• ×
الخميس 16 مايو 2024 | 05-13-2024
جمال عيسى

تزوّج مريخابية!

جمال عيسى

 2  0  1663
جمال عيسى
رؤية ـ جمال عيسى
تطور مفهوم العشق والغرام في السودان منذ سنوات طويلة لم يكن مسموحاً خلالها للمرأة أو الفتاة بالخروج من البيت أو مجرد التفكير في أمر كهذا قبل أن يصبح خروجها في الوقت الراهن ضرورة تقتضيها الحوجة للتعليم والعمل واشياء أخرى لكنها تدخل في باب الترسبات السالبة ، لذلك كتب سيد عبدالعزيز قصيدته الشهيرة في سابق الأوان (حاول يخفي نفسه وهل يخفى القمر في سماه.. أبداً لا وطبعاً لا شفناه شفناه) ـ وحسبماسمعنا فإنه قالها في فتاة امدرمانية جميلة خرجت (تكشح) الموية ولما رات الشاعر جفلت إلى الداخل حتى لايراها.
* وفي فترة الستينات بات ممكناً للمرأة أن تجد فرصة للخروج عندما فتح المربي بابكر بدري باب التعليم للمرأة ، كما بات ممكناً أن تخرج لتغني فظهرت الحكامات والمغنيات أمثال مهلة العبادية وعائشة الفلاتية وحواء الطقطاقة وأم الحسن الشايقية.
* وفي فترة السبعينات فتح الحزب الشيوعي ممثلا في ثورة مايو آفاقاً واسعة للمرأة فتمدد طموحها لتعمل في السياسة والصحافة فظهرت فاطمة محمد إبراهيم وبخيتة الجبوري وأمال عباس وفاطمة عبدالمحمود وتزامنت هذه الفترة مع الانفتاح على أوروبا فظهر البنطلون (الشارلستون) والتسريحة (الخنفس) وأغاني (البوني إم) ورقصة(التويستي) وتوب(الكرب السادة) و(سليم الذوق) والباروكة والخطابات الغرامية!!.
* وفي عهد الإنقاذ الحالي تبدلت المفاهيم بعد أن كانت البنت قديما تتعزز وتدلل وتختار عريسها بمزاجها فباتت اليوم تحلم بأي عريس والسلام ، بعد ان هاجر الشباب المتعلمون و(الوجيهون) إلى أوروبا والخليج واستراليا فذهب النوّار وبقي العوار وإنقلب الغناء من (ود عمي أنا مادايره) إلى (إنشاء الله راجل مرا يا أب شرا) ولم يجد القائمون على المشروع الحضاري بُداً من فتح الباب للجنسين للتلاقي في منتجعات (ستات الشاي) الليلة التي دشنتها ولاية الخرطوم مؤخرا على طول شارع النيل في الظلام الخافت الحجل بالرجل والكتف بالكتف وتحت حماية الشرطة!، لذلك قلت الحاجة للرسائل الغرامية (sms) أو على الفيس أو الإسكاي بعد أن سهلت الولاية كل شىء!.
* ومع كل هذه التراجيديا السوداء إلا ان قطار الحياة يسير والناس تتزوج وتنجب بمشيئة الله والحريم على قفا من يشيل.. فـ(الجعلية) زولة (مسئولية) وتسد في غيابك لكن ياويلك لو لعبت بي ديلك!.. أم الدنقلاوية فـ(طيبانة) وحنينية لكن مسكينة ، واما الشايقية فتجد منها أكثر ماتتوقع لدرجة تنسيك حتى أهلك ، وأما الجموعية فـ(نشيطة) و(غتيتة) ، وأما لو تزوجت جنوبية ، فستنجب لك أبناء فرسان عصاميون تتحقق طموحاتهم من الصفر ، وأما إذا تزوجت (مغتربة) فهي طفلة وإن انجبت اطفالاً!.. وأما الغرابية فأنيقة ووفية لمنزلها وأسرتها ، وأما إذا كنت هلالياً ، فتزوج مريخابية ، فمن نظرة عينيك ، تجيبك بسرعة (شبيك لبيك) ، فأنت عندها (سيد بلد) وأسد .. أللهم لاحسد!.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : جمال عيسى
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    الصواعق 03-22-2013 09:0
    جمال عيسى رؤاك رائعة ... سيرك في هذا المجال والغوص في هذه الاعماق يخرج الدرر الثمينة ... فالماس واللؤلؤ والعقيق يحتاج لمهارة وأناءة وتفحص لا تتوفر للكثيرين ...فالمجتمع السوداني لمبدع يرى ما لا يراه الاخرون ... حقيقة يحتاج لرؤى مثل هذه... كرر لنا بالله التجارب في هذا المجال حتما ستصل الى عالم النجومية .. انها نصيحة من عين فاحصة حقيقة تستطيع ان تتأمل وتتذوق الروائع ولكن تفشل في صناعتها...
  • #2
    صالح عثمان سعيد 03-22-2013 08:0
    مريخابية دي بايرة ساكت خليها تفتش ليها راجل مرا الواحد ما ناقص مشاكل.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019