• ×
الثلاثاء 14 مايو 2024 | 05-12-2024
رأي حر

رأي حر

رأي حر

 0  0  1188
رأي حر
راي حر
صلاح الاحمدي
في ذكرى مولد المصطفى (صلى الله عليه وسلم)
ها هو ذا الرسول الذي جاء للحياة فأعطى ولم يأخذ
ها هو ذا من قدس الوجود ورعى قضية الإنسان .
ها هو زكى سيادة العقل ،
ها هو ذا من هباه تفوقه ليكون سيداً فوق الجميع فعاش واحداً بين الجميع .
ها هو ذا من اعطى القدوة وضرب المثل وعبد الطريق .
ها هو ذا الرسول والمعلم والأب والأخ والصديق .
مفتاح شخصيته التي جلت عن النظير..!! إني أراه يتمثل في ثلاثة آيات من القرآن الكريم :
الآية الاولى : (وإنك لعلى خلق عظيم) والآية الثانية : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) . والآية الثالثة (لست عليهم بمسيطر) هذه الآيات الثلاثة تفتح الباب رحباً واسعاً على شخصية الرسول (ص) عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
الآية الأولى : تحكي رأي الله فيه وتزكيته و اياه وحسبنا أن نرى بشراً ينعته الإله الكبير المتعال بانه على خلق عظيم أي يشرف ويطمح إليه طامح اسمى من هذا الشرف الرفيع أن يقول الله له إنك لعلى خلق عظيم .
إن الخلق العظيم والكريم الذي نوح الله به إلى رسوله الأمين هو أثمن مما كان يمتلك محمد بن عبدالله كإنسان وكرسول خلقه العظيم والكريم جذب إليه الأعداء وصاروا أتباع مخلصين وخلقه العظيم هذ الذي جعل في أسمى درجات القدوة وكان لابد لهذا أن يكون .
ولقد أدرك عظمته الاصلية منذ طفولته فعاف كل صغار بل عاف حتى ما يحق لطفل مثله أن يستمتع به من مباهج الحياة .
بحث عنه ذات يوم أترابه من الاطفال فوجدوه جالساً في ظلال النخيل وحده مع تأملاته الباكرة ثم دعوه إلى صحبتهم إلى سامر فيه طبل وزمر ولهو فإبتسم إبتسامته الورعة الحانية وقال أنا لم اخلق لهذا ...!!.
. من الذي علم الطفل الصغير أنه لم يخلق لهذا أنها العظمة الكاملة داخل نفسه والتي ستنداح رويداً رويداً حتى تملا الحياة جمالاً والأنفس روعة .
الخلق العظيم كما كشميته وكان دعوته ، ها هو ذا في رجولته وإنسانيته وفي تواضعه وفي شجاعته وفي جوده وفي حلمه وفي إيثاره وتضحيته وزهده وترفعه فكل هذا في أكثر من هذا نراه العظيم أصدق ما تكون العظمة والفضل الاكثر ما يكون الفضل والخلق القويم لم يمد رجله وسط أصحابه قط إحتراماً لهم ولم يطلب على رسالته وتضحيته أجراً ولا شكورا كان حانياً أرق ما يكون الحنو عطوفاً إلى أبعد حدود العطف .
يقول أدبني ربي فأحسن تأديبي وماذا ننتظر من إنسان إصطفاه الله لنفسه وإصطنعه على عينيه وتولى تربيته وتأديبه قد كان قدوة فقد حرص على أن ينقل الناس إلى معالم هذه القدوة وسماتها وقال اللهم إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق وأنظروا قوله (ص) ألا تمم فيها تحية وعرفان للذين سبقوه من المرسلين والمصلحين الذين بثوا من قبله تعاليمه الاخلاقية الرفيعة وهيئوا للناس طريقة المستقيم .
يقف امامه صاغرين جميع الذين شنوا عليه الحرب والبغضاء ومثلوا بجسمان عمه الشهيد حمزة رضي الله عنه ومضغوا كبده في وحشية ضارية فيستعرض وجوههم الزليلة وجباههم المنكرة الكابية ورايات الفتح تخفق فوق رأسه ومصير أعدائه جميعاً تفرضها كلمة تنفرج عن شفتاه وإذ هو يقول أذهبوا فأنتم الطلقاء ، فلا محاكم لمجرمي الحرب ولا حتى عتاب المنتصر للمهزوم أن التشفي فيه بل أذهبوا أنتم الطلقاء.
يحلب شاته ويخيط ثوبه ويخصف نعله ويقف بين أصحابه خطيباً في أخريات حياته ويقول وقد كشف الثوب عن ظهره من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتد منه حقاً لقد ادبه ربه فأحسن تأديبه وصاغ من الإنسان ابهى واسمى ما يكون الإنسان .
وإنه لشغوف بدعوة الامة لمكارم الأخلاق ,هاهو ذا يقول للمؤمن يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ويعلم أمته أن المسلم للمسلم أخ لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره وأسمعوه وهو يبني التعايش الودود بين المرء وجاره فيقول إذا إستعان بك أعنته وإذا إستقرضك أقرضته وإذا إفتقر عدت إليه وإذا مرض عدته وإذا أصابه خير هنئته وإذا اصابته مصيبة عذيته وإذا مات إتبعت جنازته ولا تستطل عليهم بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذيه بقثار ريح قدرك إلا أن تقرف له منها وأن إشتريت فاكهة فأهد إليه فإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج ولدك ليغيظ بها ولده.
وحين يقول له فلانة تكثر في صلاتها وصدقاتها وصيامها غير أنها تؤذي بلسانها جيرانها يقول هي في النار .

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019