• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
رأي حر

رأي حر

رأي حر

 0  0  1320
رأي حر
رأي حر
صلاح الاحمدى
صلاح إدريس ظاهرة لن تتكرر
لابد من وقفة التقدم برهة كي نراجع أنفسنا بعض الشئ ولكي نبني أسوار جديدة تخص حياتنا الرياضية وأول هذه الاسوار التي لابد أن نشيدها سور أهلية الحركة الرياضية والتآخي بين الاداريين ومن الشائع بين رجالات الادارات الرياضية إن الاداري حر في تفكيره وإن فرضت عليه قيود في تعبيره لأن الفكر حركة خفية في الذهن ليس لأحد غيرها أما التعبير يخضع لوسائل الاعلام وحكم القائمين .
قد يجد البعض في إستخدامي (ظاهرة) لهذا المقال نوع من الاستخفاف والاستهانة بالموضوع الذي أتحدث عنه ولكن الأمر أبعد مما يكون عن ذهني فحديثي عن الرئيس الأسبق لنادي الهلال صلاح أحمد إدريس بوصفه ظاهرة في عالم الرياضة وغيرها إنما يرجع الى أنني لم أجد لفظا أكثر ملائمة أعالج من خلاله هذا الموضوع الحي الذي يمثل بالفعل حدثاً مقاضياً في الحياة الرياضية بالبلاد عجز البعض عن فهمه وفسره غيرهم تفسيراً متعسفاً ووقف الكثير أمامه صامتين مكتفين بإبداء نوع من التعاطف الذي لا يخلو من ترفع وتعال .
وحين أقول إن الرئيس صلاح إدريس ظاهرة فإنني أعني بذلك إنه ليس مجرد شخصية جديدة في حياتنا الرياضية ، فمن الخطأ الكبير أن ننظر إليه إنه واحد من أولئك الاداريين والرؤساء الذين تزدحم بهم حياتنا الرياضية هذه الايام ولو كان هذا شأنه لما كان من الملائم أن يظل كل الحديث عنه في الوسط الرياضي بأراء متباينة وأخرى متفاوتة ، إننا ليس نعامله على أنه واحد من المشتغلين بهموم الرياضة فحسب.. وحين نقارنه بغيره من الرؤساء ونطبق عليه مقاييس من هذه الرئاسة إنما نعالجه معالجه غير سطحيه ولا نقفل جوانب عظمة الاهمية في هذه الظاهرة التي تمسى صلاح أحمد إدريس وربما كان أقرب من الصواب أن ننظر إليه بوصفه رئيساً لما قدمه للقبيلة الرياضية قاطبة ونخص منها نادي الهلال ، فهو ليس صاحب شعارات بل هو صاحب عمل اداري متكامل تتضافر فيه جهود الارباب الاب الحساس في وحدة وارتباط رياضي عميق .
ومع ذلك فإن معاملته كرئيس تستوعب في رأي كل الجوانب الفريدة ذلك لأنه لا يتوجه للجماهير الرياضية بوصفه رئيساً فحسب بل هو يجمع بين صفة الاداري وصفة الخطيب السياسي والكاتب الرياضي الساخر وهو بارع في تمثيله وادائه ولكن وصف هذه البرائه التمثيلية لا يبعد بك لحظة واحدة عن صميم الواقع الذي تعيش فيه القبيلة الرياضية يوماً بيوم أي أنه بإختصار يقدم نوعاً من الاداء الاداري الرياضي بصفة خاصة يتخطى الحواجز التي ألفناها بين الاداريين بل بين الخيال الاداري والواقع الفعلي الاداري .
اعتقادي إذ أن من أهم الاسباب تلك القدرة الجاذبة لصلاح إدريس إنه لايقدم إلينا فناً إدارياً وقانونياً فحسب وأن وسائله في الادارة بسيطة إلى أبعد حد.. وثقته بنفسه عمياء وفكره إدارياً مفتوحاً للأعيان والحق ان هذا الطباع المتشابكة التي تتجاوز الحواجز المألوفة هو الذي يميز ظاهرة صلاح إدريس ليكون ظاهرة غير معادة في الوسط الرياضي لعدة معطيات بعيداً عن السلبيات التي هي سمة البشر مهما كان وزنه ولكن يبقى عليها طابعه الفريد والتي يستجيب بها الوسط الرياضي الهلالي لإدارته وستجد هذه الاستجابة بين أعلى فئات الرياضيين المثقفين على نفس النحو الذي تجدها عليه أبسط الفئات الشعبية وتلك ظاهرة غريبة حقاً في هذا العصر الذي تتجه فيه الرياضة الى التعمق المتزايد على الدوام والذي تزداد فيه مطالب الرياضي المثقف تعقداً وتزداد الهوة بين المستويات العقلية إتساعاً .
فكيف يتمكن صلاح إدريس أمام الجمع في لقاء جماهيري وبين أشد المستويات الرياضية تبايناً وكيف يستطيع أن ينتزع منهم جميعاً إستجابات متماثلة وكيف تذوب أمامه الفوارق بين العقليات الرياضية الى هذا الحد ولا شك إنها صفة ينفرد بها هذا الاداري و الكاتب الرياضي وهي إن دلت على شئ فإننا هنا إزاء ظاهرة لها سمتها الفريدة . والحق إن الحديث عن الجمهور الوفي الذي لا يتلون لأنه دون جمهور أو جمهورُ لا يتلون تلك مواريث الهلال العميقة التي أرثت وستظل باقية وعينها على كيان (الهلال العظيم) .
أما الباقون فليس لهم عنه مهرب إذ أنهم أمامهم منكشفون على حقيقتهم جميعاً (الانتهازي البرجوازي المكافح المزيف الافندي الشاطر تاجر الكلمات محترف الشعارات) كلهم على مشرحة ممددون بلا حوله ولا قوه وقد بان منه كل مستور وانكشف عنهم كل غطاء واغلب الظروف إن هذه أسباب نفور كثير من أسباب هذه المجموعة في الوسط الرياضي منه . وهجومهم عليه فبالرغم من أنهم يعللون هذا الهجوم بأسباب إدارية نجح فيها هذا الرجل بامتياز فإنه في حقيقة الأمر خوفاً من التعرية الادارية الشاملة التي يقوم بها هذا الرجل البسيط الساخر الذي يتعقب عيوبهم واحدة تلو الاخرى وتخترق كلماته جدران تبريراتهم وحواجز خداعهم الذاتي بسهولة عجيبة وكأنها أشعة فاحصة تكشف منهم كل شئ خفي .
الأمر مؤكد إن إدارياً كهذا لم يكن أن يواجه الاخرين بمثل هذا الصدق وهذه الجراءة إن لم يكن هو ذاته يفرض على نفسه فيما يحاول فيه بنفس المستطاع أن يتجنب ما ينتقده عنه الاخرين بالفعل تدل الشواهد كلها أن صلاح إدريس قد لجأ إلى حد بعيد في مقاومة إغراءات التي كان يستطيع بسهولة أن يستغلها بإكتساب ثروة جماهيرية طائلة ونفوذا واسعا فهو مازال متمسكاً بالهلال والبقاء بالقرب منه وأعني إحساسه الدائم بنبض الجمهور . الحق إن علاقة صلاح إدريس بالمشتركين معه بالصفات الرياضية ليس علاقة فريدة فحسب أعني من حين وجود ذاتي يمكن تصوره من القائمين في الأمور الرياضية وخاصة في الامور المحيطة به تشبه بالمريدين مع شيخ يحبونه ويجلونه وهم في إنكسار ذاتهم وهو مثل فريد في بيئة الرياضيين وهذا ينطبق أولاً ما ينطبق على هذا العدد القليل من الاداريين النوابغ الذين يعلون قدر هذا الاداري الشجاع بكلماتهم المضيئة ولا يقدمون إليه إنتقاء أجر أو شهرة بل تكفيهم تلك السعادة الغامرة التي يحسونها ويريدونها تردد في كل لحن أوكاتباً على ألسنة أناس هو أحوج الجميع الى ترديدها .
وأخيراً لا املك ختام مقالي غير أن أتساءل ما الذي ينبغي أن نفعله إزاء ظاهرة مثل الارباب الرئيس الاسبق للهلال . إننا اليوم نسمع من يندبون الحظ العاسر الذي واجهه إداري أصيلاً ..و من السهل أن تدعو الامه الهلالية الى تكريمه واغداقه ولاسيما بعد أن ظل وفياً من أجل الهلال وقضاياه في أحلك الظروف ولكن نعلم إن الديمقراطية عرجاء ولكن نعتقد أن خير ما نكرم به إدارياً صلب قوي الشكيمة وهو ان نحرص على عدم إغرائه بالعروض الهلالية في ظل أمر يبديه ذلك لأن الاغراء في هذه العروض كفيلاً بأن ينزع عنه جميع صفاته وأحبها الى النفوس وأعني بها حساسيته المفرطة لا للأم للإنسان العادي وتعاطفه مهما ولست أعني بذلك انه لا ينبغي أن يعزل عن الوسط الرياضي بل هي إستراحة محارب لتعيد سيرته .
وأحب وأقصى ما يتمناه إداري أصيل مثل صلاح إدريس هي تلك المكافأة التي يتلقاها من جماهير الهلال في صورة إعجاب وإستحسان وذلك الاحترام الذي ينبعث في نفوسهم أمام هذا النموذج الحي الملتزم بحرية كاملة بالمشكلات التي تحس بها جماهير الهلال دون الانتقال للمواقف والابتذال للانفعالات الادارية صلاح ادريس ظاهرة لن تتكرر وهل من عودة في العام الجديد.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019