قمة استثنائية وروح رياضية مثالية
خمسة اهداف هى بالتأكيد نتيجة استثنائية فى مباريات القمة تعكس المستوى الفنى المتطور والاداء غير المتوقع فى مثل هذه المباريات التى يصفها المدربون بانها دائما خارج النص ولاتعترف بالمقاييس والمعايير التى تحكم مسار التنافس المحلى ,, استحق الهلال الفوز وبالتالى الاحتفاظ بلقب البطولة بعدما عرف مدربه ميشو كيفية اللعب على اخطاء دفاع المريخ فكانت اهدافه الثلاثة على مدار الشوطين كافية فى ان يرجح بها كفته ويؤكد بها تفوقه الذى تحدثنا عنه قبل اكثر من شهرين عندما اكدت على هذه المساحة ان الهلال هو صاحب الافضلية والاكثر جاهزية مقارنة بالمريخ الذى تعرض هذا الموسم لظروف قاسية عطلت مسيرته وكادت ان تطيح به خارج المنافسة بعما سقط من مقعد الصدارة فى الدورة الثانية ,, لم يكن اداء الهلال وفوزه بالحدث المفاجىء فى هذه المباراة بقدرما كانت المفاجاة فى شجاعة المدربين كروجر وميشو لاداء مباراة مفتوحة رغم الحذر الشديد امام مرمى الفريقين واعتقد ان ماقدمه الفريقان فى الشوط الاول جاء مخالفا لكل التوقعات التى سبقت هذه المباراة خاصة فى ظل المناكفات والحرب الاعلامية التى اشتعلت نيرانها عقب خروج الهلال من بطولة الكونفدرالية ,, ولكن كما هو واضح من هذه النتيجة التى مسحت احزان الهلال واخرجت جماهيره من صدمة احداث مباراة الصفاقسى ان مدرب الهلال قد امتلك الشجاعة الكافية فى الدفع بعناصر لم تكن اساسية فى مباراة الصفاقسى خاصة اعتماده على بشه بدلا عن سادومبا فكان اللاعب عند حسن ظن مدربه ميشو وهو ينجح فى تعديل النتيجة ومن ثم ترجيح الكفة قبل ان يحرز ديمبا الهدف الثالث الذى منح الهلال لقب البطولة قبل ان تذهب المباراة لركلات الترجيح ,, وهنا يظهر الفارق فى التفكير والتخطيط بين ميشو وكروجر حيث طبق الاخير ماصرح به قبل المباراة باحداث احلال وابدال فى التشكيلة التى وصفناها بالمثالية بعدما حقق بها الفوز على الامل فى نصف نهائى كاس السودان ,, فكانت المفاجأة فى وضع افضل طرف يمين بله جابر على دكة البدلاء والدفع بزميله نجم الدين وكذلك الاعتماد على ثلاث محاور ارتكاز باضافة الشغيل الى لاسانا ومرابط قبل ان يصحح هذه الاخطاء بعد اصابة النفطى التى اضطرته لادخال هيثم طمبل ثم بله جابر بديلا لهيثم مرابط واخيرا ياسر الديبة بديلا لنجم الدين المصاب ورغم انها تغييرات اضطرارية فى مجملها الا انها اضعفت من مستوى الاداء المريخى فى الشوط الثانى حيث اختل التوازن فى وسط المريخ وبالتالى وجد الهلال الفرصة فى الشوط الثانى ليشكل خطورة على مرمى رمزى صالح بالكرات العكسية التى رجحت كفة الهلال ومنحته التفوق فى الشوط الثانى ,, لانريد ان نقسو على كروجر ونحمله مسؤولية الهزيمة القاسية والفشل فى استعادة لقب الدورى من جديد رغم تصريحاته المتفائلة خلال الايام الماضية ,, ولكن نؤكد بان كروجر اجتهد منذ استلامه لمهمة التدريب وحاول معالجة الاخطاء التى تراكمت خلال الفترة الماضية بسبب الظروف القاسية التى مر بها المريخ منذ انطلاقة هذا الموسم بدءا من موت ايداهور ومرورا بشبح الاصابات التى افقدت المريخ افضل عناصره الهجومية ثم التغييرات فى الجهاز الفنى اضافة الى الايقافات التى طالت عدد من لاعبيه ,, جميعها اثرت على مسيرة المريخ هذا الموسم فكان من الطبيعى ان تحد من اندفاعه وتضعف من طموحاته الافريقية ثم المحلية ولم يتبقى امامه سوى فرصة الفوز بكاس السودان حتى ينقذ موسمه الكروى من الانهيار الكامل ,, فالتهنئة نسوقها للهلال وجمهوره وادارته وجهازه الفنى على التتويج والاحتفاظ بلقب البطولة مسجلا بذلك رقما قياسيا من الانجازات المحلية فى مسابقة الدورى الممتاز ,, ولكن قبل ذلك لابد من الاشادة بنجوم الفريقين على هذه الروح الرياضية التى اثلجت الصدور و كنا نظن انها لن تعود من جديد فى مباريات القمة بسبب روح العداء والبغضاء التى زرعها الاعلام الرياضى المتفلت وغير المسؤول وسط جماهير الناديين الكبيرين ,, فمنذ سنوات لم نشاهد رئيسى الهلال والمريخ وهما يقفان على المنصة ليشاركا فى تتويج البطل والوصيف وكذلك لم نشاهد منذ فترة طويلة نجوم الفريق صاحب المركز الثانى وهم يصعدون الى المنصة لاستلام الميداليات الفضية ,, فمثل هذه الروح الطيبة هى التى ندعو ونرجو ان تسود فى كل مباريات القمة حتى تخفف من نيران التعصب التى تشعلها اقلام الفتنة كل صباح ,, عموما يمكن القول ان مباراة القمة كانت اجمل عيدية يقدمها الناديين الكبيرين لجمهورهما ,, ولكن يبقى الحديث عن اداء الحكم الدولى ابوشنب مؤجلا الى حين ,, مبروك للهلال وهاردلك للمريخ .
Alameldin56@hotmail.com