بهدوء
الرياضه تصلح ماافسدته السياسه !
لم يتردد اتحاد كرة القدم فى دولة جنوب السودان من اختيار الخرطوم لتكون مقرا لاستضافة مباريات انديته التى ستشارك فى البطولة الافريقية بعدما رفض الاتحاد الافريقي اقامة اى مباريات رسمية فى دولة جنوب السودان ,, وكان جميل جدا ان يسرع الاتحاد العام فى اعلان الموافقة الرسمية والاستجابة لطلب اتحاد جنوب السودان وتحديد ملعب استاد الخرطوم ليكون الملعب الرسمي لاندية الجنوب .
هكذا دائما هى الرياضة تصلح ماافدسته السياسه ليس فى السودان فحسب وانما فى كثير من مناطق العالم التى تشرزمت الى دويلات بسبب الحروب والخلافات العرقية والاثنية , حيث تابعنا قبل شهر تقريبا كيف نجح الكويتى الشيخ احمد الفهد رئيس الاتحاد الاولمبي الاسيوى فى الجمع بين رئيسى اتحاد كرة القدم فى كل من كوريا الجنوبية وكوريا الشماليه على طاوله واحدة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الاسيوى لكرة القدم رغم القطيعة والخلافات السياسية بين البلدين وخرج اللقاء باتفاقية تعاون بين الاتحادين تمهد لمشاركة كوريا الشمالية فى دورة الالعاب الاسيوية التى تستضيفها مدينة انشيون فى كوريا الجنوبية ,, يحدث ذلك فى المجال الرياضى فى الوقت الذى لازال يقف فيه جيشا الكوريتين على اهبة المواجهة على الحدود مع تبادل لغة التهديد بالسلاح النووى .
نثق فى ان انديه جنوب السودان لن تشعر بالغربة فى استاد الخرطوم وانما ستجد الدعم والمساندة الشعبية من جماهير الرياضة على مختلف الوانها وانتماءاتها وهو مادفع المسؤولين فى جوبا وفى اتحاد كرة القدم بدولة جنوب السودان الى تفضيل اقامة مبارياتهم فى الخرطوم بدلا عن نيروبي وكمبالا اللتان اقترحهما الاتحاد الافريقي كبديل ايضا عن ملاعب العاصمة جوبا ,, فالاحساس بالمواطنة والانتماء لدولة واحدة لايمكن لشرور السياسه ان تنتزعه من قلوب الاخوة الجنوبيين رغم الانفصال الذى حدث ,, فالرياضيين ليست بينهم حدود ولايعرفون كلمة الانفصال وغيرها من مفردات الصراع والخلاف التى تعشعش فى عقول السياسيين , فهم بكل بساطة يصنعون الابداع ويزرعون الفرح فى ملاعب التنافس الشريف وليس فى ميادين الحرب التى تغتال المستقبل وتشرد الصغار والكبار ,,
تكريم مستحق لصاحب القلم النظيف العفيف
قرار رئاسة الجمهورية بمنح الراحل المقيم عبد المجيد عبد الرازق وسام الرياضة الذهبي فى ليلة الاستقلال يمثل تكريما مستحقا لمن وهب نفسه للعمل الاجتماعي والخيرى بين اهله واصدقائه وقبل ذلك التصدى بالكلمة الطيبة العفيفة الشجاعة لكل مظاهر الفساد والانحراف بالمهنة فى الصحافة الرياضية رغم سيل الاساءات والبذاءات التى لاحقته من شلة التعصب والتطرف التى ابتلى الله بها هذه المهنة الشريفة ,, لقد ظل عبد المجيد حتى لحظة رحيله عن دنيانا ثابتا على مبدئه الذى ارسى له وعمل من اجله منذ ان دخل هذا المجال فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى لم تحد الاعاقة من نشاطه فى البحث عن الحقيقة وقول كلمة الحق مهما كلفه ذلك من ثمن كما لم يمنعه المرض من المتابعة لمسار الاحداث والسؤال عن حال الاصدقاء فى داخل وخارج السودان لهذا كان من الطبيعى ان يشارك فى تشييعه الاف الذين عرفهم وعرفوه من خلال عموده المقروء الذى كان نموذجا ورمزا لصحافة الموضوعية وقومية التناول الهادف .
تكريم رئاسة الجمهورية للراحل المقيم يحمل الكثير من الدلالات والمعانى التى نحسبها ارثا مستحقا له و تخليدا لذاكره العطره ونبراسا نتمنى ان يهتدى به ويسترشد بنوره شباب الصحافة والاعلام من ضلوا الطريق وانغسموا فى مستنقعات صحافة الاساءات والتجريح تحت شعار ( السوق عايز كدا ) !!
اللهم اغفر وارحم عبدك عبد المجيد عبد الرازق واجعل قبره روضة من رياض الجنه وبارك له فى اسرته وابنائه ,, آمين يارب , انا لله وانا اليه راجعون .