فرط المريخ في نقاط كانت في متناول يده بعد ان لعب شوط جيد امام اهلي
الخرطوم علي الرغم من غرابة التشكيلة التي اتحفنا بها فرنسي المريخ صاحب
التشكيلات الغرائيبية في كل المباريات التي خاضها المريخ مؤخرا.
تعادل المريخ مع الاهلي بعد ان تقدم مرتين وهذا الامر يعطينا رؤية غاية
في السلبية لفريق ينتظر منه ان يكون بطلا لهذه البطولة التي دايما مايفرط
فيها المريخ بمحض ارادته وبمردود لاعيبيه الكارثي والموغل في الاستخفاف
بالخصوم.
ظللنا نطالب غارزيتو منذ انطلاق منافسة الدوري بضرورة تثبيت توليفة ثابتة
لان التجريب الكثير في كرة القدم تاتي دوما نتائجه غير مضمونة لان الكرة
اصلا توجد فيها ثوابت لايمكن تجاوزها مرارا كما ظل يفعل الفرنسي مع
مباريات فريقه المتلاحقة والتي لم يقنع فيها المريخ حتي اللحظة لان حالة
التذبذب الناتجة عن التعديلات المتعاقبة في مراكز اللاعيبين وفي
اللاعيبين انفسهم جعل الشكل الفني لفريق المريخ عبارة عن صورة متناقضة
ويمكن بكل سهولة قلبها عن وضعها الصحيح فنحن لو عدنا بالوراء سنجد ان
المريخ ظل يظهر بأشكال متقلبة في مباراة واحدة كذا مرة، كمباراة كمبالا
سيتي مثلا وبعدها لقاء القمة الذي اوضح ان تعامل غارزيتو مع شوط المدربين
يجتاحه الكثير من الارباك مما ينعكس علي فريقه داخل ارضية الملعب وبالفعل
حدث هذا الامر امس القريب ليكلف المريخ تعادلا بطعم الهزيمة امام اهلي
الخرطوم الذي لم يكن الفريق الوحيد الذي تفوق مدربه علي غارزيتو في
(الشوط الحاسم) فمن قبل حدث ايضا في لقاء اليوغندي فكلنا شاهد كيف انتصر
المريخ في الشوط الاول بعد ان استطاع رماته مبكرا احراز هدفين اقترنا
بأداء مرضي لكن ذات المباراة شهدت في شوطها الثاني الذي يطلق عليه
الكثيرون شوط المدربين تقهقر كبير من جانب المريخ عبر عبره هجوم كمبالا
لشباك جمال سالم وكاد ان يخطف التعادل بعد ان شكلت طلعاته الهجومية خطورة
حقيقية علي دفاعات المريخ التي اغتالتها فلسفة الفرنسي المتقلبة دوما في
عملية ادارة المباريات فنيا.
اتي بعدها لقاء الهلال وايضا شوط مريخي متميز اعقبه بداية ضعيفة لشوط
ثاني مكنت الهلال من العودة للمباراة وايضا بمعطيات ذلك اللقاء نجد ان
المريخ خسره بالتعادل لانه كان يستحق فعلا الانتصار لكن متلازمة شوط
المدربين واخفاق غارزيتو في ادارة هذا الشوط مرة اخري كلفت المريخ تعادل
غير عادل من واقع مجريات المباراة التي كان فيها المريخ اعلي كعبا من
خصمه.
مباراة المريخ امام الاهلي كنا نود عبرها الاطمئنان علي مستوي الفريق قبل
الدخول لمعمعة اكثر شراسة واعني مباراة عزام لكن يبدو ان القلق سيبقي
حليف لكل ما هو مريخي خصوصا بعد المستويات المتباينة والمتقلبة التي ظل
يؤدي بها الفريق مبارياته التنافسية منذ انطلاقتها امام الرابطة التي
انتصر عليها المريخ بصورة غير مقنعة للكثيرين ومن بعدها كان الفريق غاب
قوسين او ادني من التعثر في كوستي امام مريخها الذي انتصر عليه المريخ
بشق الانفس بعد اداء جنائزي شابته لمحات من التفريط المقيت لولا هدف عجب
الانقاذي في خواتيم اللقاء الذي فرق بعده الفرنسي التقهقر فيه لجهات
متعددة من ضمنها الطاقم الاداري للمريخ.
مباراة الاهلي توافرت فيها كل فرص النجاح لفرقة غارزيتو من حضور جماهيري
كبير ظل في حالة مؤازرة دائمة واهتمام اداري بكل تأكيد لكن كل هذا لم
يشفع كي ينتصر المريخ بعد خرمجة الرجل في اللقاء الذي فتح نفاج مبكر
لتساقط النقاط المريخية في بطولة يدرك جيدا لاعبي المريخ ان التعثر في
لقاء واحد فيها ربما يكتب بداية فقدناها بخط عريض لكن هذا الواقع
لايتعايش معه لاعبي المريخ ابدا لانهم دوما لايتورعو من التفريط ويسمحو
للخصوم بالعودة من بعيد بتفريط اقل مايوصف به هو الاستهتار وعدم تقدير
هذه الحشود المؤازرة لتري فريقها منتصرا ولم يدر بخلدها انها ستصدم مبكرا
بفضل لاعيبين لايتورعو في الافراط في التفريط.
غارزيتو كالعادة فشل في ادارة شوط الحنكة والمدربين وكلف فريقه تعادلا
مبكرا بعدما كان فريقه متقدم بهدفين في شوط اول اداه المريخ بشكل جيد لكن
سرعان ما عاد في الشوط الثاني ليهدي فريق مهزوم نقطة غالية بفضل اخطائه
(الغريبة) في عملية الاحلال والابدال التي قصمت ظهر الفريق وكلفته تعادل
مرير ولو سألنا غارزيتو علي ماذا ارتكز في عملية سحبه لعلاء يوسف؟ افضل
لاعيبيه في وسط الملعب بل كان النجم الابرز للمريخ في كل المباريات
السابقة هل ضمن غارزيتو الانتصار!! بعد التقدم المبكر ليفرغ وسط ملعب
فريقه من ابرز لاعيبيه المقاتلين، لا اظن ذلك ابدا لان فلسفة غارزيتو في
وضعه للتشكيلة للاساسية كان به الكثير من المجاسفة خصوصا عندما شاهدنا
بلة يلعب كطرف ايسر وضفر كطرف ايمن وبقية اللاعيبين وضعهم غارزيتو بشكل
اكثر من غريب في وسط الملعب الذي افتقد لوجود راجي والباشا كلاعيبين يمكن
ان يشكلا ثقل في وسط المريخ لقدراتهم الفنية المتميزة غارزيتو اشرك في
الوسط كوفي ،اوكرا،رمضان ولعب ورقة الهجوم بشكل جديد لم يتبعه في كل
المباريات ان كانت ودية او تنافسية لانه زج بعنكبة كقلب هجوم وكان
المدينة ياتي من الجهة اليمني والغاني اوكرا من اليسري وهذه الوضعية لم
يسبق ان جربها عاشق التجريب غارزيتو وحتي الوسط كان به كوفي وعجب وخلفهم
سلمون وعلاء وفي رأي ان هذه التوليفة كانت ستكلف المريخ ثلاث نقاط مبكرة
لانه لايعقل ان افراغ وسط الفريق من عملية البناء الهجومي و اوكال هذه
الاداور لطرفي الهجوم بكري و اوكرا لهذا كانت عودة الاهلي للمباراة
مسائلة وقت فقط خصوصا بعد اسهم غارزيتو في هز فريقه دفاعيا في شوط الحسم
عندما اهدي الاهلي هدية قيمة بسحب علاء من وسط الملعب لإدخال احمد ابكر
الذي لم تطول بعد ادخاله عودة الاهلي للمباراة بهدفين في ظرف دقيتين
اوضحا ان المريخ فريق يعاني من هشاشة كبيرة علي مستوي دفاعه ان لم
يتداركها صاحب العقلية الهجومية حتما سيدخل المريخ في نطاق ضيق في قادم
المباريات التي سيعاني فيها المريخ حتما بعد الذي شاهدناه.
بعد عودة الاهلي ادرك غارزيتو ان لديه فراغ كبير في وسط الملعب الهجومي
فسارع ليصحح الوضع بإدخاله لراجي والباشا لكن كان وقتها جرة المريخ قد
كسرت وتدفق محتواها بفضل مدرب يفشل بإستمرار في اشواط المدربين.
وهج اخير:
هل يعقل ان يدخل مرمي فريق ينشد احراز الالقاب هدفين في ظرف دقيقتين.
ركلة جزاء لم يتوقف محرزها عن الاحتفال بزيارته لشباك الاحمر واذ بنا
نفاجأ بهدف اخر.
دفاع المريخ كارثي ومعه سيعاني المريخ الامرين ان لم يتم تدارك امره.
رحيل العاجي اضاعة هيبة الدفاع المريخي والقي بظلاله السالبة علي قلب الدفاع.
غارزيتو يبرع جدا في وصف طرقه الهجومية ويتناسي ان المريخ لن ينتصر
بسهولة طالما هذا هو دفاعه.
مافائدة احراز الاهداف المبكرة طالما انها لاتشفع للفريق بالفوز وقصدي من
ذلك هو ان فلسفة غارزيتو الخططية لاتضمن له الانتصار ولاتشفع له من
الخسارة حتي ان كانت نتيجة تعادلية كنتيجة لقاء الامس.
لقاء الاهلي اعادنا مرة اخري لمربع المخاوف علي المريخ افريقيا فما يقدمه
المريخ حتي الان لايبشر بخير.
التفريط المحلي عادة ان تخلي عنها لاعبي المريخ سيفقدو سعادتهم لا محال.
لايوجد مبرر للتعادل امام اهلي الخرطوم ونتنمي ان يستفيد غارزيتو من
اخطاء ادارته لهذه المباراة كي يتجنب الوقوع فيها لاحقا.
المهمة صعبة جدا امام التنزاني ونخاف ان تزداد اكثر بفضل المتفلسف غارزيتو.
مع غارزيتو لاتستبعدو اشراك مالك اسحاق كقلب هجوم ويمكن ان نري بكري ليبرو.
نتمني حقا ان يتوصل غارزيتو لتشكيلة واضحة المعالم قبل اللقاء الافريقي
لان شعب المريخ هذا لايستحق ان يعيش انتكاسة افريقية اخري مبكرا بفضل
الخرمجة المقيتة علي المستوي الفني.
© 2015 Microsoft Terms Privacy & cookies Developers English (United States)