بهدوء
عفوا يا ود الياس !
بعد فترة من الغياب ظهر الزعيم محمد الياس محجوب الرئيس السابق لنادى المريخ فى حوار مع الزميل عوض الجيد الكباشى عبر شاشة قناة النيلين ,, متحدثا عن مجموعة من القضايا المريخية .
قال ود الياس انه لن يخدع نفسه فى العودة من جديد الى العمل التنفيذى بسبب الوضع المالي وارتفاع المنصرفات الى مايقارب المليار جنيه فى الشهر , وان المريخ يحتاج الان الى رئيس يملك المال الوفير او يستطيع ان يستجلبه من خلال علاقاته كما كان يفعل جمال الوالي .
واعترف ود الياس بالعمل الكبير الذى قام به جمال الوالى فى تأهيل البنية التحتية الا انه فشل على الصعيد الفنى حيث لم يحصل المريخ على بطولة الدورى المحلى سوى مرتين رغم الاموال الطائلة التى صرفت على شراء المحترفين والتعاقد مع المدربين !
وجدد ود الياس موقفه الثابت من عدم صحة تسجيل الكابتن هيثم مصطفى فى المريخ لاسباب كثيرة اهمها كما قال ارتباطه بالهلال لفترة 17 عاما بينما يرى ان تسجيل علاء الدين يوسف امر طبيعى لانه اصلا ابن المريخ !
كما هو معروف ان السيد محمد الياس محجوب من ابرز الذين ساهموا فى مسيرة العمل الادارى بالنادى خلال الفترة التى تحمل فيها المسؤولية من مطلع السبيعينات وحتى العام 2003 عندما تم تعيين السيد جمال الوالى رئيسا للنادى , وارتبطت فترته ايضا بكثير من الانجازات على المستوى المحلى والافريقي والعربي حيث يحفظ له التاريخ انه واحد من الافذاذ الذين نجحوا فى قيادة النادى لتتويج الكرة السودانية باول الالقاب الافريقية على مستوى الاندية ,, ورغم ابتعاده عن العمل الادارى والاضواء الا انه ظل مهموما بقضايا المريخ ويكفى مساهمته الكبيرة والمؤثرة فى حل الازمة الادارية الاخيرة التى كادت ان تعصف باستقرار النادى عقب التداعيات التى صاحبت تسجيل الكابتن هيثم مصطفى فى المريخ حيث قاد ود الياس الاتصالات مع فرقاء مجلس المريخ حتى نجح فى اعادة الوئام بينهم فى الاجتماع الذى استضافه جمال الوالى بمنزله ,, وبالتالي يصبح ود الياس هو مرجعية للمجلس الحالي يمكن الاحتكام اليه اذا حصل اى خلاف لاقدر الله بين الاعضاء حول ماتم الاتفاق عليه فى منزل جمال الوالي بعقد جميعة عمومية فى يونيو القادم ,, ولهذا نجد انه من غير المناسب ان يقدح ود الياس فى اسلوب عمل عصام الحاج الامين العام للنادى او ايا من الاعضاء الاخرين طالما انه هو من سعى فى تثبيت عصام الحاج فى منصبه الحالي واقناع الاخرين فى ان يستمر مجلس الادارة فى عمله الى يونيو القادم .
كذلك فان وصف فترة جمال الوالى بالفشل على الصعيد الفنى بحجة ان المريخ لم يفز بالدورى المحلى سوى مرتين خلال عشرة اعوام هو حديث فيه قدر كبير من الظلم وعدم الانصاف للسيد جمال الوالى الذى لايستطيع احد ان يكابر على دوره الكبير فى انتقل بالمريخ من فريق يخرج من الادوار التهميدية فى البطولات الافريقية الى منافس حقيقى فى الادوار النهائية حتى لو خسر فرصة المنافسة على اللقب ,, اما حديث ود الياس عن رفضه لتسجيل هيثم مصطفى بحجة انه قد رفض تسجيله قبل 17 عاما او ان هيثم اصبح ارتباطه بالهلال اقوى من اى ناد اخر فهو حديث يتناقض مع نهج الاحتراف الذى لم يعايشه ود الياس خلال فترة رئاسته للنادى ,, فلم يعد فى قاموس كرة القدم اليوم الولاء المطلق كما هو الحال فى زمن ود الياس وانما الولاء للعرض الافضل ليس فى السودان وانما فى كل دول العالم ,, فالكابتن هيثم مصطفى وزميله علاء الدين يوسف اللذان رحبت بهما جماهير المريخ فى مهرجان حطم كل الارقام القياسية انما مارسا حقا طبيعيا فى الانتقال للنادى الذى احترم رغبتهما فى اللعب معه .
عموما يظل ود الياس احد ابرز رموز المريخ واقطابه الاوفياء الذين تضع عليهم جماهير المريخ آمالا كبيرة للمساهمة فى حل الازمة المالية التى يعانى منها المريخ حاليا وتهدد مسيرته فى الفترة القادمة , اظن ان ذلك هو المطلوب من قامة ادارية بحجم ود الياس اكثر من الحديث عن قضايا اضحت واقعا لايمكن القفز فوقه او اخرى عفا عليها الزمن وهى الان فى ذاكرة التاريخ .