*** كلمات عاميّة فى العربية
بناء على رغبة كثير من القراء هلالاب ومريخاب نعود اليوم للمفكرة الإجتماعية بعيداً عن الجوانب الرياضية ... كنت فى جلسة فى ساحة الحرم النبوى مع ثلاثة من أبناء المتمة الأوفياء فسألنى هشام الطيب بكرة كاتب عن شنو !! فقلت له كنت فى جلسة لطيفة مع أحد ( المطاوعة ) الأفاضل وخطرت لى مفكرة بعنوان ... الكيزان فى السودان ...فاجابنى بسرعة الخليفة حسن عثمان الكون ( يازول خلينا فى كورتنا دى ) ثم أضاف بدرالدين سر الختم ( خلى بالك إنت ماناوى تانى ترجع ...يازول مالك ومال البلاوى دى !! ) فلم أملك غير أن أضحك !! لأنى لم أقصد ماذهبوا إليه ... وأصل الفكرة أننا نستخدم فى السودان بعض الكلمات العامية ولانعلم أنها لغة عربية فصحى مثل الزرازير والكيزان ... وجاء فى تفسير إبن كثير فى قوله تعالى ( وأرسل عليهم طيراً أبابيل ) قال عصافير صغيرة تسمى الزرازير كما جاء فى مختار الصحاح أما الكوز وجمعها كيزان فقد سألت المطوع الفاضل عن شرح حديث الصحابى الجليل حذيفة بن اليمان رضى الله عنه الذى رواه مسلم فى صحيحه ويقول حذيفة ... كنا جلوساً عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله فقال أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن !! فقال قوم نحن سمعناه فقال عمر ... تعنون فتنة الرجل فى أهله وجاره وماله !! قالوا أجل ...قال ذلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ... ولكن أيكم سمع الفتن التى تموج موج البحر !! قال حذيفة فسكت القوم فقلت أنا يا أمير المؤمنين ... فقال أنت !! لله أبوك ( كلمة مدح زى عفارم عليك ) قال حذيفة سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول.... تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأى قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأى قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين ...أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة مادامت السموات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً ... وسألت الشيخ الفاضل عن شرح الحديث فقال كلمة تعرض أى تلصق بظهر القلب كما يلصق الحصير ويؤثر على جنب النائم والصفا هو الحجر الأملس الذى لايعلق عليه شئ والمرباد سواد يخالطه بياض أما الكوز المجخى فهو كأس شرب الماء عندما يكون منكوس ( يعنى كوز مقلوب لايمسك الموية ) إذا سكبت عليه وكذا القلب الذى تخالطه الفتن لايستقر فيه الإيمان .
*** قتلوا والده بالخطأ فسامحهم وتصدق بالدية
نبذة تعريفية عن الصحابى الجليل حذيفة بن اليمان رضى الله المتوفى عام 36 هجرية بالمدائن... فوالده هو حسيل بن جابر قتل رجلاً بمكة وهرب للمدينة وحالف بنى عبد الأشهل فسماه قومه باليمان لحلفه مع اليمانية وهم الأنصار .... فتزوج منهم وولد بعض أولاده ومنهم حذيفة وقتل اليمان بالخطأ يوم أحد فقال للصحابة ( أبى أبى ) ولكن قدر الله نفذ وعندما رأى حزنهم وأسفهم قال مشفقاً عليهم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين وتصدق بالدية على فقراء المسلمين ، وكان حذيفة ذكياً لماحاً لذا أسر إليه النبى صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين وكان يكنى بحافظ سر رسول الله ... وكان الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله يقول إن حذيفة بن اليمان هو مدير المخابرات الإسلامية فى عهد النبوة ... ومن ذكائه أن أرسله صاحب الرسالة العصماء صلوات ربى وسلامه عليه ليأتى بأخبار جيوش الأحزاب يوم الخندق فى ليلة مظلمة وباردة ومحفوفة بالمخاطر ... وكان حافز التسلل لمعسكر الشرك كبيراً وهو رفقة المصطفى ( ص) فى الجنة... وتصدى حذيفة للمهمة ، وكان أبو سفيان ذكياً أيضاً فقال لأصحابه أخشى أن يبعث لنا محمد بعض العيون فلينظر كل منكم إلى جليسه فأخذ حذيفة بسرعة يد جليسه وقال له من أنت !! فقال عمرو بن العاص ... ولقد كان عمرو يضحك بعد إسلامه على هذه الحادثة حولاً كاملاً ويقول ياحذيفة لم يخدعنى غيرك ، بالمناسبة أكيد فى ناس كتيرين لما يشوفوا العنوان أعلاه يذهب خيالهم لى ناس الجبهة الإسلامية سابقاً أو المؤتمر الوطنى حالياً ويتذكروا مقولة الدكتور الترابى فى ندوة فى ستينات القرن الماضى عندما قال ( الدين بحر ونحن كيزان نغرف منه ) ...لذا لزم التنويه .
*** خاتمة قبل الوداع
قال حذيفة بن اليمان كان صحابة رسول الله يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى ، وكان حذيفة خفيف الظل سأله أحدهم ذات مرة هل لإبليس زوجة فقال له نعم !! فقال مادليلك قال قوله تعالى ( هو وذريته ) والذرية لاتكن إلا بزوجة فقال الرجل اللحوح وما إسم زوجة إبليس فأجابه حذيفة ( ذاك عقد قران لم أشهده ) ... ومن طرائف أهل المتمة فى هذا الخصوص أن الشيخ الراحل عثمان الحملى رحمه الله كان من كبار علماء المتمة وكان خفيف الظل وكان يتحدث بمسجده عن أمنا حواء فسأله أحدهم ...إنت يامولانا أمنا حواء شعراتها كم !! فأجابه الراحل الحملى.. والله يا أخى أنا ماكنت مشاطتها .... وإلى اللقاء فى مفكرة أخرى نترككم فى حفظ الله ورعايته وأرقدوا عافية زى مايقول الحبيب كتاحة .
السقيا انواع والكيزان انواع وهذا الكوز يسمى بـ ( ابو لحية طويلة ) لارواء الشاربين
وهنا حدث تطور لمواكبة ايقاع الزمن المتسارع
هذه الصورة التقطت للقرياتى فى بداية الخمسينات وهو يشرب بنوع اخر من الكيزان يسمى الكورة وهو كوز (بدون لحية ) ولاحظ الصغير الذي يقف بجانبه عندو تقوس في الرجلين لعدم صلاحية المياه
وهناك حالات شاذة كانت تسمى فى الماضي ( كركع ) وهو كالشراب بالشفاطة فى زماننا الحاضر كركع زي اخونا الكلس ده
وقد انقرضت الكيزان فى كل مكان ما عدا السودان ... وهذه آخر التقنيات الحديثة التى حدثت فى الزير المتنقل والكوز ابو سكسوكة من الزجاج وهو من نوع الكيزان ابو كلفته حمراء