• ×
الإثنين 13 مايو 2024 | 05-11-2024
احمد الفكي

اوتاد

احمد الفكي

 3  0  1339
احمد الفكي
هل سيندم الكابتن كما نَدِمَ الكُسعي
نادي الهلال للتربية أو كما يحلو لعشاقه مناداته هلال الملايين .. صِرح رياضي و ثقافي و اجتماعي فخيم . الكل يتمنى أن يكون منتمياً و منتسباً له لاعباً كان أم إدارياً أو مشجعاً ومناصراً له لما له من وهجٍ ومكانة خاصة يشعر بها من حاز على حبه ونال صفة الانتماء والانتساب إليه .
ليس من باب و منطلق provocation الإثارة والاستفزاز والإغضاب والإغاظة والتحريض ولا من باب و منطلق العمل على الناحية النفسية من خفضها أو زيادتها إنَّما الواقع هو من فرض نفسه لاسيَّما والكل يُمَنِّي النفس أن يرتدي شعار نادي الهلال للتربية .. هلال الملايين .. سيد البلد تلك الأنشودة التي يترنم بها عشاق الموج الأزرق .
كثير من حُظيَّ بارتداء شعار الهلال لاعباً قدَّم ما كتبه الله له من عطاءٍ و ترك اللعب فيه جراء الاعتزال أو الوفاة أو إخلاء خانته لمن جاء بعده ضمن منظومة تواصل الأجيال دون أن يترك وراءه بصمة بغض أو جفاء من قبل محبي نادي الهلال كما تركها وخلَّفها كابتن الهلال السابق هيثم مصطفى الذي اختار اللعب طواعيةً لنادي المريخ الوصيف والند الحقيقي لهلال الملايين بحجة أنه يعيش في عصر وعالم الاحتراف ضارباً بمشاعر من ساندوه من محبيه السابقين بمشاعرهم عرض الحائط .
لكن ودون شكٍ أنَّ من غادر كشف الهلال و خلع قميصه الأبيض أو الأزرق وارتدى القميص الأحمر أو الأصفر سيشعر بالحسرة والندم بسبب ما كان فيه من عزٍ وما يجده من سندٍ شعبي لنادٍ هو هلال الملايين وبهذه المناسبة لا بدَّ من وقفة مع الندم وهو شعور و ردة شعور لتصرفات و أفعال الماضي الشخصي للفرد كما جاء في بعض التعريفات له .
والندم غالباً ما يشعر به الإنسان عند شعوره بالحزن , العار , الخجل , الإحباط , الانزعاج أو الشعور بالذنب بعد قيامه بتصرف يجعل المرء يتمنى أن لم يفعله .
والندم regret مربوط أيضاً بعدم الفعل ( بعد فوات الأوان ) يجعل الفرد يتحسر على ضياع فرصة الأداء وكثير من الناس تجدهم يتمنون أنهم فعلوا أمراً مروا به في الماضي . وإذا جاز التعبير أنَّ سيكلوجية الندم من جهة علم النفس الاجتماعية متمثلة على سبيل المثال في عض الأنامل أو الأيادي من الغيظ نتيجة الندم . ( و إذا خلوا عضُّوا عليكُمُ الأنامل من الغيظ . ) 119 آل عمران . ( ويَومَ يَعَضُّ الظالمُ على يديهِ يقول يا ليتني اتخذتُ مع الرسُولِ سبيلا ) 27 الفرقان .
وكما هو معلوم أنَّ في ديننا الحنيف الندم شرط أساسي لقبول التوبة .
ولله در البوصيري حين قال : و استفرغ الدمع من عينٍ قد امتلأت
من المحارم و الزم حمية الندم
أما الندم في مكتبة الأغنية السودانية نجده في كثير من الأغنيات وعلى سبيل المثال تقف أغنية الندامة للراحل المقيم ابن الجزيرة الخير عثمان علامة فارقة بين قريناتها من الأغنيات . وكذلك مطلع أغنية (ندمان أنا أبداً وحاتك عمري ما ضقت الندم ) للراحل المقيم مصطفى سيد أحمد الذي تمر علينا هذه الأيام ذكرى رحيله السابعة عشر .
أما السؤال الذي يطرح نفسه من خلال العنوان هل سيندم الكابتن كما نَدِمَ الكُسعي ؟ هنا لا بدَّ من طرق باب الكٌسعي الذي خلَّده المثل القائل : ( أندم من الكٌسعي ) ولتعم الفائدة من حديث الكٌسعي أنه خرج يرعي إبله في وادٍ فرأى قضيب شوحط نابتاً في صخرة ملساء , فقال نِعمَ منبت العود في قرار الجلمود . ثم أخذ سقاءه و صب فيه من الماء في أصله فشربه لشدة ظمائه فجعل يتعاهده بالماء سنةً حتى سبط العود واعتدل . فقطعه و جعل يقومه حتى صلح . فبرأه قوساً وبرى بقيته خمسة أسهم وخرج إلى مكمن كان مورد الحُمُر في الوادي فوارى شخصه حتى إذا وردت رمى عيراً منها بسهم فمرق منه بعد أن نفذه وضرب صخرة فقدح منها ناراً فظن الكُسعي أنه قد أخطأ . ثم وردت حُمُر أخرى فرمى عيراً فصنع سهمه كالأول فظنه أخطأ . وهكذا رمى خمسة منها الواحدة بعد الأخرى وكل مرة يظن أنَّ سهمه أخطأ . ثم خرج من مكمنه فاعترضته صخرة فضرب بالقوس عليها حتى كسرها . ثم قال أبيت ليلي ثم آتي أهلي . فبات فلما أصبح رأى خمسة حُمُر مصروعة و رأى أسهمه مضرجة بالدم . فندم على ما صنع و عضَّ على أنامله حتى قطعها وقال :
ندمت ندامة لو أنَّ نفسي
تطاوعني لقتلت نفسي
تبين لي سفاه الرأي مني
لعمر الله حين كسرت قوسي
وقد كانت بمنزلة المفدَّى
لديَّ وعند صبياني و عرسي
فلم أملك غداة رأيت حولي
حُمُر الوحش أن ضرجت خمسي
وبندامة الكُسعي لا شك أنَّ الكابتن السابق رغم مدارة علامات الندم و إظهار السعادة بالقميص الأحمر بعد مفارقته لهلال الملايين أنه قد أصابته ندامة كندامة الكُسعي .
آخر الأوتاد :
جاء في حقيقة الندم قال الأعشى :
إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التُقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزوَّدا
ندمت على أن تكون مثله
و أنك لم ترصد لما كان أرصدا

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : احمد الفكي
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    د . الشريف 01-22-2013 12:0
    الندم احساس داخلى بينك وبين نفسك اذاتصالحت معها ذهب عنك الندم .. اما الظلم فهو احساس بينك وبين غيرك لا يكبحه غير رد المظلمة .. من ذاق الظلم لن يندم وما تعرض له هيثم من ظلم و خيانة ذوى القربى لن تجعله فى عداد من يفكر لحظة فى الندم و التحسر على مفارقة من ظلمه وخانه .. كلمة ( Regret ) لغة تعنى الآعتزار و ليس الندم .. فالندم المرتبط بالآسف والاسى على ما فات او فقد يقابله Sorrow ... والندم المرتبط بالتوبة والرغبة فى الآوبة يقابله كلمة Repentance ... حسب لغة الكوكنيز ( شرامة لندن ) فان التوبة يقابلها لفظ ٌ Rue ... عندما تسمع خواجة يصرخ Yaa .. Ido rue Sir اعرف انه قادم من اطراف لندن او ضواحيها وهو نادم على فعل ارتكبه .. أجمل و أطرف ما قيل فى الندم تفوه به شاعر خليجى فقال .. عرفتك للاسف صحرا و حولتك الى بستان ::: و شلتينى غصن اخضر و فى صخرك زرعتينى... ما شاءالله هيثم مبسوووط 24 قيراط مع الزعيم ولسان حاله يقووول : وانى وان بليت بود مثل ودكم :::: فأننى بفراق مثله قمن
  • #3
    جعفر صالحين 01-22-2013 11:0
    موتوا بغيظكم ياهلالاب .. فبالرغم من كل شىء فالدليل واضح على حسرتكم الشديدة لانتقال هيثم للمريخ والدليل انكم لا زلتم تكتبون يوميا عن هذا الموضوع .. لقد كان البرير اعقل منكم عندما رفض الحديث عن هيثم وقال بالحرف الواحد ( ان هيثم اصبح لاعبا فى المريخ ولا يحق لى الحديث عنه ) .. ولكن موتوا بغيظكم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019