الشيشة تعود الى مقاهى الخرطوم !! خبر بثته قناة العربية مصحوب بتقرير يكشف عودة الحياة الى مقاهى الخرطوم و فرحة اصحابها بعودة الزبائن الى اركانها معطرين سماء الخرطوم ( المتخم والموبوء بالتلوث اصلا ) بالمزيد من الآبخرة و الدخان .. بلع اللسان ظاهرة تظهر من وقت وأخر فى ملاعب كرة القدم الا انها اضحت سمة مميزة لحكومة الآنقاذ الوطنى .. قبل عامين تقريبا انتابت والى الخرطوم نفحة ايمانية فارغى واذبد و اتخذ قرار وصفه بالتاريخى و منع تعاطى الشيشة فى اركان ولايته واوصى بالتنفيذ الفورى وبرر قراره برغبة ولايته القضاء على الظواهر السالبة المصاحبة لتعاطى الشيشة و خطرها على المجتمع .. وأيده فى القرار رئيس الجمهورية فى خطبة ارتجالية عقب صلاة الجمعة فى مسجد النور و طالب الولاة السير فى ذات النهج و تحرير البلاد كافة من خطر الشيشة .. لم يصمد القرار تحت ضغط المتنفذين من اصحاب المصالح وعاد الوالى من حيث بدأ وبلع لسانه و تنازل عن قراره وضرب بأشادة الرئيس عرض الحائط .. كثيرة تلك القرارات التى اتخذها الرئيس و كثيرة ايضا تلك التى عاد و تراجع عنها فى اليوم التالى .. فى عهد حكومة الضجيج الوطنى تفشت ظواهر بلع اللسان و لحس الكوع .. رغما عن عدم مؤسسية قرار المنع احزننى والله التراجع عنه والسماح بتعاطى الشيشة فى الاماكن العامة والمقاهى و التصريح بها رسميا .. فضلا عن مخاطرها الصحية المعروفة للجميع و مسالبها الآقتصادية فهى ثقافيا لا تشبهنا .. نحن شعب ميزنا الله بالحضور الآجتماعى الراقى و الترابط الآسرى و الرزانة لا يتناسب معنا الجلوس فى المقاهى و التلذذ بشرب الدخان .. منشأ الشيشة كان فى بلاد فارس وانتشرت فى كل بلاد العرب والدول الآسلامية عن طريق العثمانيين الذين حكموا تلك البلاد ما عدا السودان الذى تميز مجتمعه بتلك الصفات التى وقفت صدا منيعا دون تغلغل هذه الظاهرة القبيحة.. جاءت الآنقاذ و معها بدأ المجتمع يفقد كل محاسنه و بدأت الشيشة ضمن الكثير من الظواهر السالبة تنتشر و تجد لها رواجا حتى صارت متنفسا و ملاذا لشباب الغد صناع المستقبل .. اكثر المستفيدين من قرار المنع كانوا افراد شرطة النظام العام الذين غطت كشاتهم كل اصقاع الولاية يصادرون من هذا معداته ويبعونها له فى اليوم التالى .. و اكثر المستفيدين من قرار عودتها اصحاب المقاهى وجلهم من كوادر المؤتمر الوطنى و( المستثمرين الآجانب )الذين سارعوا الخطى نحو مكاتب الولاية و دفعوا عشرات الملايين للحصول على تصريح معنون بالسماح بتعاطى الشيشة .. المتضرر الوحيد هو سماء وارض وانسان ينتمون لوطن كان اسمه السودان .. فرحة قناة العربية بعودة الشيشة لمقاهى الخرطوم لم تاتى من فراغ !!!!]
