• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
زاكي الدين

ازمات ادارية قديمة متجددة..!!

زاكي الدين

 0  0  1318
زاكي الدين
واهم فقط من كان يظن ان المريخ طوال السنوات السابقة قد تمنعت عنه الحظوظ
ليشق طريقه نحو النجاح الكروي ان كان محليا او قاريا وواهم كذلك من كان
يعتقد ان مشكلات المريخ بعيدة عن حيز (الادارة المحض) ونقول (المحض)
لانني اعتقد ان المنظومة الادارية في اي نادي كان تبقي هي المسئولة
الاولي والاخيرة عن حصاد مايغرس ان كان صالحا حصدت وفيرا مثمرا وان كان
دون ذلك فما عليها الا ان تحصد الحسرات والندم وللاسف الاخيرة هذه عين
ماظل يحدث في المريخ دون اي مساحيق او رتوش او حديث لاقيمة له ظل يلتف
ويلتف بقوة حول عنق مشكلات المريخ حتي باتت مكررة ومعادة حد الملل
والفشل.
ماحدث الان عقب هزيمة الفريق امام عزام التنزاني وحده عكس الكثير والمثير
حول انتكاسات الادارة المريخية التي مهما وصفنا ما اورثته للمريخ من
مشكلات لا حصر لها لانستطيع والشي الاكثر ايلاما فوق هذا ان الالتفاق
حولها ظل سيد الموقف فنحن لو تدركون اعزائي لانتفجر حديثا عن مشكلات
تعاني منها الفرقة المريخية الا عند المحكات وهذه المحكات ظل البعض يقفز
فوقها تدريجيا كل عام فنحن عندما غادر الفريق قبل موسمين امام ريكرياتيفو
وجدنا (التفافا) ان هذا الاخفاق يعود في المقام الاول للتونسي الكوكي ومن
بعده اتي مجلس ماعرف بالتقشف مع ان ذلك المجلس كان قد وفر معسكرا متميزا
في تونس وقد بدأ الفريق الموسم بشكل جيد لولا انسحاب رئيس النادي السيد
جمال الوالي في تلك الفترة من المجلس بحجة انه اراد الاستجمام او ما
اسماه الامين العام وقتها السيد عصام الحاج بإستراحة محارب ليصعد بعدها
نائب الرئيس الفريق عبدالله حسن عيسي رئيسا ليستمر ذاك المجلس بترنح مالي
واضح دعا الكثيرون لوصفه بمجلس التقشف كما كان يصرح بذلك عصام الحاج الذي
كان يري وقتها ان الترشيد والاقتصاد في الصرف هو السبيل الامثل لتجاوز
مطب الرئيس المستقيل وقتها والذي كان ومازال يعتمد عليه المريخ كليا في
النواحي المالية وتدركون بعدها كيف تضعضع الوضع الكروي وتراجع حتي خسر
المريخ وقتها اربع مباريات دورية تخللها خروج افريقي مبكر وتلاها عصف
اعلامي وجماهيري شاجب ومندد بمجلس التقشف الذي بعد ان تركه جمال تركه كل
من يعمل مع جمال تلقائيا كل هذه الاوضاع حدثت والجميع كان يتحدث عن فراغ
جمال وكيف يعود ولم نجد اي شخص تحدث حينها عن لماذا يعيش نادي بحجم
المريخ مثل هذه الازمة الخانقة المرتبطة برئيس النادي الحالي الذي عاد
بعدها منقذا للنادي عبر مجلس اللوردات وعلي انقاض مجلس تراسه بالتزكية
وخرج منه مستقيلا.
بعد عودته عم السلام ديار المريخ وعادت الحياة وبدأ الجميع يتحدث بلغة
الدولار وكالعادة دخل المريخ لسوق الانتقالات والمدربين معا لياتي كروجر
مرة اخري ويستجلب المريخ عدد من النجوم الاجانب لم يتبقي منهم الان سوي
تراوري والمحلين كذلك بقي منهم علي جعفر وعنكبة علي ما اظن ودارت مرة
اخري ساقية المريخ مع المنافسات ليلاقي الفريق عدة فرق اوربية ابرزها بطل
العالم وقتها بايرن ميونخ لياتي بعد ذلك المعسكر، التنافس الافريقي
والجميع يدرك ايضا السيناريو المرير افريقيا امام كمبالا سيتي والخروج
الذي هز البيت المريخي وعجل بذهاب كروجر مع ان المجلس قبلها لم يشتطرت
استمرارية الالماني بإستمرارية الفريق افريقيا لكن اتضح بعد الخروج ان
مجلس المريخ لم يكن علي استعداد لبناء فرقة مستقبلية لانه ببساطة لاتوجد
لديه اي قابلية لهذا المنحي ولايملك اي خطط مستقبلية تري المريخ بعيون
السنوات القادمة فمجلس المريخ بقيادة جمال الوالي ظل يتعامل بسياسة رزق
اليوم باليوم التي اظنها واحدة من اكبر موبقات الرجل ومتلازماته التي
جعلت رصيد سنواته في ادارة هذا النادي ضئيل من حيث الانجاز الكروي وزادت
عليه جانب اخر وهو ضياع اي شكل للفريق المريخي الذي بات بفضل سياسة رزق
اليوم باليوم يدخل كل موسم بفرقة متجددة وبمدرب اخر جديد لان سابقه فشل
في الاستمرار افريقيا وفشل كذلك بجلب البطولات المحلية التي لوحدها لو
اردنا ان نقيم عبرها مسيرة جمال لكفتنا دون عناء او بحث مضني يجعلنا نحمل
هذا او ذاك تركة اخفاقات معقدة وممتدة يعود الفضل في حدوثها لشخص واحد
تفرع منه الاخفاق ليصير شجرة كبيرة وظليلة يجلس فيها جمع اهل المريخ وهذا
الشخص هو جمال الوالي الذي ندرك جيدا انه لم يبخل علي المريخ ماليا لكنه
بذات القدر اغتال هذا الفريق اداريا بتكراره لذات السياسات القديمة
المتجددة والتي تتنوع في كل عام لكن يبقي منتوجها واحد ويدركه الجميع
وايضا يلتف حوله الجميع ونتيجة لهذا الالتفاف المتعمد ان كان جماهيري او
اعلامي او حتي اداري صار المريخ ضيفا مستديما لمحطات الاخفاق التي يتسائل
الجميع الان عن اسباب حدوثها وكيف تم ذلك وبدأ البعض بخبث الثعالب يحمل
الافرع اسباب الاخفاق الجزئي في مباراة عزام التي اعطتنا وجه جديد لتفصيل
مشكلات المريخ المتراكمة والتي يريد بعضهم تحوريها وتصوريها علي انها
بدأت قبل لقاء عزام مباشرة وقادت بذلك الفريق لخسارة كارثية وهذا الواقع
ليس سليما ولن يكون سليما فمشكلات المريخ متوارثة وقديمة متجددة وتقيمها
من هنا من لقاء دارالسلام لايعدو ان يكون التفاف اخر حول الحقائق التي
يجب ان يضعها بعضهم في موضعها لان الوضع في المريخ لايحتمل مذيدا من
الخنق والضغط المتعمد لتغيب حقيقة الاوضاع الادارية المذرية في المريخ
طوال السنوات السابقة التي من بعدها ورثنا المريخ الحالي.
وهج اخير:
كنا حضور في ليلة الزكري الثالثة لهرم الغناء السوداني الراحل المقيم
محمد عثمان وردي له الرحمة ،وردي ذلك الرجل الوطن والذي تتوافر في
اغنياته زوقية تجعلك تتذوق طعم هذا السودان عبر اغنياته الخالدة
والمرتسمة علي جدار حياة الكثيرون منا حتي باتت محركا لوجدان كل باحث عن
هذا الوطن بين المفردات والكلم المغنا التي يتفرد الراحل دون سواه بعدد
وفير منها جعله حالة استثنائية عندما يذكر الوطن عبر الاغنيات فوردي له
خاصية ولونية غنائية جعلته امبراطورا وفنانا اول لافريقيا التي تعرفه
ويعرفها ومن منا لايذكر ذلك الحفل الرهيب بأديس ابابا والذي شكل وقتها
استفتاء لشعبية الرجل في دول الجوار.
وردي لم يكن فنانا عاديا عابرا عبر التاريخ بل شكل حالة ابداعية تستحق
الدراسة ويجب التعلم منها وترسيخ مضمونها الماسي حتي نشهد امتداد لمثل
هذه التجارب النادرة التي اعتقد انها لن تعود لتطل مرة اخري في شخص اي
فنان اخر فمثل وردي لايتكرر.
رحل وردي بجسده لكنه ترك من خلفه ارث عتيق من الاغنيات الخالدة والتي
أخذت حيزها باريحية في الوجدان السوداني.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : زاكي الدين
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019