والثمين ,, ولكنها المجنونة التى ادارت ظهرها للملك ميسى وابتسمت فى وجه المغرور مورينيو الذى اصبح على اعتاب مجد جديد من التعالى والتطاول على خلق الله !! ولكنه قدم درسا جديدا فى فنون التدريب فى كيفية الثبات والصمود ومن ثم التفوق بعشرة لاعبين دون ان يهتز اوينهار بصدمة الدقائق الاولى فى مواجهة الجمهور الكاتالونى !! انها روح ( الانتر ) التى اذا تشبع بها المريخ فهو لامحالة سيحقق مانطمح اليه جميعا ,, طبعا نعلم ان كاربونى ليس هو مورينيو والمريخ ليس هو الانتر ,, ولكن العبرة فى ان تستفيد انديتنا من مثل هذه الدروس وفى مقدمتها المريخ الذى يحمل طموحات وآمال جماهيره لتجاوز عقبة الترجى والترقى للادوار القادمة .
فمن محاسن الصدف ان يجد المريخ نفسه فى مواجهة المورده قبل ايام قليلة من موعد مباراته ضد الترجى التونسى والتى يتطلع فيها المريخ الفوز باكبر عدد من الاهداف حتى يستطيع الانتقال الى دور المجموعات مباشرة دون الدخول فى معادلات تعديل النتيجة التى انتهت عليها مباراة الذهاب فى تونس ,, فالمورده التى فقدت عددا من ابرز نجومها الاساسيين فى فترة الانتقالات الاخيرة فى مقدمتهم بشه والتاج ابراهيم اللذان انضما لنادى الهلال لازالت تؤدى بامتياز فى الدورى الممتاز وتحصد النتائج الايجابية حيث تحتل الان الترتيب الخامس فى الدورى برصيد 12 نقطة من 3 انتصارات و3 تعادلات وخسرت مباراتين فقط ولها 10 اهداف واهتزت شباكها فى 9 مرات ,, هذه الارقام تؤكد ان القراقير لم يفقدوا بريقهم ولازالوا فى قمة عطائهم وقوتهم التى يمكن ان يعكروا بها مزاج انصار المريخ اليوم مثلما فعلوها قبل ثلاث مواسم تقريبا تحت قيادة المدرب المشاكس محمد محيى الدين الديبة عندما انتزعوا ثلاث نقاط من المريخ حرمته من المنافسة على لقب الدورى الذى ذهب للهلال .
لانستبعد ان يحصل كاربونى اليوم على المردود الفنى الذى يبحث عنه قبل مواجهة الترجى ,, فالتاريخ يحفظ دائما للقراقير انهم ( شكل تانى ) امام المريخ ويظهرون امامه بوجه مغاير ومختلف عن مبارياتهم مع الهلال للدرجة التى لايستطيع فيها ملوك الاحصاء فى الصحافة الرياضية ان يذكروا لنا متى انتصرت المورده على الهلال ؟؟ بل متى كانت ندا له فى مبارياته الرسمية او الودية كما هو حالها دائما ضد المريخ ؟؟ هذا ليس تقليلا او استخفافا بالموردة ,, ولكن القصد تحريض القراقير واستنهاض عزيمتهم ليقدموا للمريخ تجربة قوية من حيث الاداء والنتيجة وحتى تطمئن جماهير المريخ بان وعود كاربونى التى اطلقها فى تونس بقدرة الفريق على رد الصاع صاعين للترجى فى امدرمان ليست وعودا جوفاء او تصريحات للاستهلاك الاعلامى .
مباراة اليوم بين المريخ والمورده ليست كبقية المباريات السابقة فهى ( حالة استثنائية ) اذا لم يحسمها كاربونى باكثر من ثلاثة اهداف لن ترضى عنه جماهير المريخ بل ربما تطالبه بمراجعة حساباته وتصريحاته السابقة ,, نقول ذلك رغم علمنا بالمصاعب التى تتكالب على المريخ وتزيد من معاناته فى خط الهجوم حيث غاب كليتشى عن تمرين الامس وبالتالى فان غيابه عن مباراة اليوم امر وارد بنسبة كبيرة رغم ان اخر تقرير طبى عن حالته اوضح شفائه من الاصابة دون ان يحدد الطبيب متى يمكنه ان يمارس نشاطه مع الفريق ,, وهذه معضلة ستواجه المدرب كاربونى الذى كان يأمل بعد العودة من تونس ان يدفع بالثنائى كليتشى وهيثم طمبل فى مباراة اليوم حتى يطمئن على جاهزيتهما قبل مباراة الترجى ,, ولهذا نتوقع ان يدفع بفيصل العجب الى جانب هيثم طمبل او عبد الحميد السعودى وفى الحالتين فان هذا ليس عذرا امام المدرب او حتى بقية اللاعبين اذا لم يسجل المريخ نسبة الاهداف المطلوبة فى شباك الموردة كاخر بروفة للفريق قبل مواجهة الترجى التونسى .
لاشك ان عودة كليتشى للتشكيلة تعنى عودة القوة والحيوية لهجوم المريخ الذى تقع عليه مسؤولية تحقيق النتيجة التى تشبع رغبات جماهير المريخ ,, ولكن اذا لعب اليوم او لم يلعب فذلك لن يغير من استراتيجية المدرب لاصطياد اكثر من عصفور بحجر واحد طالما انها التجربة الاخيرة,, وكذلك فى وجود زميله وارغو الذى نتطلع لمعرفة وظيفته او مركزه الجديد الذى بشرنا به كاربونى عندما صرح بان وارغو سيكون محور تشكيلته وخطته لهزيمة الترجى فى امدرمان ,, فالميدان امام وارغو ليثبت لجماهير المريخ انه على قدر التحدى وان تواضعه فى تونس لن يتكرر فى امدرمان .
خسارة الترجى باربعة اهداف من منافسه البنزرتى فى الدورى التونسى امس هى محفز جديد لنجوم المريخ ودليل اثبات بان الفريق التونسى ليس بعبعا مخيفا كما صوره المرجفون ,, وان نجومه الذين تفوقوا على المريخ بهدير الجماهير عجزوا على مدار الشوطين فى ايقاف خطورة البنزرتى الذى اسقطهم بالضربة القاضية وافسد فرحتهم بلقب الدورى .