• ×
الثلاثاء 14 مايو 2024 | 05-13-2024
كمال الهدى

تـأملات

كمال الهدى

 1  0  1384
كمال الهدى
خرجنا من المولد بلا حمص

كمال الهدي

kamalalhidai@hotmail.com



· بعد ضجيج استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع انتهت عشرة أيام التسجيلات دون أن نرى طحيناً يعقب الضجيج الذي سبقها.

· باعت الكثير من الصحف الرياضية على مانشيتات تسويق الوهم التي تضمنت عبارات مثل " المحترف الضجة" " الأجنبي القنبلة" و " مفاجأة البرير أو الوالي".. الخ.

· وانشغل مشجعو الناديين الكبيرين كثيراً وأرهقوا أنفسهم بالتنبؤات حول مصير هذا اللاعب أو ذاك.

· وربما حقق بعض السماسرة والمستفيدين من فترة التسجيلات أرباحهم المعهودة.

· لكن الشيء الأكيد أن فترة التسجيلات التي انتهت بالأمس لم تأت بجديد على صعيد ناديي الهلال والمريخ تحديداً.

· باستثناء لاعب أو اثنين لم نر جديداً.

· وكيف يأتي الجديد ومجالس إدارات هذين الناديين المتعاقبة تصر على استنساخ الأخطاء بصورة تدعو للأسى.

· في كل عام تتكرر نفس المشاهد والصور.

· يشطبون من تم تسجيلهم في العام الماضي، وربما قبل ستة أشهر فقط، ليحل مكانهم من سوف ينتظرهم نفس المصير في أول فترة تسجيلات قادمة.

· في الهلال تم شطب كايا الذي لم يجد الفرصة الكافية لكي يتم الحكم عليه بالنجاح أو الفشل.

· وتخلصوا من صالح الأمين الذي لا نعرف لماذا تم تسجيله أصلاً في التسجيلات الأخيرة.

· فقد مُنح القليل من الفرص وبعدها اختفى عن الأنظار تماماً، حتى حانت لحظة رحيله.

· وجاءت الطامة الكبرى بشطب الموهوب عبده جابر.

· وخوفي أن يركض الهلال وراء هذا اللاعب بعد عام أو اثنين، وهو خطأ قديم متجدد.

· حيث سبق أن فرط الهلال في كاريكا، ثم تهافتوا لإعادة ضمه للكشف من نيل الحصاحيصا.

· لم أستطع فهم الطريقة التي يفكر بها بعض الإداريين في أنديتنا.

· فهم يسجلون اللاعب وقبل منحه الفرص الكافية ودعمه لكي يثبت أقدامه، تجدهم قد شطبوه ليحل مكانه لاعب أخر يتكرر معه ذات السيناريو، وهكذا دواليك.

· ألا يعتقد هؤلاء القوم أن في ذلك أهدار للطاقة والوقت والمال!

· إن شطبوا لاعباً صغيراً ليحل مكانه محترف من العيار الثقيل فعلاً لا قولاً لكي يحقق مع النادي بطولة أو انتصارات خارجية ذات قيمة، لقبلنا الفكرة على مضض.

· لكن المؤسف أنهم يشطبون عبده جابر مثلاً ليسجلوا مكانه لاعباً في نفس عمره وتجربته، وفي نهاية العام يشطبون الجديد ليحل مكانه لاعب شبيه.

· حتى المحترفين الأجانب الذين تأتي بهم كافة أنديتنا لم يقدموا شيئاً يذكر حتى الآن.

· يتكرر الحديث عن هؤلاء المحترفين وعن النقلة الكبيرة التي شهدتها أنديتنا في السنوات الأخيرة بتعاقداتها معهم، لكن الأمر لا يعدو أن يكون تقليداً غبياً.

· فمعظم المحترفين الأجانب الذين تم التعاقد معهم استفادوا مادياً من أنديتنا دون أن يقدموا المردود المتوقع.

· وهؤلاء أيضاً يتم التخلص من جلهم في اقرب فترة تسجيلات بعد أن يكون النادي قد دخل في مشاكل مالية لا حصر لها بسبب التعاقد معهم.

· على سبيل المثال لا الحصر أرى أن ذلك المحترف الكاميروني بأهلي شندي قد تسبب في خروج الأهلي من الكونفدرالية هذا العام بتهوره وهواجته، فبالإضافة لتخصصه في إضاعة الفرص السهلة قام بعمل ينم عن غباء وضعف خبرة لا مثيل لهما، بتداخله وهو في حالة تسلل واضح في كرة كانت في طريقها للمرمى خلال مباراة الإسماعيلي.

· فقولوا لنا بالله عليكم بماذا تفيد هذه النوعية من المحترفين الكرة السودانية ولاعبنا الوطني؟!

· أليس من الأفضل أن نصبر على لاعبينا المحليين الصغار، طالما أن هذه هي النوعية التي نجلبها من خارج الحدود!

· بالطبع لا يمكن أن نصف كل اللاعبين الذين يأتوننا من الخارج بالضعف.

· ولا شك أن بينهم من يملك مهارة معقولة.

· لكن المؤسف أن هؤلاء يضيعون وسطنا بسبب إعلامنا الرياضي غير الراشد ونظرة مشجعينا العاطفية.

· يأتي الواحد منهم للهلال أو المريخ فيسجل هدفاً أو هدفين ليجد نفسه بعد ذلك مادة ثابتة في معظم صحفنا الرياضية، فيظن أنه قد صار فريد زمانه ليبدأ في التقاعس والتخلي عن احترافيته شيئاً فشيئاً.

· وهناك جانب أخر أشد سوءاً من التطبيل والتهليل المبالغ فيه، هو الحرب التي تخوضها صحف النادي الغريم على أي محترف يظهر موهبة جيدة في أيامه الأولى.

· وعندما يجد مثل هذا اللاعب نفسه بين مطرقة تهليل صحف ناديه وسندان الحرب المستعرة من صحف الند التقليدي تصيبه الحيرة والارتباك ويهتز نفسياً وبذلك ينتاقص مردوده كل يوم، إلى أن يقل في نهاية الأمر عما يقدمه أي لاعب محلي عادي.

· وبهذه الطريقة لن نجني ولا ثمرة واحدة من ثمار الاحتراف المزعوم.

· وما لم نتحل بشيء من الموضوعية والعقلانية في تعاملنا مع شئون الناديين، سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة.

· يفرح مشجعو الناديين بالأسماء التي يحدثونهم عنها.

· يهللوا لهذا الرئيس أو ذاك القطب بعد أن تكون بعض الأقلام قد قامت بدورها كاملاً في استثارة العواطف.

· وفي النهاية يحصل أصحاب تلك الأقلام على المقابل المجزي.

· وتكون أنديتنا قد فقدت شيئاً من مواردها القليلة.

· ويأتي نفس المشجع الذي طرب وفرح بالتعاقد مع اللاعبين المعنيين ليعيش حالة من الإحباط.

· لكن المصيبة أن هذا المشجع يعود في أقرب فترة تسجيلات قادمة لتصديق نفس الأكاذيب والوهم، فتجده يمني نفسه بضم فلان أو علان لناديه المفضل.

· يقولون لك أن شطب فلان كان منطقياً لأنه لم يقدم شيئاً.

· ويؤكدون أن تجربة هذا العام مع اللاعب العلاني ستكون أفضل ويتوقعون أن يحقق الهلال أو المريخ نتائج جيدة.

· لكنهم سيصدمون للمرة المليون بدون أدنى شك، وذلك ببساطة لأن ما يقوم على الخطأ لابد أن يحقق خطأً أكبر.

· ما يثير استغرابي وتعجبي هو تواجد عدد من اللاعبين القدامى حول إداريي الأندية.

· فكيف يمكن أن يفهم المرء موافقة لاعبين سابقين كبار مثل أحمد آدم وشوقي وغيرهم على شطب لاعب مثل عبده جابر مثلاً مع احتفاظ الهلال بلاعبين مثل بكري المدينة وخليفة!

· شخصياً لا أستطيع فهم مثل هذا الأمر إطلاقاً، فهل يشرح لنا هؤلاء النجوم الكبار، عسى ولعل أن تكون لهم فلسفة غير مفهومة بالنسبة لنا.

· من الواضح جداً أن بعض اللاعبين يبقون في كشوفات الهلال والمريخ لسنوات طويلة لأسباب لا علاقة لها بالموهبة أو العطاء داخل المستطيل الأخضر.

· وإلا لما أصروا في المريخ على اعتزال العجب مع بقاء بلة جابر وموسى الزومة في كشف الفريق إلى يومنا هذا!

· كشف يضم هذا الثنائي الذي ظللت أتساءل عن الكيفية التي وصلا بها لهذا النادي الكبير ولتشكيلة منتخبنا الوطني، وفي ذات الوقت يُفرض على قائده الحريف الموهوب الخلوق أن يترجل غصباً عنه !

· وبهذه المناسبة فقد سررت كثيراً بعدم تسجيل العجب في الهلال.

· وكنت أعلم أنه لن يفعل مثل هذا الشيء.

· ولو أن البرير أصر فعلاً على عدم تسجيل العجب حتى لا يستخدمونه كمخلب قط، فليس أمامنا سوى أن نرفع له القبعة على هذا الموقف الرجولي.

· فمثله أحوج ما يكون لعقد صفقة من هذا النوع بغض النظر عما يمكن أن يضيفه العجب فعلياً داخل الميدان، فإن رفضها فعلاً يكون رجلاً بحق.

· أثارت صحفنا الرياضية كما أسلفت غباراً كثيفاً خلال فترة التسجيلات.

· وكنت أقرأ في اليوم الواحد في عدد من الصحف أن سنكارا مثلاً قد استلم مستحقاته تمهيداً لمغادرة كشف الهلال.

· وأتجه لصحف أخرى لأطالع أن سينكارا نفسه قد مُنح الجنسية السودانية.

· فهل هذه صحافة بالله عليكم؟!

· أيعقل أن يكتب الواحد منا أي كلام يروق له دون أن يعود لمصادر موثوقة ويتأكد مما ينشره!

· بعض الزملاء يواجهون النقد الموجه للمقالات الرياضية بأن الصحف الرياضية ليست كلها مقالات.

· ويزعمون بأن هذه الصحف قد قدمت الكثير للكرة السودانية عبر الأخبار والتقارير والتحليل.

· فهل هذا هو ما تقدمه صحفنا! أخبار كاذبة لا تهدف سوى لزيادة المبيعات!

· هم يهدفون لتحقيق الأرباح المادية، وإداريو الأندية يجارونهم في هذه التوجه للأسف الشديد.

· ولو أراد الإداريون محاربة هذا العبث كما يزعمون لأمكنهم ذلك بكل سهولة.

· فمع أي خبر كاذب يفترض أن تتم مقاضاة الصحيفة التي نشرته.

· وفي كل صباح يمكن لمجلس إدارة النادي تزويد الصحف بالأخبار الصحيحة التي يريد نشرها.

· لكنهم لا يفعلون ذلك لأن بعضهم يسعد بنشر صوره ونقل الكلام عنه حتى ولو كان غير صحيح.

· فالمهم هو الحضور الدائم في عدد من الصحف يومياً.

· وهنا تكمن المأساة.

· وهذه هي نقطة ضعف العديد من الإداريين التي يستغلها عدد مقدر من الزملاء أبشع استغلال.

· فمتى نتغير.. متى؟!


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019