دعو الرياضة تتطور وتتقدم بصورة طبيعية
المجتمع السوداني مجتمع متداخل ومترابط وممتد... ليس هذا مكان او مقام بحث في هذا الخصوص ولكني أود تبيان حقيقة بأن في كل اسرة مسئول وفي كل اسرة من ينتمي للهلال ومن ينتمي للمريخ...و بهذا الفهم فليس هناك شيء يخفى ولا ينكشف في مجال الفساد عامة والفساد الرياضي خاصة...لأن اكبر فساد رياضي يمكن ان يحدث هو انحياز المسئولين الي جهة دون الاخرى ودعم فريقا وناديا دون الاندية الاخرى... ان مجرد انحياز السلطة لفريق يمكن ان يكون هذا تسخيرا لكل امكانات السلطة لهذا الفريق.. فمثل هذا الفساد يؤدي بالمسئولين في مجال الرياضة الي خشية من المسئولين النافذين (وهم المسئولين السياسيين)... لذلك نجد ان الوالي بما يملك من اموال ممثلة لمال السلطة وما يملك من قرب لها بحكم الانتماء لنفس الاتجاه السياسي تجعله يملك سلطاتهم وهيبتهم وبذلك ان لم ينحاز له كل المسئولين (خاصة المتسلقين منهم لهذا المجال وهم كثر في هذا العهد) فان رؤيتهم في تقدم الرياضة تتقدم عليها اولويتهم في المحافظة على وظائفهم وامتيازاتهم من خلال موالاتهم لمثل هؤلاء السياسيين .. من المعروف ان تصريحات في حجم رئيس نادي الهلال (البرير) الذي تتجمع عنده كل الشئون الهلالية بحكم منصبه... فهو عندما يصرح ويطالب بتعيين مراقب دائم لمباريات الكنفدرالية بالخرطوم فانه لا يرمي هذا الحديث جزافا وعلى عواهنه وان ذلك يعني الكثير. (خاصة وانه شخصيا قد عانى الكيد الشديد لابعاده من الوسط الرياضي لتستأثر به قلة تحقق من خلاله مصالح خاصة بها )..... - واللبيب بالإشارة يفهم - .ومثل هذه الاشارات مفهومة لدى الكاف و الفيفا.. ويفهمها ايضا الصحفيون المتمكنون من مهنتهم....وقد كان هذا التصريح مناسبا ليلفت الانظار نحو ما يحاك في الظلام الذي يعشقه اولئك من يملكون المال والسلطة النافذة لتحقيق مآربهم..ان الناحية التي تهم الهلال ككيان ومجلس ادارته المنتخب هو انهم قاموا بواجبهم كاملا تجاه خلق فريق قوي ومكتمل واستطاعوا ان يكسبوا مدربا متميزا يعرف ماذا يعمل وماذا يبني وماذا يريد... فمن شدة رعب اهل العرضة جنوب فقد انبرى احد كتابهم ممن غلبتهم الحيلة وانكسر القلم بين اصابعه مسطر بمطالبة لاعبيه الشغيل لتعطيل اكانغا واكرام بالاعتداء على
في ظل هذه الحقائق فان أي احباط او سرقة لهذه المجهودات بأساليب غير شرعية لا يمثل خطأ فحسب وإنما يمثل خطيئة وخيانة وطنية كبرى تتطلب الجزاء الرادع... ان هذا الجزاء ان لم تقم به الدولة تكون بذلك أعطت الضوء الا خضر للجماهير ان تقتص وتعاقب بيدها كل المشاركين في مثل هذا الجرم .....
دعوا الرياضة تتطور يا هؤلاء بصورة صحية ورياضية الفائز فيها من يجتهد ويبذل العرق ويكافح من اجل الفوز... ان ما يحطم هذا الوطن في مجال الرياضة هو مثل هذه الممارسات التي تجعل من ميدان الرياضة ميادين حر ب بين أشقاء ... لذا أتمنى من كل المسئولين ان يفهموا ان المسالة ليست حربا بين أعداء كما يحاول ان يصورها ويطورها البعض .. وإنما هي كرة قدم تمثل رياضة جماعية يتمثل فيها الكفاح والاجتهاد والمثابرة والأخلاق والسمو والرفعة.. كلها مبادئ تحتاج لها كل الشعوب للتقدم ..... وليعلم الجميع ان أي ممارسة فاسدة هي مكشوفة لأنني كما سبق وذكرت في صدر هذا المقال إن الأسر مترابطة والأسرار تتناقل فيما بينها والأخبار لا تحتاج الي مصدر لكي نجزم بعدم صحتها...
المخرج الوحيد من مثل هذا الجو المحتقن هو أن نبعد أولا عن الشحن وان نبتعد عن الفساد والإفساد وان نترك فرقنا تتنافس بشراسة وبقوة يكون الفيصل الوحيد فيها هو العرق المسكوب والجهد المبذول والإعداد المكتمل... نريد من هذه المنافسات أن تبرز الممثل الحقيقي للسودان لكي نقف معه الي ان يعيد لنا اسمنا الضائع الذي كنا من خلاله نعتبر بعبعا لكل الفرق والدول الأفريقية... أعيدوا الرياضة لأصولها فهي أسلوب من أساليب تطوير البلاد والعباد..
فهل أعطيتم أيها المسئولين الفرصة لكي نرفع اسم بلادنا عاليا وسط الأمم... قفوا مرة واجدة بحكم الامانة التي كلفكم بها الله اولا تجاه المسئولية نحو هذا الوطن... دعو الرياضة تتطور بصورة طبيعية ولا تجنوا عليها بجراحات قيصرية لتحققوا رغبات شخصية إن كنتم تخشون الله حقا ...
