رأيي نزار عجيب
مؤتمر لمزيد من الفشل
على مدى السنوات الماضية شهدت الرياضة السودانية تكوين مئات اللجان وقيام عشرات من المؤتمرات لاجل تشخيص حالة الفشل الدائم التي ظلت تلازمنا , وكما هي العادة يتم استدعاء جيوش من الاداريين والمدربين ظلوا ( ينظروا ) فقط وبمجرد انتهاء اي مؤتمر ترمى التوصيات في ادراج المكاتب وتنسى حالها حال غيرها .
من يومين دعا البعض لقيام مؤتمر رياضي جامع من خلال جلسة اقيمت في صالون الراحل سيد احمد خليفة , وذهب احدهم للتاكيد على انهم سوف يدعون خبراء عالميين للحضور للمساعدة في تشخيص حال الرياضة السودانية وكرة القدم , وهي لعمري دعوة اخرى للمزيد من الفشل .
الغريب انه تم تكليف رئيس الهلال الامين البرير للتحضير للمؤتمر الرياضي الجامع , وهو جدا امر يدعو للدهشة والاستغراب , فالبرير ليس رئيس اللجنة الاولمبية ولا وزير رياضة فلماذا يكلف بهذا الشأن .
منذ فترة تم تكوين لجنة عليا للمدينة الرياضة ضمت جيش جرار من الاداريين , عقدت اللجنة عشرات الاجتماعات ولم نسمع بها بعد ذلك وتوارت عن الانظار حالها حال غيرها بعد ان فشلت في فك طلاسم بناء ملعب بدأ تشيده منذ اكثر من عشرين عاما , حيث يعد ملعب المدينة الرياضة قصة لحالها من الفشل الذريع .
الدعوة لعقد الندوات والمؤتمرات هي دعوة للمزيد من الفشل للاسف لان كرة القدم والرياضة لاتتطور بهذا الشكل طالما ان العقول الحالية هي التي تديرها وتتحكم فيها .
كرة القدم نظام وتخطيط ورؤى واضحة , لاتحتاج الى تنظير كثير وجلسات في المكاتب ومناقشات كما يحدث عندنا , هنالك ثوابت لاتحتاج الى مراوغات يا سادة , ومثل هذه المقترحات هي مجرد محاولات لتضيع الوقت وتخدير الجماهير المغلوب على امرها .
علة الكرة السودانية في اعتقادي بالاداريين وعمق الازمة في غياب التخطيط الصحيح لفرق كرة القدم , ففي كل مرة يتم التغطية على الفشل بتسجيل اللاعبين واستجلاب المدربين والنتائج لم تتغير .
في الهلال حاليا على سبيل المثال لم تتم مناقشة اسباب خروج الفريق من البطولة الافريقية ولو سألنا رئيس النادي عن اسباب الاخفاق لن نجد لديه اجابة لانه ببساطة اقال المدرب ولم يبحث عن الاسباب الاخرى .
حاليا التفكير فقط في التسجيلات القادمة , ويعتقد مجلس الهلال انه بذلك سوف يصلح عيوب الفريق التي ظهرت مع اول مباراة افريقية امام ممثل كوت ديفوار , ووضح في مباراة الامل الماضية ان مشكلة الفريق اكبر من اقالة مدرب وهنالك حالة من الاحباط وسط اللاعبين لاندري ما عو سببها .
ظلت فريقي القمة يضيعان الاموال الطائلة في السنوات الماضية دون جدوى والسبب غياب الرؤية والتخطيط الصحيح , ماصرفه الفريقان لايوازي ربع ميزانية اندية في حجم الترجي والوداد وحتى الاهلي المصري التي تصرف ولكنها تعوض بالبطولات والانجازات .
هنالك فوضى كبيرة في كرة القدم عندنا تبدأ من غياب المراحل السنية وتستمر الى غياب الكفاءات التدريبية التي يكون لديها القدرة في تكوين اللاعبين منذ الصغر , وانديتنا هي الوحيدة التي لايوجد في صفوفها اي لاعبين شباب يمكن ان نشير اليهم واللاعب الجاهز هو المطلب الاساسي .
الواقع يقول اننا ندور في حلقة مفرغة لاقديم يعام ولاجديد يذكر , وفي كل مرة نقع في ذات الاخطاء ولا نستفد منها لان اداريينا اعتادوا على دفن الرؤوس في الرمال وتغطية الفشل بشكل سريع بفتح ملف التسجيلات التي ظلت اسطوانة مشروخة ومضيعة للمال والوقت .
nazar.ageeb@gmail.com
مؤتمر لمزيد من الفشل
على مدى السنوات الماضية شهدت الرياضة السودانية تكوين مئات اللجان وقيام عشرات من المؤتمرات لاجل تشخيص حالة الفشل الدائم التي ظلت تلازمنا , وكما هي العادة يتم استدعاء جيوش من الاداريين والمدربين ظلوا ( ينظروا ) فقط وبمجرد انتهاء اي مؤتمر ترمى التوصيات في ادراج المكاتب وتنسى حالها حال غيرها .
من يومين دعا البعض لقيام مؤتمر رياضي جامع من خلال جلسة اقيمت في صالون الراحل سيد احمد خليفة , وذهب احدهم للتاكيد على انهم سوف يدعون خبراء عالميين للحضور للمساعدة في تشخيص حال الرياضة السودانية وكرة القدم , وهي لعمري دعوة اخرى للمزيد من الفشل .
الغريب انه تم تكليف رئيس الهلال الامين البرير للتحضير للمؤتمر الرياضي الجامع , وهو جدا امر يدعو للدهشة والاستغراب , فالبرير ليس رئيس اللجنة الاولمبية ولا وزير رياضة فلماذا يكلف بهذا الشأن .
منذ فترة تم تكوين لجنة عليا للمدينة الرياضة ضمت جيش جرار من الاداريين , عقدت اللجنة عشرات الاجتماعات ولم نسمع بها بعد ذلك وتوارت عن الانظار حالها حال غيرها بعد ان فشلت في فك طلاسم بناء ملعب بدأ تشيده منذ اكثر من عشرين عاما , حيث يعد ملعب المدينة الرياضة قصة لحالها من الفشل الذريع .
الدعوة لعقد الندوات والمؤتمرات هي دعوة للمزيد من الفشل للاسف لان كرة القدم والرياضة لاتتطور بهذا الشكل طالما ان العقول الحالية هي التي تديرها وتتحكم فيها .
كرة القدم نظام وتخطيط ورؤى واضحة , لاتحتاج الى تنظير كثير وجلسات في المكاتب ومناقشات كما يحدث عندنا , هنالك ثوابت لاتحتاج الى مراوغات يا سادة , ومثل هذه المقترحات هي مجرد محاولات لتضيع الوقت وتخدير الجماهير المغلوب على امرها .
علة الكرة السودانية في اعتقادي بالاداريين وعمق الازمة في غياب التخطيط الصحيح لفرق كرة القدم , ففي كل مرة يتم التغطية على الفشل بتسجيل اللاعبين واستجلاب المدربين والنتائج لم تتغير .
في الهلال حاليا على سبيل المثال لم تتم مناقشة اسباب خروج الفريق من البطولة الافريقية ولو سألنا رئيس النادي عن اسباب الاخفاق لن نجد لديه اجابة لانه ببساطة اقال المدرب ولم يبحث عن الاسباب الاخرى .
حاليا التفكير فقط في التسجيلات القادمة , ويعتقد مجلس الهلال انه بذلك سوف يصلح عيوب الفريق التي ظهرت مع اول مباراة افريقية امام ممثل كوت ديفوار , ووضح في مباراة الامل الماضية ان مشكلة الفريق اكبر من اقالة مدرب وهنالك حالة من الاحباط وسط اللاعبين لاندري ما عو سببها .
ظلت فريقي القمة يضيعان الاموال الطائلة في السنوات الماضية دون جدوى والسبب غياب الرؤية والتخطيط الصحيح , ماصرفه الفريقان لايوازي ربع ميزانية اندية في حجم الترجي والوداد وحتى الاهلي المصري التي تصرف ولكنها تعوض بالبطولات والانجازات .
هنالك فوضى كبيرة في كرة القدم عندنا تبدأ من غياب المراحل السنية وتستمر الى غياب الكفاءات التدريبية التي يكون لديها القدرة في تكوين اللاعبين منذ الصغر , وانديتنا هي الوحيدة التي لايوجد في صفوفها اي لاعبين شباب يمكن ان نشير اليهم واللاعب الجاهز هو المطلب الاساسي .
الواقع يقول اننا ندور في حلقة مفرغة لاقديم يعام ولاجديد يذكر , وفي كل مرة نقع في ذات الاخطاء ولا نستفد منها لان اداريينا اعتادوا على دفن الرؤوس في الرمال وتغطية الفشل بشكل سريع بفتح ملف التسجيلات التي ظلت اسطوانة مشروخة ومضيعة للمال والوقت .
nazar.ageeb@gmail.com
