• ×
الأحد 12 مايو 2024 | 05-11-2024
احمد الفكي

اوتاد

احمد الفكي

 0  0  1075
احمد الفكي
برير على قمة الإبداع
من ثمانية عقود مضت كان فبراير ذلك الشهر الذي فيه تأسس نادي الهلال للتربية و بالجمال اقترن .. فمنذ أن عرف الإنسان النظر إلى هلال السماء حيث المنظر الجميل المهيب الذي يطوف بخيال المرء صوب التدبر في ملكوت الله لمن كان من أولي الألباب و ليستحضر القلب مغزى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار . ولأنَّ من نظروا لهلال السماء و أعجبهم الجمال في ذلك الشهر الذي يلي يناير مباشرة أرادوا أن يكون هلال الأرض كهلال السماء في العلو والهيبة والجمال فكان لهلال الملايين أن أخذ من هلال السماء صفة العلو والهيبة والجمال فنال الاحترام والمؤازرة حتى جرى على اللسان مجرى اللعاب سهولة ترديد كلمة هلال العشق الجميل لمن كان للهلال عاشقاً .
وفي فبراير2013م كان اسم برير يتردد في الأوساط الثقافية وتناقلته وكالات الأنباء العالمية وهو اسم يحمله نفس من يجلس على سدة رئاسة مجلس إدارة نادي الهلال الذي صادف اسم الروائي الجزائري المبدع إسماعيل برير لأمين البرير .
هنا بداية الطريق لذكر اسم برير بسبب من كان في العام 1929م حيث قرية كرمكول بالقرب من دبة الفقراء ناحية شمال السودان و انطلاق زغرودة فرح لأنَّ عائشة بنت أحمد زكريا أنجبت ولداً اختار له والده محمد صالح أحمد اسم الطيب . ليختزل اللسان اسمي محمد و أحمد ويُعرف المولود لدى العالم أجمع باسم الطيب صالح , الذي عاش حيناً من الزمان ليأتي الثامن عشر من فبراير 2009وفيه ذرفت الدموع لأنَّ الناعي حمل للعالم خبر وفاة عبقري الرواية العربية و عبقري الأدب العربي . السوداني القح الطيب صالح الذي عاش في لندن و باريس غربة مكان فقط وظل السودان في حنايا صدره وسويداء فؤاده لم يفارقه لحظة .
في فترة حياته أثرى المكتبة السودانية ثم العالمية بروائع ما كتبه قلمه من روايات و مجموعة قصص طويلة قصيرة .
إذا سألت أي مثقف عربي ماذا تعرف عن الطيب صالح ؟ يبتدر إجابته بموسم الهجرة إلى الشمال ... لأنها اختيرت ضمن أفضل مائة عمل في تاريخ الإنسانية . وللراحل المقيم روايات وقصص أخرى تزين عقل القارئ فكراً و ثقافة فنجد عرُس الزين .. بندر شاه .. ضو البيت .. نخلة على الجدول .. دومة ود حامد .. مريود . ولمريود قصة وهي بالعامية السودانية وبالفصحى محبوب وهي تدور في محيط القرية . فأخذ اسم مريود ليكون محبوب beloved ) ) اسم رواية للأمريكية ذات الأصول الإفريقية توني موريسون .
وهنا عودة لمحاسن الصدف التي صادفت فبراير أيضاً بقدر من الله حيث الثامن عشر من فبراير في العام 1931م كان مولد الروائية الأمريكية توني موريسون التي نالت جائزة نوبل في الأدب عام 1993م كما نالت جائزة بولتيزر bulitezer prize for fiction عن روايتها التي حملت نفس اسم مريود للطيب صالح ولكن بمعنى محبوب beloved . و للروائية الأمريكية توني موريسون ( أكثر العيون زرقة , نشيد سليمان , طفل القطران ) وترجمت أعمالها إلى مختلف لغات العالم ومن ضمنها العربية . كما ترجمت أعمال عبقري الرواية العربية و عبقري الأدب العربي إلي مختلف لغات العالم أيضاً .
وبعد رحيل الأديب السوداني العالمي في 18 فبراير 2009م في عاصمة الضباب و دفن في الخرطوم يوم الجمعة 20 فبراير 2009م . خُصص للراحل المقيم جائزة سنوية حملت اسمه بعنوان جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي . في محور الرواية والقصة القصيرة والنقد . حيث كانت الدورة الأولى في فبراير العام 2011 وانطلقت ولم تتوقف مسيرتها حتى كان موعد الدورة الثالثة فبراير 2013م برعاية زين والتي شهد مسرح قاعة الصداقة في الخرطوم فعالياتها حيث كان مسك ختامها الذي حضرة النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ / علي عثمان محمد طه في مساء الجمعة 22 فبراير 2013م ونال الروائي الجزائري إسماعيل برير جائزة الأديب السوداني العالمي الطيب صالح للإبداع الكتابي , عن روايته وصية المعتوه بمشاركة 455 كاتباً من مختلف قارات العالم عدا أمريكا الجنوبية .
وبذلك يكون برير قد جلس على قمة الإبداع حتى موعد الجائزة في العام القادم 2014م بإذن الله .
أخر الأوتاد :
تقف اللفتة البارعة من مجلس أمناء جائزة الأديب السوداني العالمي الطيب صالح للإبداع الكتابي المتمثلة في تكريم مشاركة الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية الذي شارك في المسابقة علامة فارقة تنم عن قمة الإبداع الذي يكتنف السودان ويكفي رائعة الفنان الذري الراحل المقيم أحلى مكان وطني السودان .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019