• ×
الثلاثاء 21 مايو 2024 | 05-20-2024
صحيفة كفر و وتر

بإختـصـــــــــــار

صحيفة كفر و وتر

 0  0  1191
صحيفة كفر و وتر
في ذكرى النقيب..!
مرت علينا أمس الذكرى العاشرة لرحيل نقيب الفن والفنانين الأستاذ الكبير أحمد المصطفى الذي كانت له في قلبي مكانة خاصة .. وكنت أعتبره فناني المفضل منذ أيام صباي المبكر .. وفرضت هذا العشق والحب على إخوتي وأفراد أسرتي وأبنائي فأصبح الأستاذ أحمد المصطفى هو فنان الأسرة الأول دون منازع .. وكانت تضرب بي الأمثال أيام الدراسة من فرط إعجابي الشديد بالفنان أحمد المصطفى إلى درجة أنني عندما فكرت في دخول الحياة الزوجية كانت واحدة من أغلى أمنياتي أن يغني الأستاذ أحمد المصطفى في يوم عرسي .. وأذكر أنني أوكلت هذه المهمة للأخ الصديق محجوب الكوارتي وكان وقتها سكرتيرا للإتحاد المحلي لكرة القدم بالخرطوم وكان صديقا دائما للفنانين .. وعضوا ملتزما بدار اتحاد الفنانين بشارع النيل بأم درمان يتردد عليها كل يوم .. وتربطه بكبار الفنانين آنذاك صداقات يتحدث عنها الناس في مجالسهم ومنتدياتهم .. وجاءني الأخ محجوب قبل يوم من حفل الزواج ليقول لي أنك غير محظوظ لأن الفنان احمد المصطفى في رحلة خاصة لدولة الأمارات وسيعود إلى الخرطوم في نفس يوم ليلة الزفاف ثم يشد الرحال إلى قاهرة المعز في مهمة أسرية .. فاسقط في يدي .. ولم يكن أمامي بد سوى البحث عن البديل الذي يغني في ليلة الزفاف التي كانت أشبه بمباراة بين المريخ والهلال .. فكان ذلك البديل هو ثنائي العاصمة الذي أجاد وأبدع وتألق .. وذهبت إلى القاهرة في شهر العسل ونزلت بفندق كوزموبوليتان بتوصية خاصة من سعادة اللواء صديق حمد سكرتير عام اللجنة الأولمبية السودانية الأسبق .. وأقمت مع زوجتي بالغرفة رقم 310 واكتشفت أن الذي يسكن إلى جواري بالغرفة 309 هو الأستاذ النقيب أحمد المصطفى وأسرته الكريمة فكانت المفاجأة المذهلة .. وكان اللقاء .. ثم العناق .. ثم التواصل بين الأسرتين .. ثم الوعد الذي قطعه النقيب على نفسه بأن يقيم لنا حفلاً خاصاً على شرف زواجنا يقدم فيه أعذب وأروع وأحلى أغنياته.. ولكن تدخل القدر .. ووقع الحادث الأليم الذي هزّ المشاعر والقلوب وأفقد النقيب الذاكرة لبعض الوقت قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى .. وكنت قبل ذلك قد التقيت بالأستاذ الفنان أحمد المصطفى عن طريق الصدفة لأول مرة عند زيارتي لليونان .. وأثناء طوافي مع الصديق مأمون حاج التوم بميدان أمونيا اسكوير الشهير بالعاصمة أثينا .. وأذكر أنه أخذني والأخ مأمون من يدينا وطاف بنا حول الميدان وهو يترنم برائعته الجميلة بنت النيل التي طالما استمعنا إليها من الراديو ونحن صغار ننتشي معها ونطرب .. ويبلغ بنا الإعجاب بالنقيب الفنان المدى حين يصل إلى المقطع الذي يقول يتعبني تعب شديد لو حلحلا .. وهنا أتذكر ما قاله لي الأديب الدبلوماسي الراحل محمد عثمان يس عندما كنت أجلس إلى جواره خلال حفل عشاء أقامه على شرفنا الصديق حسن ابو العائلة بداره العامرة بلندن حيث قال لي إن أحمد المصطفى قد حذف من أغنية بنت النيل مقطعاً مهما ً يقولويمر النسيم ويهلهلا ..!!
رحم الله نقيب الفن والفنانين الأستاذ الكبيرأحمد المصطفى وعطر الله قبره في يوم ذكرى رحيله .. وأحسن إليه بقدر ما اسعد الملايين وأدخل في نفوسنا السرور .. وترك فينا تراثا خالدا من الفن السوداني الأصيل لاتزيده الأيام إلا حلاوة .. ولايزيده الزمان إلا توهجا وبريقا.. والشيء من معدنه لا يستغرب..!
اخبار اليوم
امسح للحصول على الرابط
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019