بهدوء
المستحقات المالية قبل الملعب !
الحالة المتدنية التى وصل اليها ملعب المريخ وسوء ارضيته التى تحولت الى اكوام من التراب اخذت حيزا كبيرا من الاهتمام منذ ان فضحت كاميرا التلفزيون ( الرد كاسل ) وكشفت عن عوراته فى مباراة الخرطوم الوطنى والنصر الليبى .
الملعب الذى ظل محط انظار ضيوف السودان وقبلة الرياضيين فى كل مناسباتهم الرياضية وغيرها يعانى الان الاهمال فى كافة جوانبه واضحت ارضيته خطرا يهدد سلامة اللاعبين ومصدرا قلق لكل المدربين وفى مقدمتهم التونسي محمد عثمان الكوكى .
الزملاء الذين استاءوا من منظر الملعب واستفزتهم ارضيته الترابية من الطبيعى ان يوجهوا نيران مدفعيتهم نحو مجلس الادارة فهو المسؤول الاول والاخير عن هذه الحالة المزرية التى وصل اليها ملعب المريخ بسبب الاهمال وعدم المتابعة وغياب الرقابة على اعمال الصيانة وعدم الاكتراث لما يكتب فى الصحف من مناشدات لاصلاح حال الملعب .
ليس الهدف من وراء التفاعل مع قضية الملعب هو المحافظة على جمالياته فحسب ولكن لان الملعب يمثل ايضا موردا ماليا مهما للنادى يستوجب المحافظة على حتى يكون فى حالة جيدة لاستقبال المباريات والمناسبات الكبيرة التى يجنى المريخ من ورائها الاموال اللازمة خاصة فى الوقت الحالي الذى يعانى فيه النادى الازمة المالية الخانقة التى امتدت اثارها السالبة نحو علاقة النادى مع محترفيه الاجانب واعضاء الجهاز الفنى وهم يشكون صباحا ومساء عدم التزام مجلس الادارة بوعوده السابقة فى تسليمهم مستحقاتهم المتأخرة فى التواريخ التى تم الاتفاق حولها .
لاخلاف على اهمية الملعب وضرورة العمل على صيانته حتى يعود الى حالته الاولي ,, ولكن قد يتفق معى كل الزملاء الاعزاء بان قضية المريخ الان ليست فى الملعب وحده وانما ايضا فى الازمة المالية التى نخشى ان تفرض على مجلس الادارة حلولا صعبة وقاسية قد تهدر كل جهوده التى قام بها قبل انطلاق الموسم فى بناء الفريق واعداده على المستوى البدنى والذهنى والفنى , حيث لاتبدو فى الافق حتى الان اى حلول جذرية او حتى مؤقتة يمكن ان تتجاوز بالنادى هذه الازمة الخانقة ,, فكل القرارات التى تمخض عنها اجتماع مجلس الادارة بالامس لم تحمل بين طياتها مايبشر ويدعو للتفاؤل بقرب انتهاء هذه الازمة المالية سوى تكرار بعض الوعود بتوقيع عقود استثمارية مع مؤسسات وطنية ,, نعلم ان مجلس الادارة الذى يرفع شعار التقشف لايملك حلولا سحرية فى توفير المال اللازم وهو لازال يعتمد على السيد جمال الوالى المستقيل كلما ضاقت الازمة على النادى ,, فاذا كان الوالي قد التزم مشكورا بدفع مستحقات الحضرى وكذلك المدرب الكوكى فهو بالتأكيد لن يتحمل بقية مستحقات الاخرين واعنى هنا كليتشى وباسكال الذين نخشى ان يظهروا ايضا تمردهم على النادى كما فعل الحضرى .
المريخ على ابواب المشاركة فى البطولة الافريقية وهى عبء اضافي جديد يحتاج ايضا الى المزيد من الاموال مما يضاعف ويعمق من الازمة المالية واثارها السالبة , لهذا نعتقد ان سوء ارضية الملعب تصبح قضية ثانوية وهامشية اذا ماتمت مقارنتها بحالة الفلس الذى تعانى منه خزينة النادى !
ماذا تبقى لاتحاد معتصم ؟
ايدت المحكمة الرياضية الدولية قرار الفيفا الذى قضى بتجريد منتخب صقور الجديان من نقاط فوزه على زامبيا فى تصفيات كاس العالم وتغريمه 6 الاف فرنك سويسرى عقابا على اتحاد معتصم جعفر الذى اشرك لاعبا موقوفا سيف مساوى فى المباراة المذكورة ! المحكمة الرياضية لم تكتفى برفض الحيثيات التى طعن بها الاتحاد العام فى قرار الفيفا وانما ذكرت بان الفيفا او الاتحاد الافريقي ليس مطلوبا منه ان يخطر الاتحاد العام بان لديه لاعبا موقوفا عليه ان لايشركه فى مباراة رسمية , فهذا من صميم ومسؤليات الاتحاد العام وليس الفيفا !! هذه الجزئية الاخيرة من بيان المحكمة الرياضية والتى نشرت على مستوى العالم كافية فى ان تدفع اى اتحاد لتقديم استقالته فورا اذا كان لديه ذرة حياء وضمير يحتكم اليه ,, ولكن لاننا فى سودان الدهشة والعجائب والغرائب فالامور تبدو عادية جدا وكأن شيئا لم يكن ,, فالوزارة التى شكلت من قبل لجنة للتحقيق فى هذه الفضيحة قيدت القضية ضد مجهول كعادتها دائما ,, ولا اظنها ستعيد فتح هذا الملف من جديد رغم ان المتضرر والخاسر الاكبر هو منتخب البلد وسمعة البلد !!