• ×
الأربعاء 22 مايو 2024 | 05-21-2024
رأي حر

رأي حر

رأي حر

 1  0  1688
رأي حر
رسالة من رئيس الرؤساء الأهلي شيخ إدريس الى ميرغني أبوشنب

رأي حر/ صلاح الاحمدي

صدقني أنني بعد هذا الزمن الطويل أو أقل رغم هذا الزمان الطويل لم أعد أفهمك ولست أحملك وحدك مسئولية عدم فهمي لك. فقد يرجع الامر الى قصور في امكانياتي كما قد يرجع الى ان الايام تمضي فلا تزيدك إلا إغراباً وإلتواء وعلى أي حال فما أكثر مالايفهم الناس بعضهم البعض حتى بعد طول المعاشرة والاختبار وعلى ذلك ليس بغريب إن لم أعد أفهمك ولكن المؤسف حقاً والمؤلم حقاً لي قبل أن يكون لك . وجدت وجوب الاحترام هذا الزمن الغابر . أنت تعلم إن الانسان يحتاج في حياته أن يحترم بعض الناس كما يحتاج أن يحب بعض الناس كما يحتاج أن يحبه بعض الناس هي حاجة في النفس كاحاجتها الى كل القيم الفاضلة في الحياة الرياضية مضى علينا حيناً من الدهر كان كلانا يشعر نحو الاخر بذلك الشعور بالاحترام وكان ذلك الشعور مقدمة الكثير من المشاعر الاخرى تطغي على نفسي نوعاً من الغنى المعنوي. وألمت بك علاقاتنا في فتراتها محنة من أقسى ما يمتحن بها الناس وأظن أني وقفت الى جانبك في تلك المحنة بكل ما أملك وعرضت نفسي لنغمة الاخرين في اخراجك من محنتك المرضية وعودتك إلينا سالماً وقد تأثرت ايما تأثر إذا وجدتك مقدراً وسعيداً بموقف منك في محنتك ازداد وانت تروي كيف تروي أثناء المحنة المرضية ويبقى أن رصيدي في نفسك زاد هو أيضاً .

ثم توالت الايام وذهبت أنت الى غرب وذهبت أنا الى الشرق كانت بيننا على البعد ما بين الحنين بمكالمات تشكو فيها من عنت لا تخلو منها الحياة الرياضية وتعبر عن آمال عراض في مستقبل الذي نريد لأهلينا الحبيب .

واست أنسى ذلك اليوم الذي طالعت الصحف بعد أن اتصل بي عدد كبير من الاخوة الاهلاويين واحسست فيها انك تصارع في نفسك أمر العودة الى الجانب الاخر في الصراع الدائر في النادي الاهلي الذي هو في اعتقادي عراك دون معترك لأن أبناء النادي الاهلي دائماً هم يشكلون حضوراً ي أي مكان وأي زمان . ون رغبة قوية لم تعبر عنها صراحة ولكن لمست من خلال كلماتك تريدك أن تبقى حيث أنت بعيداً عن تلك الارض الطيبة (المزرعة) التي نشأنها عليها واحببناها وتعاهدنا أن نعطيها كل ما نستطيع للم الشمل الاهلاوي ونحن جلوساً على وثائرها التي كانت هدية منك ثم جعلتها مادة دسمة في عمودك

وجدت على اهلينا أحداث وجي بك لتجد نفسك على مكان لم أشك لحظة في أن تستحقه وأن عطائك به بين الاصدقاء ولكن ذلك لن يؤثر على شعوري نحوك قد كنت أدرك مدى تقبلك ومسئوليتك وكنت أدعو لك دائماً بالتوفيق . بدأت أسمع بعض زملائنا يتحدث عنك مالاأحب فكنت أنبري صادقاً للدفاع عنك حتى اتهمت عند بعضهم بالطيبة وانت تعرف الذي يعنيه هذا الوصف في بعض القامات ولكن الذي يحيرني حقاً أنك كنت اسمعك احياناً تتكلم لغة غير تلك اللغة تعودت أن أسمعها منك لغة تحرص فيها اللفظ الذي يرضي سامعيك وإن لم يتفق مع ما أعرف إنك تعتقده في سريرة نفسك وانك تحرص الحرص كله على أن ترضي أطرافاً متناقضين في حلبة الملعب حتى لايوشك أن يكون بينهم غير الصداقة وأنت بينهم تحرص الحرص كله على أن تكسب ودهم جميعاً وأن ترضيهم وأن تظفر بصداقتهم جميعاً على بعد ما بينهم وبين البعض في مشارب الاتجاهات وحملت الأمر كله في البداية محمل حسن ولكني أثرت في الوقت نفسه أن أبتعد قليلاً وأن اراجع نفسي كثيراً وأن أفكر طويلاً في ذلك التطور الذي ذاد الهوية بيننا وبدأت أحس ببرود في الاعماق .

واعترتني محنة شديدة من محن الحياة الرياضية ولجأت اليك دون ان احدثك عن شئ وابديت لي بالفاظك وانت من يحسنون الالفاظ ويعرفون كيف يختارونها انك معي تشد عن ازري تزود عني محنتي ومحنة النادي الاهلي وقاعدته ولكن ما كان أبعد لفظك عن فعلك وما كان اشد حرصك وانا في محنتي في قضية النادي الاهلي الذي رمى كل منهم معوله وبدى يكيل لشخصي نكران الذات والجحود والوقوف ما بين دهاليز المحاكم في قضية رياضية إن هذا الموقف العجيب الذي تريد فيه أن ترضي فيه كل الاطراف تارة مع ذلك وأخرى مع آخر بغير اعتبار لما تعرفه انه الحق وكان المعيار عندك هو مدى قوة الاطراف ومدى ما يعود اليك انت نتيجة موقفك من نفع على أي صورة كان ذلك النفع نوعاً من راحة الدماغ كما يقولون .

إنتهت المحنة وخرجت منها رافع الرأس مجبور الخاطر منتصر على من كانوا يبدون لك أقوياء ومن كانوا في حقيقتهم وأنت تعرف صغار النفوس ولكن خرجت من تلك المحنة الاهلاوية وفي نفسي جرح غائر ليس من اندماله من سبيل ذلك انني شعرت ان سبيلي إلى أن أفقد كل ما كان.

مرت الايام وقد تجمعنا الحياة واذا بي اسمعك تتحدث اكثر ما يكون المتحدثون عن بلاغة واذا حديثك لا ينتهي الي التحديد واصبح قط ان هذا حرصك الاساسي كان يتجه أن لا تقضب أحداً وأن ترضي كل المتناقضات.

هيهات

النتيجة الحتمية ان أمرك يتضح للناس جميعاً إنك رجل صاحب كلمة ولكن لست صاحب رأي وجد ما جد من أمور وتغير الاوضاع وتبدلت الاماكن وفقد أناس بعض والعرض الى حين واحتفظوا بجواهرهم واحتفظت أنت بكثير من الهوان وقدمت نفسك وفقدت أمالاً كانت ترجو منك خيراً وذهبت الى الابد مع الذين يذهبون في طريق موحش مفقر لا كرامة فيه رغم كل البهرج والزخم والاضواء وماكان أغناك من ذلك وهكذا دارت وهكذا اختارت السهل وفرضت في نفس الكريم وما أقصر نظرك رغم ذكاء عقلك إن الامور تدور وما يشعر بها وهو الذي يمكث في أرض الحياة الرياضية .

أعذرني إن كنت لم أفهمك وأعذرني إن كان ذلك في مقدورك لا شئ لم أعد أستطيع أن أجد لك في نفسي ولا في نفس كثيرة حولنا ما كان لك فيها من إعزاز واحترام ولكن الكل يتعامل بسجيته وأنت تعلمها فاعتذار هو الطريق الذي يمهد لي لتطيء قدمي اليك في حين أطمئن على صحة من كان صديق مؤنس يوماً وحتى لايغيب كل منا في لحظة نحن أحوج إليها من تصفية النفوس والله يتولانا جميعاً ويتولاك برحمته وشفائه .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019