تأملات



غارزيتو صار مخيفاً

كمال الهِدي

kamalalhidai@hotmail.com



· زودتها حبتين يا مستر غارزيتو.

· صحيح أن الهلال لم ينهزم منذ توليك الشأن الفني فيه.

· ونحي فيك روح الشجاعة والاصرار على اللعب بثلاثة مهاجمين.

· ونوافقك تماماً حول فكرة التدوير واشراك أكبر عدد من اللاعبين الذين يتضمنهم كشف الفريق، وألا فما معنى أن تركض الإدارات وراء المواهب وتدفع لها المبالغ الكبيرة ليشارك الواحد منهم في التدريبات فقط إلى حين مغادرته الكشف لتركض الإدارة مجدداً وراءه بعد أن يبذغ نجمه في ناد آخر.

· لكننا نختلف معك تماماً في اهمالك التام لخط الدفاع.

· ونستغرب حقيقة كيف يفوت على مدرب كبير مثلك أن دفاع الهلال صار شوارع بما تحمل الكلمة من معنى.

· أي مدرب في الدنيا لابد أن يجتهد لسد الثغرات التي تظهر له في فريقه.

· يبدأ ذلك بالتغيير في الأسماء التي تشارك في مراكز أي خط وينتهي بتعديل الطريقة إن وصل إلى أن كل التغييرات التي يجريها في الأسماء لا تحقق النتيجة المرجوة.

· وقد لاحظنا أنك حاولت توظيف أكثر اسم في مختلف مراكز خط الدفاع وبدا واضحاً أن ذلك لم يعالج المشكلة.

· وخوفنا الحقيقي ألا يكون لديكم كجهاز فني إحساس بالمشكلة أصلاً.

· وإن صح ذلك فهنا تكمن الطامة الكبرى.

· وما يضاعف هذه المخاوف هو حديث رئيس النادي بعد تعادلكم الثالث أمام الأمل عطبرة.

· قال البرير أن الفريق أدى جيداً وأن الكرة نصر ، هزيمة وتعادل.

· ندرك ذلك يا البرير.

· لكن الهلال لم يؤد جيداً أمام الأمل، حيث بدا واضحاً أن جهازه الفني وقف حائراً أمام التكتيك الدفاعي الذي لعب به منافسهم.

· فلا هم دافعوا بشكل جيد بسبب المشكلة المزمنة في خط الدفاع، ولا هم تمكنوا من اللعب بطريقة تفتح الثغرات وتضرب التكتل الدفاعي للأمل.

· وإن سألناك يا رئيس الهلال عن عدد الفرص التي أضاعها مهاجمو الهلال في هذه المباراة، فربما لا تستطيع أن تحصي ما يتعدى أصابع يدك الواحدة.. فأين الأداء الجيد إذاًَ؟!

· وأي فريق يواجه بتكتل دفاعي وإغلاق محكم للمنافذ لابد أن يحاول بوسائل مختلفة فهل فعل لاعبو الهلال ذلك؟

· بالطبع لا.. وحتى الضربات الثابتة التي أُتيحت نفذها هيثم الذي غاب عن التشكيلة طوال الفترة الماضية وهذا يؤكد أن غارزيتو لا يدرب لاعبيه على طريقة محددة للاستفادة من مثل هذه المخالفات ولا يوكل لها لاعبين بعينهم لتنفيذها وفقاً لجمل محددة.

· ولو كان يفعل لما نفذ البرنس معظم الضربات الثابتة بعد دخوله في شوط اللعب الثاني، لأنه لا يعقل أن تعتمد الطريقة المحددة في التنفيذ على لاعب غاب عن المشاركة لأشهر طويلة.

· ما رِأيناه أمس الأول وقبلها في الشوط الأول من مباراة الخرطوم والشوط الأول من مباراة المريخ لا يمكن أن يكون هو الفريق الذي تتوقعون صعوده لمنصات تتويج الكونفدرالية.

· ثم ما هي الحكمة من الأسلوب الجديد الذي انتهجه غارزيتو القاضي بتغيير ثلاثة لاعبين دفعة واحدة مع بداية شوط اللعب الثاني؟!

· ألا يستوجب ذلك وحده الخوض في نقاش جاد مع المدرب يا برير بدلاً من حديثكم الماجايب همه حول الأداء الجيد وحكاية النصر والهزيمة والتعادل المعروفة للجميع دي؟!

· إن أردتم من الجماهير أن تلتف حول ناديها أكثر مما هي فاعلة الآن فعليكم بالجلوس مع مدرب الفريق ومناقشته فيما يفعله وما يفكر فيه.

· تدوير اللاعبين أمر جميل جداً ومطلوب كما أسلفت لكن ليس لدرجة أن يشارك 9 لاعبين في مباراة ليقحم المدرب 9 آخرين في المباراة التي تليها.

· من حق المدرب أن يفرض خياراته، لكن عندما تتكرر الأخطاء يصبح من حقكم كمجلس إدارة أن تناقشوه.

· والمرء ليتساءل عن الدور الذي يقوم به مساعدو غارزيتو.

· هل ستظل مهمتهم هي مجرد الوقوف على الخط والصياح على اللاعبين ومرافقة اللاعب البديل إلى طاولة الحكم الرابع!

· بالأمس عجبت حقيقة وأنا أرى شارة القيادة على يد صالح الأمين أحد أحدث اللاعبين المنضمين للهلال.

· اجتهدت وفكرت وسألت فلم أجد إجابة لهذا السؤال.

· قلت لنفسي ربما فعلوها كنوع من التكريم له لكونه يلعب أمام ناديه السابق، لكنني لاحظت أن زميله الطاهر الذي لعب معه في الأمل موجود في الملعب أيضاً.

· إذاً لا يبدو أن هناك سبباً منطقياً لتزيين يد واحد من اللاعبين الجدد بشارة القيادة، وهذا أمر يفترض ِأن يكون للمدرب رأي واضح حوله.

· وفي مباراة سابقة تبادل شارة القيادة ثلاثة لاعبين خلال مباراة واحدة وهي فوضى ما بعدها فوضى ودليل آخر على حالة تخبط لازمت مدرب الهلال في الفترة الأخيرة.

· ما زال الهلال متصدراً للممتاز، لكن فارق النقاط بينه وبين غريمه صار ضئيلاً للغاية.

· ومما شاهدناه في المباريات الأخيرة لا أستبعد أن يتعطل الهلال مجدداًٍ ليذهب اللقب للمريخ.

· أما في الكونفدرالية فالوضع جد خطير.

· وبهذا الذي نراه يستحيل أن يتوج الهلال بطلاً لها.

· إن تمكن الأزرق من التغلب على جميع المنافسين الخارجيين، فلابد أن يضع في الاعتبار أن المريخ يتطور ويؤدي كل يوم مباراة أفضل من سابقتها.

· هذه هي الحقيقة التي يجب التعامل معها بجدية إن رغب الهلال حقيقة في بلوغ النهائي والظفر باللقب.

· حتى مشاكل الدفاع في المريخ لم تعد كما هي في الهلال.

· في مباراتهم الأخيرة لاحظت أن دفاعهم أدى بشكل جيد طوال الشوط الأول، لكنه في الشوط الثاني وقع في خطأين أو ثلاثة من النوع الفادح ولو لا رعونة مهاجمي جزيرة الفيل لاستقبلت شباك الحضري أكثر من هدف.

· لكن ورغماً عن ذلك فأخطاء الدفاع في الهلال هي الأكثر ولو لا براعة الحارس المتميز جمعة لانهزم الهلال أمام الأمل.

· وبمناسبة جمعة نتمنى ألا يعود للدكة بمجرد اكتمال جاهزية المعز.

· فجمعة حارس رشيق، خفيف، حضوره طاغ، ردة فعله سريعة وتوقيته سليم، فما سبب جلوسه كبديل لحارس متهور، بطئ في ردة فعله وسيء التوقيت.

· هذا سؤال يفترض أن يجيب عليه غارزيتو ومدرب الحراس في الهلال أيضاً، حتى لا تحبطوا حارساً موهوباً مثل جمعة وتدفعوه دفعاً للمغادرة كما فعل الدعيع من قبل.

· وأرجو ألا يكون الرد هو أن المعز حارس خبرة وأن جمعة ما زال صغيراً، لأن الخبرات لا تتراكم إلا من خلال المشاركات وقد أثبت الفتى قدراته وموهبته وجسارته وثباته في أكثر من مباراة مهمة.

· مع هذه الأخطاء الفادحة في طريقة وأداء لاعبي خط الدفاع أفضل ليكم بمليون مرة أن تشركوا جمعة بدل المعز.