• ×
الإثنين 13 مايو 2024 | 05-12-2024
سيف الدين خواجة

عاشوراء او (الهيوب ...غرابة الطقس)

سيف الدين خواجة

 9  0  4358
سيف الدين خواجة
عاشورا او (الهيوب وغرابة الطقس )
اعادتني رسالة علي الواتساب الي ذكري الهيوب في صبانا الباكر بمسقط راسي تنقسي الجزيرة وربما عموم الشمالية تقول الرسالة من اختي واسرتها بالطائف (في عاشوراء يفرح اليهود ويلهو ويلعبوا فتخور قواهم ويضرب الشيعة اجسادهم حتي تسيل دماءهم حد الموت علي اختلاف طوائفهم واهل السنة يصومون فتكفر عنهم ذنوب سنه ويخالفون سنة اليهود بصوم التاسع او الحادي عشر ) فعادت بي الذاكرة للصبا الباكر كما يغني امير العود برائعة عبد الرحمن الريح بغير ترتيب :ـ
لو انت نسيت انا ما نسيت
ايام جهالتنا الاولي
زمن الطفوله
ايام كنا نلهو في روض الخميلة
تغرينا الزهور
اما الان اصبحت
يا سيد روحي تجفو
تقول الحب جنون
خالفت الطبيعة
وتابعت الظنون .....وايضا مع الكابلي فيها شجن غريب ....
اننا في عاشوراء وعندنا قديما بديارنا تلك نسميه ( الهيوب ) ولا زلت ابحث عن اصل الكلمة اهي راطنه اهي خلطه من كلمة عبرية وعربية ورطانه ام انها عربيه صرفه من معني هي يوب او مما اتهيب مدغومه الا ان الاخوين عبد الله القاضي وعبد الكريم عابدون صححا فهمي حيث اتفقا بان (يوب ...يوب ...يوب فاتنتود ) اي بمعني المناحة علي مقتل الحسين رضي الله عنه(موت ولد فاتنه ) (بمعني صوت النساء في البكاء او ما يعرف بالبيويبوي ) ) وهذا طقس قادم من دولة الفاطميين بمصر وعلي اي حال غني عن القول ان الشمال عرف الاديان الثلاثه (اليهودية/المسيحية/ والاسلام ) بعيدا عن قول المحامي احمد سليمان في مقال له ايام ازمة الخليج ومن مصادر معرفيه شتي ان نبي الله موسي من (اندنا /عندنا ) ومن عجب ان كلمة تنقسي نفسها البحث فيها يطول . يقطع النفس . فيها اقدم كنيسة واقدم جامع بحسب المصادر .
وهناك ماثورات كثيرة واردة من الكلمات العبرية مثل كلمة (خابور ) وكنت اعتقد ان مدينة عبري نفسها تعبير عن ذلك الا ان الاخ الصديق عبد الكريم عابدون من ابناء المنطقه صححني قائلا (عبري من عبور سيدنا موسي النهر وان هناك واديا يسمي مريم بود احتفلوا فيه بنجاة موسي من فرعون ) وفي اللغة ان فرعون (اممنوعة من الصرف ) اهي فر عون من فعل وفاعل وهل عون هو من العونية الاسرة الممتدة بالشمال وغني القول وهو ثابت ان الفرعون يتم تعميده فرعونا في جبل البركل (البرقل ) كما في اللغة القديمة ... وايضا من مصادر شتي ان سحرة فرعون من مدينة (امنتقو ) وفي تراثنا الشعبي بمناطقنا هناك ان امنتقو بها (سحاحير ) من سحار وجمعها (سحرة ) وحكايات تحتاج لمؤلف ضخم لباحث متفرغ في الادب الشعبي ولا زلت اتمني علي الاخ الصديق سعادة السفير ابراهيم فقيري ان يلتفت لهذه المسالة خاصة وانه الان علي راس ادارة تعني بالاثار السودانية والتراث حتي يستقر هذا الامر ويركز علي مركز ثقافه راكز .في وطن لم يكشف بعد .
وعود علي بدء هل طقوس وممارسات عاشوراء هناك جمعت بين اليهودية والاسلام وممارسات الشيعه فقدمت طقسا غريبا وعجيبا هاجن بروح الحضاره والحياة (والبصارة) فجاء الطقس علي طبق الدهشة الان واللاوعي سابقا كموروث تناقلناه فكانت القرية كلها مشغوله من صباح يوم عاشوراء (الهيوب ) الي متنصف الليل وذلك بحسب طوائف الاعمار فالكبار رغم ارهاقهم وتعبهم بالزراعة فهم في الغالب الاعم في حالة صيام ولكن من الصباح يفكرون في امر التوسعه اما من جزارة القرية وبالعدم تتالف كل مجموعة من الاسر والبيوت علي شراء ذبيحة وتقسم مكومة علي عدد البيوت او المشاركين في الثمن اما الاولاد فكان كل همنا هو التجهيز لمعارك المساء حيث نتدير امر السياط من جريد النخل الطري جدا او بسياط (الكاجنيب ) من اشجار السنط الصفيرة وندفن تلك السياط كل مجموعة حسب التقسيمات في مكان معين في شاطئ النيل او الترع بعيدا عن اعين المجموعات الاخري حتي لا يغيروا عليها وياخذوها ويجردونا من اهم اسلحتنا مما يجعلنا نقع فريسة للضرب والهروب بل احيانا نرسم الخطط المختلفة لهزيمة القرية التي امامنا او التي تلينا وكل هذا يتم بالنهار استعدادا لليل ويكون هم المزارعين ان يحلبوا ابقارهم اول الليل او بعد المغرب مباشرة قبل ان ينتشر الاولاد ويحاصروا كل من يقع علي طريقهم قائلين (يوب ...يوب ...هيوب ولا ملعبا ) وكانت تتم هذه الاشياء بمنتهي المرح والضحك والبعض ليلا يدق الاواني والصفائح صائحين (يوب ...يوب ...هيوب ولا ملعبا ) يجولون بين ازقة الحلة او القرية وذلك حتي منتتصف الليل وهكذا نجد هذا الطقس قد جمع بين مزيج من موروث عجيب فيه شئ من اليهودية واعظمه من السنة المطهره من حيث الصوم والتوسعه وملامح من الشيعه من ناحية الضرب غير المؤذي في لهو برئ من غير ان يركن او يعتقد احد بنسبة اي طرف او مشهد من مشاهد الهيوب (عاشوراء) الي دين معين ما عدا نسبة التوسعه والصوم للسنة المطهرة وان كان هذا الطقس قد اختفي تقريبا منذ عشرات السنين وفيما يبدو نسبة لاشياء كثيرة حدثت وظروف اقتصادية واجتماعية ضاغطه او هو شئ من الوعي او قل بتفاعل سنتي (التداول والتدافع )فقد تساقطت حواشي كثيره منه وبقي للطقس المعدن الاصيل وهو ما ورد في السنة المطهره وكل عام وانتم بخير لوطن ما زال عصي الاكتشاف بسبب من لعنة السياسة والسياسيين لعنهم الله جميعا .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سيف الدين خواجة
 9  0
التعليقات ( 9 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سيف الدين خواجه 10-27-2015 09:0
    الاخت نسمه ايضا راجعي اعداد مجلة المستقبل لعام 1983 هناك 12 مقاله للدكتور الافندي اسمها من نينوي الي تل ابيب يثبت ان اليهود هاجروا من نينوي الي فلسطين من عهود الكنعانيين ولعل تمسك اسرائيل بحلم الدولة الكبري يؤكد انتشار اليهود من نينوي حتي شمال السودان!!!
  • #2
    سيف الدين خواجه 10-27-2015 09:0
    شكرا الاخت نسمه علي مزيد من الايضاح والمعلومات وغني عن القول ان اليهود كانوا بشمال السودان تبعا لارض مصر لان مصر نفسها حدودها كانت ابعد من اسوان قليلا لذلك تركزت الاثار في الجزء الجنوبي لكن اليهود بمصر والسودان كانوا جزء وليس كل بل ان بعض الدارسين يقول انهم تاهوا 40سنة اي في كردفان ودار فور وهذا سبب بمسكهم بالصمغ كتجارة وهو احد اسمي المن والسلوي وحضارة كوش انشاها النوبة ونوبة تعني ارض الذهب ومع اختلاف تضاريس الارض سابقا كيف عبر موسي البحر وهو اسم عموم وكيف مدين هي ارض الميعاد وكيف لموسي الذهاب للوادي المقدس طبعا كل هذا وجود الدولة الديثة بحدود معلومة لذلك قال القران (جعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ) ثم ماذا عن الهكيل بفلسطين فالمسالة تحتاج لدراسات مكثفة ومقارنه لنقع مركز ثابت للثقافة وشكرا
  • #3
    ود محمد 10-26-2015 10:0
    سأوجز التليق فيما يلي:
    هذه المراسم الشيعية بدعية بلا شك وتتضمن مخالفات اعتقادية صريحة تجانب أسس الإيمان ..
    فكرة تمثيل وفاة البطل أو محاكاة مشهد موته هي فكرة ترتبط بتقمص شخص البطل سعيا للحصول على القداسة الذاتية وسعيا في الوقت نفسه لتكفير الذنب يشيع هذا في المفهوم المسيحي لذكرى صلب المسيح ويشيع في المفهوم الشيعي وكثير من الأديان الشرقية المبنية على الفكرة ذاتها. فهناك في الأساطير الفارسية سياوخش البطل القتيل مظلوما الذي ينوح الفرس دائما عليه وكذلك توجد تقاليد في ذكرى صلب المسيح لمحاكاة النصارى للصلب والجروح التي أصابته وفقا لرواياتهم الدينية كما عرف البابليون والفرس والمسيحيون المواكب الحزينة في هذه المناسبات . علما بأن النجف وكربلاء والكوفة كانت محاطتين بأديرة النصارى وكانت فيهما جاليات نصرانية كبيرة من بقايا نصارى الحيرة العرب حيث كانت المواكب الدينية معتادة.
    من المهم الإشارة إلى أن تطوير الموكب الحزين المصاحب النوح واللطم مرتبط بتأثير فارسي فقد طور البويهيون في القرنين الرابع والخامس الهجري احتفال عاشوراء ليحولوه لموكب منتظم تصاحبه النسوة النائحات اللاتي ينشرن شعرهن ويحثين التراب ولا توجد أي رواية شيعية تعضد تقليد المواكب قبل هذا العصر وتشير بعضها لاجتماع الشيعة في البيوت والبكاء على الحسين رضي الله عنه بدون ترتيب محدد لذلك.
    اتبع الفاطميون في حكم مصر نفس الأسلوب ويبدو أنه تسرب عبر حكام أسوان من بني كنز الدولة إلى الحياة النوبية البسيطة المحيطة بهم.. ويبدو أن المزاج النوبي الفرح حول الأمر إلى لعبة واستعراض أكثر من تطويرها باتجاه الحزن الأبعد من ذلك يبدو أن التشيع نفسه لم يكن عميقا بل كان سياسيا وهذا بدوره يرجع للطبيعة التأويلية الباطنية الفضفاضة للمذهب الإسماعيلي الذي اعتنقته الدولة الفاطمية ويبدو أن النوبة الذين تركوا المسيحية تدريجيا في شمال السودان قد أعجبتهم فكرة الهيوب لاقترابها من فكرة الاحتفال بصلب المسيح فاحتفظوا بها كأثر باق من الدين القديم وتقديسا لشخصية الحسين رضي الله عنه .. علينا ألا ننسى أن السودانيين حولوا قصة قلادة زينب رضي الله عنها التي فدت بها زوجها أبا العاص حين أسره المسلمون فأصبحت زينب فاطمة وأبو العاس عليا رضي الله عنهم أجمعين..
    وبهذا غدا الهيوب مزحة وممارسة عبثية ضاحكة .. فقدت معناها الطقوسي ومغزاها التكفيري عن خطيئة مستبطنة وهي خذلان الحسين رضي الله عنه..
    عموما بالنسبة للنجمة السداسية يجب التوضيح بأنها شكل فني محايد كان معروفا لدى الكنعانيين ولا تزال ثياب الفلاحات الفلسطينيات تطرز به واكتسب قدسيته من اساطير اليهود التي اعتبرت أن النجمة كانت منقوشة على درع داود عليه السلام حين قاتل جالوت ..
    أخيرا دواء العنصرية -المزعومة - العدالة والإخاء والتساوي والتسامح .. وليس ثقافة الكراهية التي تذكرني بسب الصحابة والتنقص منهم وقتل من يتسمى بأسمائهم في بلاد كانت مثالا للتعايش قبل أن تصيبها لعنة التعصب.
  • #4
    جلابي الدوحه - قطر 10-26-2015 07:0
    علقت علي مقالك اخ سيف لكن للاسف حجب التعليق او سقط من حسابات كفر ووتر كما سقطت الكثير من التعليقات ..عموما مره اخري موضوع ومقال غايه في القمه والفهم ..تشكراااات
  • #5
    سيف الدين خواجه 10-26-2015 01:0
    الاخت نسمه ان نعتز بانفسنا ونفتخر هذا حق لكل انسان وما قصدت الي ذلك قصدت الطقوس والمنطقه منطقة حضارة متداخله وهي حضارة الي ذلك راكزة فالقوس لا تعني الانساب وحتي لو تداخلت الانساب فلا يعني ان الناس اسرائيليين وهناك فرق بين اليهود والاسرائيليين والمهم خاتمة المطاف وهو الدين الاسلامي وانهم امة مسلمة وطقس عاشوراء الان لا يوجد اما علاقته بالحسين رضي الله عنه ان الحسين قتل في هذا اليوم فاجتمعت المناسبة وان سيدنا علي في الاثار وقف في كربلاء وادمعت عيناه فسالوه قال رضي الله عنه (هنا مصير اولادي ) !!!
       الرد على زائر
    • 5 - 1
      nasma 10-26-2015 03:0
      تحقيق - صلاح حمد مضوي

      لمرات عديدة تأجل اللقاء بيني وبين هذا الرجل الذي قدم خدمة كبيرة للمعرفة في السودان.. ولم يفت ذلك التأجيل المتواصل من عضد محدثي الذي استقبلني بحفاوة بالغة عند بوابة داره العامرة والقريبة من ضريح "الشيخ حمد النيل" بأم درمان..
      أخذت النسمات الخفيفة تهب علينا ونحن جلوس بحديقة منزل الأستاذ "مكي أبو قرجة"، حفيد قائد المهدية العظيم "أبو قرجة".. والصحفي الذي قضى أكثر من عشرين عاماً بإحدى الدول الخليجية.. وكان جل هدفنا الوصول إلى الحقائق، فهو من قدم قراءة يتيمة لكتاب "الياهو سولومون ملكا" الموسوم: (بنو يعقوب في بقعة المهدي)..!! وساقنا البحث إلى أعماق أكثر من ذلك.. فلليهود في السودان قصة غامضة، التقينا في ثناياها بيهودي.. وبالقمّص "فليو ثاوس فرج" وآخرين.. إلا أن ما أذهلنا خلال كل ذلك هو يقين القادة الإسرائيليين - على اختلاف مواقعهم ومنذ تأسيس دولتهم تلك - بأن السودان هو البلاد التي خرجوا منها.. ويقصدون دولة (كوش).. وما زالوا حتى الآن يهتمون به أيّما اهتمام..!
      { قصّة لم تفك شفرتها..!
      يظل كتاب اليهود في السودان مفتوحاً، وربما تقود خطى الباحثين يوماً إلى حل المعضلة، والإجابة على السؤال الكبير والخطير في نتائجه، إن صحت مزاعم باعتقاد راسخ لدى قادة الدولة الإسرائيلية والنخب السياسية والمثقفة والأكاديميين والأوساط الدينية هناك، بأن السودان كان في الأصل وطناً لليهود في عهد مملكة (كوش) ثم خرجوا منه..!! السؤال: هل ظل اليهود يعلمون ويؤمنون بهذه الحقائق منذ القدم ولكن يتكتمون عليها؟! وما هي أسرار الوثائق التي تم العثور عليها في مغارة في (البحرالميت)؟! وماذا عن قصة سبيهم وما ورد في كتاب العهد القديم عن أرض (كوش) باعتبارها الأرض التي خرجوا منها وما زالت ذكرياتها في وجدانهم وبقيت ثقافة شفاهية؟!
      { مزاعم "جولدا مائير"..!
      للوقوف على بعض غموض علاقة اليهود بالسودان.. نذكر أنه فور قرار تقسيم فلسطين كانت قيادة (الحركة الديمقراطية) قد أوفدت "عبده دهب حسنين" - الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للحركة الشيوعية السودانية - إلى القدس في العام 1948، وذلك بعد أن تعرف الرجل على الفكر الماركسي من أحد الإيطاليين في النادي الايطالي بالقاهرة، والتقى في مصر - التي كان يقيم فيها - بـ "هنري كوريل" (أبو الشيوعية المصرية) في العام (1941) وانضم لـ (الحركة المصرية للتحرر الديمقراطي).
      و"عبده" من مؤسسي (الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني) - (حدتو) - وعضو لجنتها المركزية، وقدد أسس الحركة السودانية للتحرر الوطني (أول تنظيم ماركسي سوداني)، مع "عبد الماجد أبو حسبو" و"محمد أمين حسين" و"عبد الوهاب زين العابدين".. وفي فلسطين التقي "عبده دهب" بمعظم القيادات اليهودية والعربية، وقد أيدت (الحركة الديمقراطية) قرار تقسيم فلسطين، بناءً على قرار "عبدة دهب".
      وقد حكا لي محدثي "مكي أبو قرجة" في جزء من إفادته الشيقة.. أن العم "عبدة دهب" التقى بـ "جولدا مائير"" في العام (1948) عقب قرار تقسيم "فلسطين"، وهي المرأة التي لقبها الغربيون بـ (أم إسرئيل الحديثة) وصارت زعيمة لحزب العمل الإسرائيلي فيما بعد، ورئيسة الحكومة الإسرائيلية في الفترة من 1969 وحتى العام 1974. وقد قدم لها "هنري كوريل" الراحل العم "عبدة دهب".. وما أن عرفت أنه من أرض السودان.. أرض (كوش).. حتي قالت له (تلك الأرض التي خرجنا منها)..!
      { فذلكة تاريخية
      لكن ما حكاية كتاب اسمه (بنو يعقوب في أرض المهدي) لمؤلفه "الياهو سولومون ملكا"، الذي ولد في السودان، وكان أبوه كبير حاخامات اليهود، وقد قامت دار جامعة (سيراكوس) للنشر بطباعته ونشره.. وقام الكاتب الصحافي السوداني "مكي أبو قرجة"، بتقديم قراءة مثلت الترجمة العربية الوحيدة لهذا السفر المهم؟!
      الكتاب يحكي عن تدفق اليهود إلى السودان في بداية القرن العشرين، مع قدوم سلطة الاحتلال الاستعمارية، حيث قدموا تجاراً ومغامرين وموظفين في السلطة الاستعمارية ومؤسساتها، ولم يلبث التجار منهم أن استأنفوا نشاطاً تجارياً محموماً في أسواق جديدة واعدة، فكوّنوا الشركات وراكموا الثروات وشيّدوا المنازل الواسعة الفخمة، وانتقل بعضهم إلى المدن الإقليمية، وأدخلوا أبناءهم المدارس، منها (كمبوني) وكلية غردون، وأقاموا علاقات واسعة مع السودانيين، وتشربوا الحياة الثقافية السودانية، وتأثروا بالقيم الاجتماعية والأخلاقية، إلا أنهم - كما يقول "أبوقرجة" - ظلوا يهوداً ملتزمين بديانتهم، فأقاموا معبداً ونادياً اجتماعياً، وأخذوا يتصاهرون في إطار جاليتهم، فتكاثروا حتى باتت لديهم مقبرتان، واحدة في الخرطوم وأخرى بأم درمان، واستمر حالهم ذاك حتى تفجر الصراع العربي الإسرائيلي، ثم وقع العدوان الثلاثي على مصر في العام (1956)، فأخذت الجالية اليهودية - حالها حال بقية الجاليات الأخرى في البلدان العربية - في ترتيب أوضاعها، ومن ثم بدأوا في التسلل إلى إسرائيل وإلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة، عبر مصر وإريتريا.. غادروا فرادى وجماعات وامتدت هجرتهم حتى منتصف الستينيات.. ومن الملاحظ أنه لا توجد حتى الآن مادة مكتوبة عن اليهود في السودان، باستثناء كتاب (بنو يعقوب في بقعة المهدي) الذي وثق لحياة حافلة وأثر واضح لليهود في الحياة السودانية امتد لعشرات السنوات..
      إلا أن المفارقة المذهلة ما اكتشفته (المجهر) عند زيارة الأستاذ "أبو قرجة" في منزله لمرات بهدف التوثيق لهذا الملف.. حيث فتح آفاقاً رحبة للغوص والبحث في الأمر أكثر فأكثر وتتبع مسارات ومواقف كشفت حقيقة ما يعتقده اليهود بشكل عام وقادة إسرائيل بكافة مكوناتها الدينية التوراتية والسياسية والثقافية والأكاديمية، وغيرها من اعتقاد راسخ لديهم بأن أرض (كوش) ما هي في حقيقة الأمر إلا الوطن اليهودي المفقود الذي خرجوا منه قديماً..! وأرض (كوش) في نظرهم هي بالطبع أرض السودان الحالي..!
      { (كوش) وأزمنة الشتات
      وللإحاطة بأمر اليهود في السودان من زوايا عدة نذكر ما ادعاه "جورج لينتلاو" في مقاله (الجذور اليهودية في أفريقيا) بأن الوجود اليهودي قديم في السودان، بشكله القديم، أي الممتد من ساحل البحر الأحمر إلى أقاصي غرب أفريقيا، ويدعي أن بعضها جاء ذكره في كتب قديمة خاصة الكتب المقدسة، وقد ورد ذكر وجود اليهود في مصر ودولة (كوش) القديمة في كتاب (الهجرة - EXUDUS)، وهذه ربما تكون أقدم إشارة إلى وجود اليهود في السودان، وسبق لبعض الباحثين من أبناء جنوب السودان أن حاولوا إيجاد صلة ما بين بعض القبائل الجنوبية واليهود، منهم الكاتب الجنوبي "وليم ليفي أوشان" الذي درس الديانة اليهودية، ونشرت إفاداته (الوكالة اليهودية الاسرائيلية)، ولم يكن البحث عن صلات ما باليهودية حكراً علي الجنوبيين، فقد أشار بعض الدارسين، وفقاً لكتاب أصدره مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية وحمل عنوان (اليهود في السودان.. الأثر الثقافي والاجتماعي والسياسي)، لمؤلفه الأستاذ "عوض صالح الكرنكي، أشار في مقدمة الطبعة إلى أن البحث في العادات والتقاليد وإرجاع جذورها لليهودية، لم يكن حكراً علي الجنوب، فقد أشار بعض الدارسين إلى عادات وسلوك ومفردات لغوية شمالية تشير إلى صلة ما باليهودية، حيث جاء في مقال صحفي للكاتب "عوض أحمد حسين" أن كلمة (أرتي) النوبية تتكون من مقطعين وتعني (الله) جل جلاله، وهي في الأصل كلمة عبرية قديمة، كما يشير في مقاله إلى أن الخفاض الفرعوني الذي يُمارس في بعض مناطق الشمال تعود أصوله إلى يهود مصر في عهد الفراعنة، وكذلك يرجح الكاتب أن طريقة الاحتفال بيوم عاشوراء عند (النوبة) في الشمال هو ذو صلة وثيقة بالثقافة اليهودية، حيث يحتفل فيه اليهود بنجاة سيدنا "موسى" عليه السلام وقومه من الغرق عندما كان يطاردهم فرعون مصر أثناء فرارهم من ظلمه.. ففي مساء هذه الليلة يدخل الرجال والنساء والأطفال إلى النهر ويسبحون ويلعبون بالنيران في محاولة لتمثيل ما حدث لبني إسرائيل، وكان هذا الشكل من الاحتفال يمارس إلى عهد قريب في الشمال. كما لاحظ الكاتب أن النوبيين يكثرون من الأهلة والزوائد الجانبية والنجمة المكونة من مثلثين متقاطعين في زخرفة المنازل، وأثارت هذه الممارسات وغيرها تساؤلات مهمة حول ارتباط النوبيين باليهود، هل هو ارتباط عرقي، أم هي محض ثقافة وافدة..؟! وقد أورد الكاتب أدلة علي وجود الثقافة اليهودية هناك متمثلة في أسماء المناطق الجغرافية مثل (عبري) من العبرية، وأسماء الناس المتداولة هناك مثل (يعقوب، هارون، يوسف، عمران، سارة، زليخة، آسيا، مريم، وصفورة)، والأخير اسم لزوجة سيدنا موسى عليه السلام وما زال مستعملا في المنطقة. كما أورد الكاتب أدلة لاحتمال أن يكون سحرة فرعون من تلك المنطقة، وأن ايمانهم بموسى ورب موسى يشير الي غلبة الثقافة اليهودية. كما يري بعض الدارسين أن سيدنا "موسى" ولد ببلاد "النوبة"، فيما يري آخرون أن قصة سيدنا موسى والرجل الصالح إنما جرت وقائعها في مدينة الخرطوم الحالية، ومن المعروف أيضاً أن أحد وزراء (الكنداكة) كان يدين بالدين اليهودي.
      { اهتمام اليهود المريب بالسودان!!
      كان السودان واحداً من بين أوائل الدول المرشحة لإقامة دولة اليهود بجانب دول أخرى غير (فلسطين)، وفي العام (1900) كتب اليهودي "واربورت" - وهو خبير في شؤون الفلاشا - اقتراحاً للورد "كرومر" في القاهرة بجعل السودان وطناً قومياً لليهود، وفي العام (1907) تقدم يهودي آخر هو "إبراهام جلانت" بذات الاقتراح إلى رئيس (المنظمة الإقليمية اليهودية)، وبدا جلياً الاهتمام الكبير لليهود بالسودان حتى اليوم، ويعرفون عنه الكثير، وقد أقامت فعالياتهم وجمعياتهم ومنظماتهم منتديات دراسية عديدة عن السودان، وسبق لأستاذ يهودي بجامعة (براون) بالولايات المتحدة في أوائل الثمانينيات أن طرح رأياً بأن سيدنا موسى عليه السلام من السودان. وتوجد في إسرائيل مراكز دراسية متخصصة كثيرة من بينها (مركز الدراسات السودانية) الذي من خلاله يعرف اليهود كل شيء عن السودان، ويترجمون الإصدارات العربية كافة، ومنها السودانية، للعبرية، كما أنشئت وحدات للدراسات السودانية في جامعتي (حيفا) و(تل أبيب).. وبحسب تقارير نشرت أخيراً فإن الاهتمام الديني اليهودي بأفريقيا عموماً وبأرض (كوش) علي وجه الخصوص، وبالسودان، مستقى عند اليهود من كتبهم العهد القديم (أشعياء ومزامير داؤود وصفنيا).
      { في الحلقة القادمة
      - ما سر الكتاب الذي ألفه سوداني ويدعي فيه أن السودان أرض الانبياء؟!
      - لماذا يهتم اليهود بمنطقة (المقرن) تحديداً؟!
      - ما حقيقة إفادات الشيخ الصوفي "النيل أبو قرون" عن علاقة اليهود بالسودان؟!
  • #6
    nasma 10-26-2015 09:0
    أيها اليهود عاشوراء يحتفل به اليهود يوم ان نجا الله سيدنا موسيى وسيدنا موسي يهودى ما علاقة سيدنا الحسين بعاشوراءايها الخواجه او المعلق سعيد لورد ( هنالك علاقة قوية بين أهل شمال السودان واليهوووود تجد ذلك فى تزيين المنازل بدنقلا من نجمات لألوان وتشكيلات غريبه على الجدران حتى الاسماء عبري كلمة يهودية شنو التضليل عبر عبر بنهر النيل يعنى سيدنا موسي عبر البحر وليس النهر )حتى اسماء البنات الفي الشماليه بعضها اسماء يهود كصفوراء ..... الخ سيدنا موسي من عندنا اندنا هذا دليل قاطع على ان اصلكم يهود يهود يهود حاول ان تعترفوا بذلك عل وعسي مشاكل السودان تتحله لمن الاسرائيلين يعرفوا انو عندهم باقى عقاب في شمال السودان ولكم العتبي حتى تعترفوا بيهوديتكم الظاهرة وواضحة فى عنصريتكم الصارخه والفاضحه وحبكم لانفسكم ولا ازيد
  • #7
    سيف الدين خواجه 10-26-2015 08:0
    شكرا الاخ سعيد علي هذه الايضاحات القيمة وحقيقة كتبت لعدد من الاخوة منكم لايضاح كلمة فرعون ولم اتلقي اي رد وما اردت ان تفوت ذكري عاشوراء دون ذكري طقسها القديم ذاك ومعلوم ان النوبة من حلفا الي شمال الخرطوم وقل الاثر تدريجيا جنوبا بعيدا عن الاصل لعوامل التعرية عبر الزمان واكبر دليل جزيرة مقراد الي تعني بالنوبية (ضنب الكلب ) وانا جدتي لقبها كلن برو واختها سالن برو وقيل تعني بنت الشمال والاخري بنت الرجل الصالح واريد من امثالك ان يكتبوا في هذا المنحي في بلد لم يكتشف ويقني خضارة بدات من السودان واصلها عندنا ولكن مركزية الدولة وطرفيتها وغياب مشروعها هو سبب الكارثه حتي الان مرة لك الشكر اخي سعيدللافادة
  • #8
    سعيد لورد 10-25-2015 06:0
    مناسبة عاشورة لدى النوبيين كانت و إلى عهد قريب تعبر عن حفل تأبيني لمقتل سيدنا الحسين كرم الله وجهه.
    و كانوا يرددون عبارة: ( عاشورة فاتنة تود يوب يوب يوب ) و يسيروا في جماعات إلى النهر و يلبسون عقود و قلادات تصنع من القرض و يلقون بها في النيل و كأنهم يرغبون في حرمان انفسهم من المياه العذبة في ذلك اليوم بالقاء القرض ذو الطعم المر اللاذع تعبيراً عن حزنهم عن مقتل الحسين.
    و يبدو التعاطف الرقيق بعكس ما نشاهده لدى الشيعة من إيذاء فظيع للأجساد تنم عن جهل

    أما كلمة ( فرعون ) فهي نوبية من كلمتين ( فر ) و تعني منتخب أي تم اختياره بعناية
    و ( أون ) أو اونتي تعني القمر و بهذا يكون معنى فرعون ( القمر المعزل )
    و من الفراعنة نجد توت عنخامون والصحيح (تود ) (أنجن ) (أمن )
    تود (ابن ) و أنجن ( الحياة ) أمن ( ماء )
    توت عنج خامون معنى الاسم: ابن ماء الحياة
  • #9
    10-25-2015 06:0
    كيف يمكن للهلال الخروج من قاع الصفر الدولي الذي بلغ عمقه ال 86 عام ؟؟؟ ربما بعد أن يطير النعام
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019