بهدوء
مات خدام النبي
رحل عن عالمنا الفانى الفنان الرهيب الرهيف محمود عبد العزيز وترك فى قلوب الملايين من محبيه ومعجبيه حسرة فى القلب ودمعة فى العين وحزنا عميقا فى النفوس التى توافدت بالالاف الى منزله منذ ان عم الخبر الحزين برحيله بعد ايام عصيبة قاوم فيها المرض وصبر وصابر حتى اختاره الله الى جواره وهو فى ريعان شبابه بعدما اثرى الساحة الفنية بمئات الاعمال القيمة التى فاقت سنه الصغير وهى اعمال توالت فى فترة زمنية محدودة جدا مقارنة بعمره الفنى الذى اذا ماتمت مقارنته بعمالقة الفن فى بلادنا الذين سبقوه بعشرات السنين لوجدنا ان محمود يتفوق عليهم بالكم والكيف ,, وهى اعمال كانت السر فى الشعبية الواسعة التى تميز بها محمود عبد العزيز دون رفقاء دربه من ابناء جيله الذين كانت لديهم ايضا تجربة فى هذا المجال الا ان محمود استطاع ان يبنى لنفسه مكانة سامقة عالية فى المجال الفنى .
كواحد من ابناء بحرى عرفت محمود عبد العزيز ابن حى المزاد منذ بداية الثمانينات حيث كان مولعا ببرامج الاطفال وبدأ يشق طريقه فى الاعمال الدرامية القصيرة التى كانت تقدم من خلال التلفزيون وهى الفترة التى كانت تنشط فيها البرامج الموجهة للاطفال باعمال مميزة من خلال شاشة التلفزيون نسبة لوجود مشرفين متخصصين فى هذا المجال وبعدها ظهرت موهبة محمود عبد العزيز فى الغناء من خلال التحاقه بمركز شباب بحرى الذى كان شعلة من النشاط كما ان علاقته بابناء الاستاذ الفنان صلاح ابن البادية ساعده فى ان تكون بداياته فى مجال الغناء متكاملة من حيث توفر الفرقة الموسيقية حيث بدأ بترديد اغانى الفنان الراحل احمد المصطفى وكذلك الفنان حمد الريح وخلال هذه الفترة فى النصف الثانى من الثمانينات استطاع محمود عبد العزيز ان يلفت اليه الانظار , واذكر ان شيخ النقاد الفنيين الاستاذ ميرغنى البكرى كتب ذات مرة بانه حضر حفلا مختصرا ظهر فيه محمود عبد العزيز بصوته الشجى وكان الى جانبه الفنان العاقب محمد حسن حيث سأل البكرى عن هذا المغنى الشاب صاحب الجسم النحيل ,, فاخبره البكرى باسمه فرد العاقب قائلا ( يضع سره فى اضعف خلقه ) ! وكان فى هذه الجملة المختصرة شهادة نجاح ومرور لمحمود عبد العزيز ان يتنبأ له فنان مثل العاقب بمستقبل باهر وكبير فى مجال الغناء .
تجربة محمود عبد العزيز لم تكن عادية اى بمعنى لم تكن مثل بقية اقرانه الذين صنعت منهم الاجهزة الاعلامية نجوما وفتحت لهم ابواب الشهرة ,, بينما انعم الله على محمود عبد العزيز بالشهرة والشعبية الواسعة وسط الشباب من الجنسين قبل ان تعرفه الاجهزة الاعلامية وقبل ان تردد اغانيه عبر الاذاعة او التلفزيون , فالحوت بنى شعبيته من خلال الحفلات العامه على المسارح وكذلك فى الحفلات الخاصة ,ومن بعد ذلك تسابقت نحوه الاجهزة الاعلامية المسموعة والمرئية التى دخلها فنان كامل الدسم لديه انتاجه وعمله الخاص ,, فليس بالامر الجديد اذا ذكرت بان محمود عبد العزيز اكثر الفنانين غزارة فى الانتاج وهى احصائية حقيقية موجودة لدى شركات الانتاج التى وجدت فى اعمال محمود عبد العزيز كنزا لايفنى وحققت من ورائه مكاسبا مالية ضخمة ,, ويكفى ان الحوت صدر له اكثر من 20 البوما منذ 1995 وحتى 2006 تقريبا ,, ضمت اعمالا خاصة واخرى مشتركة اضافة الى اغانى التراث ,, حيث صدر له اول البوم بعنوان ,, خلي بالك ثم توالت بقية الالبومات ,,ياعمر ,, سيب عنادك و جواب للبلد و سبب الريد ويامدهشة و يامفرحه و فى بالي و لهيب الشوق و زمنى الخاين و الحجل بالرجل و ماتشيلي هم و على النجيله ونور العيون و برتاح ليك و قائد الاسطوال و اكتبي لي وعامل كيف وشايل جراح و وعدت سنه والقطار المر وخوف الوجع ومرت الايام وساب البلد واتفضلي والحنين ويازول ياطيب ,, ولكن يبقى البوم ( سكت الرباب ) هو الذى يجسد موهبة الحوت ويؤكد بانه فنان بكل ماتعنى هذه الكلمه حيث تم الترتيب لهذا العمل فى روسيا وتحت اشراف الموسيقار الدكتور الفاتح حسين .
لم تتوقف تجربة محمود عبد العزيز مع الغناء وانما ابدع ايضا فى ضرب اخر من ضروب الفنون وهو مديح الرسول صلى عليه وسلم فكانت له الكثير من الاعمال التى تم الاعداد لها وبثها عبر قناة ساهرون خاصة قصيدة ( خدام النبي ) التى عبر فيها عن حبه للمصطفى صلي عليه وسلم :
احبك رغم ظلم الناس ,, حبك مركز الاحساس
احبك من قليب دامي ,, يخطر ديمه قدامى ,, تقول محمود خدامي
اللهم ارحم عبدك محمود عبد العزيز واغفر له واجعل الجنة مثواه واعف عنه واكرم نزله وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وذرية خيرا من ذريته وادخله الجنة بغير حساب ,, اللهم ان عبدك محمود عبد العزيز فى ذمتك وحبل جوارك فقه من عذاب القبر وعذاب النار وانت اهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه انك انت الغفور الرحيم , وانا لله وانا اليه راجعون .