* كدت اتخيل أنني أشاهد فيلما أمريكيا وانا أقف مشدوها امام مئات الشنط وهي تسبح في بركة كبيرة من مياه الأمطار في حوش العفش غير المغطى داخل ميناء سواكن والعشرات من (العتالة) والمسافرين يدوسون عليه بارجلهم يبحثون عن أمتعتهم فيما تبعثرت محتويات (الكراتين) التي ذابت في الماء مثل البسكويت في الشاي..هدايا وممتلكات مسافرين على مد البصر تبعثرت و(طفحت) في المياه وعشرات من المسافرين وقفوا مذهولين وبعضهم يضرب كفا بكف يسب ويلعن في الحكومة وآخرين رفعوا أكفهم لله بالدعاء عليها.
* كان هذا المشهد قبل أيام قليلة من عيد الضحى المبارك ..(مطرة) واحدة قلبت أحلام مئات المغتربين القادمين لقضاء إجازة العيد إلى كابوس .. وقفت مشدوها اتخيل ماسيكون حدث للشنط الـ(6) خاصتي وبدات أفكر في الأعذار التي سأقدمها لأصحاب الأمانات التي أرسلوها معي لولا أن عامل (العتالة) قطع علي حبل أفكاري بعبارة أثلجت صدري وهو يقول لي (يامعلم عفشك ده اتخلف في جده .. ربنا نجاك).. فرحت لنفسي لكن حزنت للم للمئات سواء في الميناء أو المنتظرين في مناطق مختلفة في السودان ليفرّحوا أبناءهم في العيد بالهدايا والوصايا وهم الممنوعون من دخول السوق والشراء وحتى الفرجة في سوداننا الحديث.
* تجولت وسط الأنقاض وأنا أقرأ عشرات الأسماء في (الشنط) والكراتين الممزقة وأجهزة كهربائية تلفزيونات وشاشات بلازما مهشمة تسبح في الماء.. عدت إلى (الخرابة) التي تسمى مجازا (فندق) طردت الحشرات التي احتلت سريري في غيابي أخذت انهر في جيوش الذباب المنتشرة في (الخرابة) أقصد الفندق ، وبدات أفكر في الحسرة والصدمة التي تعيشها عشرات الأسر التي تنتظر لوازم العيد ومر أمامي شريط لقناة البحر الأحمر وهي تنقل على مدار الساعة أغاني وحفلات في حضور الوالي طاهر إيلا الذي باتوا يتغزلون فيه ويضعون صوره في الطرقات في بورتسودان .. الواجهة التي قالوا انها باتت (جنة) فيما هي تخفي وراءها شيئا (مقرفا) إسمه ميناء سواكن ياتي إليه المغتربون مجبورون ويكتشفوا انهم أمام جهنم مصغّر في السودان ، فوجودك في سواكن يعني أنك سافرت إلى القرن الثامن عشر ويتوجب عليك أن تبحث عن الشجرة التي يجلس عليها عثمان دقنة لتشكوه سوء الحال والأحوال.
* لم أرفع أكفي لله وأدعو على الحكومة وجهاز (المختلسين) والمخادعين وبائعي الكلام والأوهام والأحلام ، ولكن تعاطفت لكل مغترب يدفع الضرائب والزكاة وكل متطلبه منه الدولة ويلاقي في المقابل العذاب والويل .. وقلت في سري ، أعانك الله يامغترب.
* هذه لمحة واحدة فقط من ألوان عديدة من العذاب في سواكن يلاقيها كل مغترب خلال الـ72 ساعة التي يقضيها في طريق عودته للسودان.
* كان هذا المشهد قبل أيام قليلة من عيد الضحى المبارك ..(مطرة) واحدة قلبت أحلام مئات المغتربين القادمين لقضاء إجازة العيد إلى كابوس .. وقفت مشدوها اتخيل ماسيكون حدث للشنط الـ(6) خاصتي وبدات أفكر في الأعذار التي سأقدمها لأصحاب الأمانات التي أرسلوها معي لولا أن عامل (العتالة) قطع علي حبل أفكاري بعبارة أثلجت صدري وهو يقول لي (يامعلم عفشك ده اتخلف في جده .. ربنا نجاك).. فرحت لنفسي لكن حزنت للم للمئات سواء في الميناء أو المنتظرين في مناطق مختلفة في السودان ليفرّحوا أبناءهم في العيد بالهدايا والوصايا وهم الممنوعون من دخول السوق والشراء وحتى الفرجة في سوداننا الحديث.
* تجولت وسط الأنقاض وأنا أقرأ عشرات الأسماء في (الشنط) والكراتين الممزقة وأجهزة كهربائية تلفزيونات وشاشات بلازما مهشمة تسبح في الماء.. عدت إلى (الخرابة) التي تسمى مجازا (فندق) طردت الحشرات التي احتلت سريري في غيابي أخذت انهر في جيوش الذباب المنتشرة في (الخرابة) أقصد الفندق ، وبدات أفكر في الحسرة والصدمة التي تعيشها عشرات الأسر التي تنتظر لوازم العيد ومر أمامي شريط لقناة البحر الأحمر وهي تنقل على مدار الساعة أغاني وحفلات في حضور الوالي طاهر إيلا الذي باتوا يتغزلون فيه ويضعون صوره في الطرقات في بورتسودان .. الواجهة التي قالوا انها باتت (جنة) فيما هي تخفي وراءها شيئا (مقرفا) إسمه ميناء سواكن ياتي إليه المغتربون مجبورون ويكتشفوا انهم أمام جهنم مصغّر في السودان ، فوجودك في سواكن يعني أنك سافرت إلى القرن الثامن عشر ويتوجب عليك أن تبحث عن الشجرة التي يجلس عليها عثمان دقنة لتشكوه سوء الحال والأحوال.
* لم أرفع أكفي لله وأدعو على الحكومة وجهاز (المختلسين) والمخادعين وبائعي الكلام والأوهام والأحلام ، ولكن تعاطفت لكل مغترب يدفع الضرائب والزكاة وكل متطلبه منه الدولة ويلاقي في المقابل العذاب والويل .. وقلت في سري ، أعانك الله يامغترب.
* هذه لمحة واحدة فقط من ألوان عديدة من العذاب في سواكن يلاقيها كل مغترب خلال الـ72 ساعة التي يقضيها في طريق عودته للسودان.