بهدوء
ليس وقت للحساب والعقاب !
عبرت جماهير المريخ عن غضبها وقال الاعلام كلمته فى توجيه انتقادات حادة للمدرب واللاعبين على المستوى الهزيل الذى ظهر عليه المريخ امام الهلال فى مباراة تسيدها الفريق الازرق طولا وعرضا رغم ان هجومه لم يوفق فى استثمار ولو فرصة واحدة لكسر حدة التعادل والخروج بانتصار يؤكد على تفوقه ويعزز به من صدارته .
المدرب الكوكى نال نصيب الاسد من سخط وغضب الجماهير وكذلك اللاعبين الذين لم يرتقوا الى مستوى الندية التى يفترض ان يواجهوا بها الهلال وكان غالبيتهم فى لياقة ذهنية وبدنية ضعيفة على غير ماهو متوقع .
ردود الفعل الغاضبة اظنها رسالة واضحة للكوكى نتمنى ان يكون قد استوعبها ووقف على مضمونها ليتعلم ويتعظ منها ويدرك مرة اخرى بان ( غلطة الشاطر ) فى المريخ قد يصعب تصحيحها وعلاجها ومرتكبها قد يدفع الثمن غاليا جدا ,, فليس جديدا ان نعيد ونكرر على الكوكى بان الامور فى المريخ تختلف عن اهلى شندى وتحتاج الى قدر كبير من التركيز والتمحيص والتحليل فى كل المباريات ناهيك عن مايكون عليه الوضع عندما يواجه المريخ غريمه التقليدى الهلال ,, فالذى حدث فى القمة لم يتوقعه اكثر المتشائمين وسط انصار المريخ لانه بكل صراحة يخالف كل التوقعات التى سبقت انطلاقة الدورى الممتاز , ففى الوقت الذى كانت فيه جماهير الهلال تنتقد اعداد فريقها فى العاصمة الاثيوبية وتضع يدها على قلبها من ان ينعكس ذلك سلبا على مسيرة الفريق فى الموسم الجديد بسبب النتائج الهزيلة فى المباريات التجريبية مع اندية مغمورة , كان المريخ حينها يخوض تجارب حقيقية فى معسكر سوسه مع اندية سوبر فى الدورى التونسى وحقق خلالها نتائج اكثر من جيدة اكدت على سلامة الاعداد والتحضير واختيار التشكيلة المثالية التى ظهر بها الفريق امام فريقي الاتحاد والنسور وحتى امام هلال الجبال كان الاداء الفنى افضل بكثير عن العك الذى حدث امام الهلال فى مباراة القمة التى غاب عنها المريخ وكانت عبارة عن مواجهة بين الحضرى والهلال !
لم تكن هناك مساحة زمنية امام الكوكى ليعيد ترتيب اوراقه من جديد او يصحح حزمة الاخطاء التى صاحبت اداء الفريق امام الهلال ليشد الرحال مباشرة الى انجولا والدخول فى اجواء دورى الابطال الافريقي وهو مايزيد من الخوف والقلق على مسيرة الفريق فى هذه البطولة كما حدث قبل عامين عندما ودع التنافس الافريقي من دور ال 32 فى عهد مدربه السابق حسام البدرى ,, خاصة وان البعثة سافرت الى لواندا فى غياب احمد الباشا واكرم الهادى وفيصل العجب اضافة الى ان التحاق الحضرى بالفريق اصبح مرهونا بالحالة الصحية لوالدته التى تخضع لعملية جراحية فى القاهره , فكل الظروف تقف الان ضد الزعيم واصبحت رحلته الى انجولا محفوفة بالمخاطر , لهذا نرى بان المطلوب من الادارة قدرا من الحكمة فى التعامل مع اللاعبين الذى تخلفوا عن السفر وعدم الانجرار وراء الغاضبين والمنفعلين وتغليب مصلحة المريخ فوق اى اعتبار اخر خاصة فيما يتعلق بموضوع اكرم الهادى ,, فالامر لايحتاج الى تصعيد وتعميق للازمة بتشكيل لجنة تحقيق لمساءلته حول خروجه من المعسكر , بل المطلوب احتواء الامر ومراعاة الحالة النفسية للاعب ومحاولة اقناعه والحاقه بالبعثة , فالمريخ لايمكنه ان يستغنى عن اكرم فى غياب الحضرى الذى لايعرف احد ان كان سيلحق بالبعثة ام سيبقى الى جوار والدته المريضه ! فهناك اكثر من وسيلة وطريقة لمحاسبة اللاعبين فى الوقت المناسب دون ان يكون ذلك على حساب مصلحة الفريق ومسيرته فى البطولات المحلية او الافريقية .