بهدوء
هل يفعلها ريكاردو ؟
قمة جديدة فى نهائى كاس السودان تجمع بين الغريمين الكبيرين المريخ والهلال فى صراع على اخر لقب فى الساحة الكروية وفى ختام واحد من اسوأ المواسم بالنسبة للفريقين بعد سقوطهما المدوى فى بطولة الكونفدرالية امام اضعف خصمين ليوباردز الكنغولى البطل ودجوليبا المالى الوصيف اللذان قدما مباراة متواضعة غابت عنها الاثارة والقوة التى يفترض دائما ماتطغى على مثل هذه النهائيات القارية .
من يطالع الصحف الرياضية ويتابع الاخبار فى الساحة الكروية لايصدق بان هناك مباراة ستقام اليوم بين المريخ والهلال على نهائى كاس السودان فالجميع فى حالة من الهدوء والسكون ولاوجود لاى تصريحات نارية وتحديات ومشاحنات او حتى ترتيبات واستعدادات من جانب روابط الجماهير , كما يحدث قبل كل مباريات القمة السابقة فى الدورى الممتاز او حتى فى بطولة الكونفدرالية , والتى كثيرا ماتبدأ وتنتهى خارج الملعب وتحديدا على صفحات الجرايد الحمراء والزرقاء من خلال المناكفات والمكايدات الهزلية والخشنة والتى تضفى قدرا كبيرا من الاثارة على مباريات القمة ,, وتمتد هذه الاثارة والمشاحنات الى المنتديات وغيرها من صفحات التواصل الاجتماعى التى يمكن عبرها ان ترصد اتجاه الرأى العام حول المباراة وحجم التوقعات حولها وكذلك الهجوم على التحكيم رغم السرية التى يحاط بها اسماء الطاقم المرشح لادارة المباراة ولكن مع ذلك لايسلم الحكام من النقد والاتهامات ضدهم قبل ان تطأ اقدامهم ملعب المباراة ,, كل ذلك نفتقده فى مباراة اليوم التى نتوقع ان تبدأ هادئة وتنتهى اكثر هدوئا بل نتوقع ان تسجل خسارة كبيرة فى مستوى الدخل فى ظل تواضع الحضور الجماهيرى الذى بدأ واضحا فى مباراة التتويج الاخيرة للهلال ضد اهلى مدنى التى كانت عبارة عن مراسم جنائزية وليست احتفالية وكذلك الحال نفسه فى مباراة المريخ واهلى شندى ومن بعده مباراة المريخ ضد النيل كلها سجلت تدنيا وتواضعا فى الاقبال الجماهيرى كنوع من الاحتجاج والرفض على الاخفاق والهزائم التى تعرض لها الناديين وكانت سببا فى خروجهما من بطولة الكونفدرالية بعدما كانت حظوظهما هى الاقوى فى الوصول الى نهائى البطولة ,, فهناك حالة من الاحباط والقهر النفسي يشعر بها كل رياضى فى السودان حاليا على مايجرى فى الساحة الرياضية وخصوصا وسط دوائر الناديين الكبيرين , فالمريخ الذى يبحث عن الفوز بكاس السودان لانقاذ موسمه من الانهيار بعدما خسر الاخضر واليابس ,, اصبح فى طريقه الان ليدخل حالة من عدم الاستقرار الادارى على ضوء الاخبار التى رشحت بالامس وتفيد بان مجلس ادارته سيعقد غدا الخميس اخر اجتماعاته برئاسة جمال الوالى بعدما رفض الرئيس الاستجابة لكل الاتصالات والمحاولات لاثنائه عن قرار الاستقالة وربما يتبعه ايضا استقالة نائب الرئيس وامين الخزينة,, وفى الجانب الاخر لازال النادى الازرق يغلى ونيرانه تزداد اشتعالا بعد تصريحات رئيسه الامين البرير التى وصف فيها الكابتن هيثم مصطفى بانه مخلب قط للمعارضه وان تصريحاته الاخيرة تتطلب الحسم فضلا عن تصريحات المدرب غارزيتو وماقاله فى ندوة جامعة الخرطوم وهو يطعن فى كفاءة وقدرات البرنس كلاعب !
وسط هذه الاجواء المحبطة والمشحونة بالخلافات تقام مباراة القمة الاخيرة التى سيدخلها المريخ بكثير من الدوافع بحثا عن الفوز والحصول على اللقب الذى ينتظره الجميع فى العرضه جنوب لانقاذ مايمكن انقاذه قبل ان تبدأ عمليات الاحلال والابدال ومجازر الشطب وغيرها من مراحل التجديد واعادة البناء التى اضحت مطلبا جماهيريا واعلاميا ينادى به الجميع حتى تستعيد القلعة الحمراء ثقتها فى من يحملون شعارها ,, ولكن يبقى السؤال الذى يفرض نفسه على اهل المريخ ,, هل يفعلها ريكاردو وينجح فى الفوز وتحقيق هذا اللقب ليكفر به عن اخطائه التى لاتعد ولاتحصى هذا الموسم ويعوض به الجماهير على صبرها واخلاصها ووفائها وتفانيها فى مساندة ودعم فريقها ,,, فهل يفعلها هذا البرازيلى ؟