• ×
الإثنين 13 مايو 2024 | 05-12-2024
احمد الفكي

اوتاد

احمد الفكي

 0  0  1169
احمد الفكي
الهلالاب مع البوركيناب
بعيداً عن فرقة تيراب هناك رابط قوي لا ينفصل يكمل بعضه البعض مابين الأنثروبوغرافيا anthropography أي علم الإنسان الوصفي وهو فرع من علم الإنسان يصف خصائص الأعراق و توزعها الجغرافي . وبين الأنثروبولوجيا anthropology علم الإنسان يبحث في أصل الجنس البشري و تطوره و أعراقه وعاداته و معتقداته . فالإنسان السوداني قد حباه الله بعادات وتقاليد ومزايا فريدة عن بقية شعوب العالم ولله الحمد والشكر والفضل والمنة .
فمن عادات بني وطني السودان الحبيب العزيز الغالي . نجد لازمة تواجد حرفي الألف والباء في نهاية الكلمة المنسوبة لجهةٍ ما , فنجدها علامة فارقة في الانتساب للقبيلة أو المنطقة أو للنادي الرياضي وفي كثير لمرافق الحياة المختلفة فعلى سبيل المثال لا الحصر : العبدلاب , الرباطاب , الجميعاب , الزيداب , الحماداب , العلياب , الحبراب , البرياب , الشهيناب , النوفلاب , الحريزاب , السروراب , الدروشاب , الخوجلاب , الفتيحاب الهاشماب , ود سلفاب , الطالباب . مروراً بالمورداب والمريخاب والهلالاب .
عندما اتخذت إدارة الهلال بقيادة رئيس مجلس الإدارة الأمين البرير قرارها الجريء والشجاع بشطب الكابتن السابق . وقف جمع كبير خلف الإدارة مما جعل الشارع الرياضي يطلق على أولئك المناصرين لرئيس مجلس إدارة الهلال لقب البريراب .
لهذا المدخل علاقة قوية لما يحويه عنوان المقال أعلاه والذي قبل أن نخوض في بحره . هنا وقفة مع انفجار مواهب المنتخب النيجيري الذي أدى لانهيار منتخب مالي الفظيع في الجولة الحاسمة للدور النصف نهائي لتصفيات أمم إفريقيا 2013 جنوب إفريقيا النسخة 29 . ففي تمام السادسة مساء السادس من فبراير 2013م كانت المباراة الأولى على أرضية نجيل ملعب موزيس مابيدا بمدينة دوربان الجنوب إفريقية التي جمعت بين النسور الخضراء منتخب نيجيريا قيادة مربع الرعب براون إيديي حامل الرقم 8 و إيمانويل فرانك حامل الرقم 9 وفيكتور موسس حامل الرقم 11 و أحمد موسى حامل الرقم 7 والنسور المالية قيادة الكابتن سيدو كايتا حامل الرقم 12 والعملاق شيخ دياباتي حامل الرقم 9 .
مع زخات المطر نستطيع القول نيجيريا بدأت وواصلت الخطر فأكملت مستواها الرائع الذي قدمته في المباراة السابقة أمام ساحل العاج لتفاجئ به مالي التي انهارت تماماً أمام المد والإبداع النيجيري الحالم بالحصول على هذه الكأس الغالية التي نالها في العام 1994م . فكانت موجة الأهداف المتلاطمة والمتواصلة والمتلاحقة منذ الدقيقة 25 من عمر الشوط الأول بواسطة مدافع النسور الخضراء إيشجيي حامل الرقم 3 ليتبعه زميله براون إيديي الهدف الثاني في الدقيقة 30 وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه الأخيرة يحرز إيمانويل فرانك الهدف الثالث في الدقيقة 43 لينتهي الشوط بتقدم منتخب نيجيريا بثلاثية نظيفة كتبت له الجلوس على كرسي انتظار لعب المباراة النهائية قبل أن تنتهي المباراة التي انطلق شوطها الثاني حيث شهدت الشباك المالية حضور الهدف الرابع الذي قصم ظهرها بتاتاً بواسطة النجم أحمد موسى في الدقيقة 59 من عمر المباراة . لتتمكن مالي من إحراز الهدف الشرفي الوحيد في الدقيقة 75 . لتنتهي المباراة بفوز كبير تاريخي لنسور نيجيريا قوامه أربعة أهداف مقابل هدف واحد في مباراة لم يتوقعها أحد أن تنتهي بالنتيجة التي انتهت عليها .
بذا يزداد الحلم النيجري اتساعاً وهو حلم نيل الكأس للمرة الثالثة بعد أن تحصًّل عليها في عامي 1980م و 1994م .
أما المباراة الثانية التي جمعت بين منتخبي غانا و بوركينا فاسو أقيمت في تمام التاسعة والنصف مساء بعد نهاية مباراة نيجيريا و مالي على ملعب مبومبيلا بمدينة نيلسبروت وهو ملعب لا يشبه إمكانيات جنوب إفريقيا حيث سوء أرضية الملعب التي تفتقر للخضرة الأمر الذي أدى لإصابة أكثر من نجم في المنتخبين .
منتخب غانا الذي يدربه الوطني جيمس أبياه نزل أرضية الملعب بشعاره المعرف حيث الزي الأبيض الكامل . ومنتخب بوركينا الذي يدربه البلجيكي بول بوت نزل أرضية الملعب بشعاره المعرف حيث الزي الأخضر الكامل كل من المنتخبين يحمل لقباً يفتخر به النجوم السوداء غانا والخيول بوركينا غانا بحلم الوصول للمباراة الختامية ونيل الكأس للمرة الخامسة و بوركينا أيضاً بحلم الوصول للمباراة الختامية ونيل الكأس للمرة الأولى في تاريخها
هنا كان الدرس المجاني الذي قدمته بوركينا لعشاق كرة القدم والمتمثل في احترام الخصم المدعوم بالهمة وقوة الإرادة والتصميم والعزيمة وكيفية كتابة التاريخ للوطن .
بينما منتخب غانا الذي تدثر بمقولة واثق الخطوة يمشي ملكاً وجعل من نفسه أنه المنتخب الذي لا يُهزم ولا يُقهر unconquerable قد وقع في الفخ رغم صافرة التحكيم التونسية التي تحاملت كثيراً على بوركينا فاسو إلا أنَّ بوركينا كأنَّها تطبق ما ردده فنان إفريقيا الأول الراحل المقيم محمد وردي ( كان تعب منك جناح في السرعة زيد ) فكان الدرس الذي أمتع كل من شاهد المباراة رغم تقدم غانا بهدف السبق الذي أحرزه النجم واكاسو مبارك حامل الرقم 22 من ركلة جزاء مشكوك فيها في الدقيقة 12 من عمر الشوط الأول . فلم يكن ذلك الهدف إلا زاد وقود لبوركينا وبالفعل برهنت الخيول أنها في الموعد حيث مارست ضغطاً مكثفاً على غانا حتى كتب لها التعادل . وتنتهي المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل الإيجابي هدفاً لهدف و تمتد المباراة لوقت إضافي فيه تحامل الحكم كثيراً على بوركينا حيث نقض هدفاً صحيحاً لها وقام بطرد النجم بكر دروبيا الذي ارتكبت معه مخالفة داخل المنطقة المحرمة وبدلاً من أن يمنح ركلة جزاء منح البطاقة الحمراء بتقدير خاطئ من الحكم معتقداً منه أنه قام بالتمثيل .
انتهت المباراة بالتعادل واحتكم المنتخبان لركلات الحظ الترجيحية والتي كتب الله التوفيق فيها لمنتخب بوركينا فاسو حيث أحرز نجومه ثلاث ركلات من إجمالي أربعة و أخفق منتخب غانا في ثلاث ركلات من إجمالي تنفيذ خمسة ركلات ليتأهل منتخب بوركينا بالفوز على غانا 3/2 .
لأنَّ الهلال جميل وعالم جميل يحب الأداء الجميل وبما أنَّ في نادي الهلال يلعب المحترف سانكارا وهو من بوركينا فاسو المنتخب الجميل لذا دون شك أن جميع الهلالاب سيقفون مع البوركيناب أهل سانكارا في المباراة النهائية التي تجمعهم مع أهل وارغو نيجيريا في العاشر من فبراير 2013م .
آخر الأوتاد :
كن جميلاً ترى الوجود جميلا

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019