قراءات من الأزمة المريخية .. إتحاد كرة القدم ينحاز للمجلس المنتخب والإحتقان بلغ ذروته

بقلم/ أبوعاقله أماسا  الإتحاد السوداني لكرة القدم هو أعلى سلطة كروية في البلاد وينبغي أن تكون كل الحلول تحت مظلته



* ليس في الأمر جديد، الإتحاد السوداني لكرة القدم يجيز تقرير لجنة التحقيق ويعتمد المجلس المنتخب، ولكن الأزمة لم تنته بعد، فهناك إجتماع، بل وإجتماعات بين يتبادل فيها المقاعد أطراف الأزمة، أولهم رأس الحربة الأساسي فيها والي الخرطوم، والطرف الثاني هم أمانة الرياضة بالمؤتمر الوطني، وهما يتحركان بتوجيهات عليا صدرت من القصر بضرورة حل الأزمة بما يجنب البلاد الإحتكاكات والعقوبات الدولية، والمشهد عامة يحمل الكثير من التناقضات بعد أن ذهبت أمانة الرياضة المشكلة حديثا بأقدامها لمكاتب والي الخرطوم، وكأنها تريد أن تمحو آثار سابقيها من أعضاء الأمانة وآثار معركة قديمة مع والي الخرطوم.
* كل الحلول المطروحة لم تعتمد الصوت القانوني في تلاوة المسودات والمقترحات، وتقارير هذه الإجتماعات تكفي لتجميد الكرة السودانية، مع إنقسامات حادة بين المريخاب.. بين مؤيد لهذا ومعارض لذاك وتعنت في المواقف وتشبث بما يقال أنه حقوق وأجواء مشحونة للحد البعيد، مع إرهاصات بإندلاع إحتكاكات عنيفة بين الفينة والأخرى.
* الجهات الحكومية شعرت بخطورة الموقف وهي تنشد المخرج من الأزمة التي تمثل حالة الإحتقان الجماهيري ذروتها، بينما عقلاء المريخ يعتقدون أن أسباب الأزمة ستظل قائمة، وأن النادي سيظل مهددا بالعقوبات طالما أن شبح الديون مخيم على أجواءه بذات الغموض.
* لجنة التسيير التي كان وراء تعيينها والي الخرطوم مازالت تتقوى بمساندته في الإصرار على إستلام المكتب التنفيذي والنادي بالقوة الجبرية، وبالفعل تجمعت اللجنة وأنصارها بالملعب الرديف للمريخ عشية الخميس، تمهيدا لاقتحام النادي، بينما تمترس الطرف الآخر المؤيد للمجلس المنتخب داخل الإستاد والنادي في مرحلة تصعيد خطيرة لم توردها وسائل الإعلام، وتسري في المجالس الرياضية حديث عن رفض والي الخرطوم لرئاسة آدم سوداكال حتى بالإنتخابات وهو التفسير المنطقي لحالة الرفض التي فوجيء بها المجلس المنتخب حتى قبل اكتمال تسليمه..!
* الإتحاد السوداني لكرة القدم، وبطبيعة الحال هو أعلى سلطة كروية في البلاد، ورغم أنه الجهة الشرعية الوحيدة المخول لها التعامل مع حالة نادي المريخ وفقا للمعايير المرسومة من قبل الفيفا، ظل يحتفظ بموقعه على مسافة من حلبة الصراع ليتيح الفرصة للحل في إطار البيت المريخي، ولكن في كل الحالات فإن الكلمة النهائية ستكون له، حتى لو نجح والي الخرطوم وأمانة الرياضة بالحزب الحاكم في مهمة الوصول إلى نقاط توافقية تخرج الأزمة بمخرج آمن فهي أطراف مرفوضة ومجرد ظهورها في واجهة الأحداث سيعقد الأزمة لأنهم ممثلي الطرف الثالث المعني في نصوص الفيفا.
* الجانب المالي إبتداء بالديون التي مازالت تشكل مصدر المفاجآت المستمر في المشهد المريخي وأبعاد فوضى إدارة المال، وتسرب بعض المستندات التي تؤكد ذلك، وظهور بعض المخالفات الإدارية القديمة بشكل إرتجاعي، هيج بعض الجيوب من مساندي الإدارات السابقة فدفعهم ليشكلوا جبهة ضد المجلس المنتخب خوفا من كشف المزيد منها.. وليس خوفا على نادي المريخ كما يدعي البعض.. وينتظر بعض المريخاب من حكومة ولاية الخرطوم والحزب الحاكم أن يصدروا قرارا يؤكد جديتهم بتبني الديون الغامضة في نادي المريخ وسبر أغوارها أسوة بما فعله تركي آل الشيخ رئيس هيئة رعاية الشباب السعودية عندما أزال ديون كل الأندية السعودية وقطع الطريق أمام شكاوى الدائنين في الإتحاد الدولي.