كاريكا ألحق نفسك
الصدفة لايمكن أن تصنع مهاجماً، وإن فعلت فإنّه لن تمنحه صك الاستمرارية والتميز، الصدفة يمكن أن تصل بلاعب إلى كشوفات الهلال فما أكثر لاعبي الصدفة الذين عرفهم الكشف الأزرق، لكن لايمكن للاعب الصدفة أن يستمر ويواصل مسيرته، لايمكن أن يبرز لاعب في نادي التاج الأمدرماني ثم يصل إلى كشوفات الهلال تحت السن ويغادرها لخوض تجربة بنيل الحصاحيصا ومن هناك يبرز مرة أخرى بروزاً يقوده إلى المنتخب الوطني ويكن كل هذا محض صدفة وضربة حظ .
مدثر كاريكا لاعب جيد ومميز ومهاجم يمتلك حساسية عالية تجاه الشباك ، كاريكا الذي سجل هدفين في مرمى المنتخب المصري الذي وصل السودان منتشياً بالكأس الإفريقية لايمكن أن يكون مهاجم صدفة، كاريكا الذي نافس المحترف كليتشي على صدارة هدافي بطولة الدوري الممتاز منافسة وصلت حتى آخر مباراة في الدوري لاعب مميز وقادر على تقديم الكثير للهلال والمنتخب الوطني ومن هذا المنطلق فهو بحاجة للدعم والمؤازرة والمساندة.
كاريكا تراجع مستواه كثيراً والكل يعلم ذلك، وعندما نتحدّث عن تراجع مستوى اللاعب فإننا لا نشير فقط إلى غياب أهداف اللاعب لكننا نتحدّث عن اهداره للفرص السهلة التي كان يرسم من انصافها لوحات غاية في الروعة والجمال قبل أن يمهر توقيعه عليها ويرسلها تتهادى نحو الشباك، ضياع الفرص السهلة فاقم من مشكلة مدثر الذي أصبح يفتقد التركيز وإذا مافقد لاعب الكرة والمهاجم تحديداً التركيز أمام المرمى فهذا يعني أنّه فقد الكثير من ميزاته ومواهبه التي لاتعني شيئاً بدون التركيز أمام المرمى وبالتالي حسن التصرف .
افتقاد كاريكا للتركيز أمام المرمى أفقده ثقة الجماهير ودعمها وهذا أخطر شئ في القضية كلها، كاريكا الآن بحاجة مساة لاستعادة ثقة الجماهير هذه هي قضيته التي لايمكن أن يحلها أحد سواه، والحل يتمثّل في السعي لارضاء الجماهير بمعزل عن رأيها فيه، المعادلة صعبة تقول ان على كاريكا ارضاء الجماهير وفي الوقت نفسه عدم التفكير في الجماهير وهتافاتها، عليه أن يستفيد من تجارب سابقة لزملاء له مازالوا في كشف الهلال افتقدوا ثقة الجماهير وسعوا من اجل استعادتها فكان لهم ذلك بالصبر والعمل الدؤوب المخلص .
على مدثر أن ينظر إلى عمر بخيت وسيف مساوي فكل واحد من هذين اللاعبين عانى الأمرين بسبب فقده لثقة الجماهير، بل أن سيف مساوي كان محل سخط الجميع قبل مباراة الهلال الأخيرة أمام أفريكا سبورت تلك المباراة التي انصفته ومنحته أجر اجتهاده المستمر والمتواصل لتقديم نفسه بشكل أفضل، ويمكن أن يقال نفس الشئ على عمر بخيت اللاعب رقم (1) في الهلال الآن من حيث المستوى الرائع والاداء الجميل الذي فرض به نفسه حضوراً دائماً في تشكيلة الهلال .
الفرق بين كاريكا والثنائي عمر وسيف أن مدثر مهاجم تحسب الجماهير مستواه بعدد الأهداف التي يحرزها، فإذا ماغاب عن احراز الأهداف تراجعت اسهمه في بورصة التقييم العام للنجوم وانتقل الرضاء عليه إلى سخط يتزايد مع كل مباراة لايحرز فيها وكل فرصة تضيع ولاينجح في ترجمتها إلى هدف، وعلى كاريكا ان اراد العودة إلى سابق مستواه وعهده أن أن يضع هذه الأشياء نصب عينيه ثم يبدأ في العمل بناءً عليها وفي النهاية سيصل إلى مايريد .
جماهير الهلال من جانبها عليها ان تصبر على اللاعب وتقف إلى جانبه حتى يتخطى هذه المرحلة فكل نجم تمر به مرحلة أفول يعود بعدها وهو أكثر بريقاً ولمعاناً، على كاريكا أن لايخاف رأي الجمهور السالب ولايستمع إلى أصوات الاستهجان والاستنكار، عليه أن يركّز مع الاصوات المشجّعة والمساندة مهما كان صوتها خافتاً لأنّ هذه الأصوات يمكن أن تعلو وتغطي على ماعداها من أصوات متى ماساعدها اللاعب بالأهداف والسعي الجاد من أجل التميز والعودة إلى مغازلة الشباك .