مرض اجتاح (65) حياً بمدينة ودمدني
العين الحمراء.. التهاب الملتحمة يصيب ألف شخص بالجزيرة
تحقيق حامد محمد حامد / نقلا عن الراي العام/ اكتسح أكثر من (65) حياً ومنطقة بولاية الجزيرة وامتد حتى مناطقها الجنوبية.. ضحاياه حتى الآن (991) مواطناً.. ينتشر بسرعة غريبة وسط المواطنين.. فما طبيعة هذا الالتهاب الذي يصيب العيون ويطلق عليه علمياً (العين الحمراء)؟ من أين جاء ؟ وكيف ينتقل؟ وما هي أعراضه؟ وما العواقب والآثار الصحية على العيون المصابة في حالة تجاهل علاجه؟ وهل مستشفيات ومراكز وأقسام العيون بولاية الجزيرة جاهزة وقادرة على احتواء المرض؟ (الرأي العام) تجيب على كل هذه التساؤلات عبر التحقيق الميداني التالي
----
خارطة المرض
إلتهاب فيروسي معدٍ وسريع الانتشار أصاب العيون في العديد من مناطق الجزيرة إلاَّ أن حجم الانتشار كان أكثره مركزاً باحياء مدينة ود مدني: مايو 40 ونص ومارنجان وعووضة والسوريبة وحلة حسن وحي البان وأركويت وشندي فوق وحنتوب والانقاذ. وفي الاحياء الطرفية لمدينة شندي فوق والتكاليلات وأبو حراز وحلة محجوب وقرى عشوائية.
وبلغ عدد الاحياء التي انتشر فيها الوباء أكثر من خمسة وستين حياً ومنطقة.
وبالنسبة للمناطق داخل الجزيرة المروية اكتسح الوباء مناطق الخوالدة وعبد الحفيظ والعيكورة وود النعيم والتكلة والمجذوب ومحمد نور وقنب وبشرق النيل الشبارقة والفاو والنويلة، فيما امتد الوباء لجنوب الجزيرة الحاج عبد الله وأم جلدو، وايضاً انتشر بمناطق بالحصاحيصا وشمال الجزيرة. وأكدت المعلومات من خلال الاستطلاع المصور للمرضى ان نشرة طبية بعثت بها وزارة الصحة الاتحادية الى وزارة الصحة الولائية بالجزيرة تلوح بظهور الوباء.
وتشير النشرة إلى ان الفيروس قدم للجزيرة من منطقة ام روابة بغرب السودان .
الأعراض والانتشار
وتجولت الصحيفة في البداية داخل مستشفى الصائم لجراحة وامراض العيون وهو مستشفى متخصص، التقينا فيه بالدكتورة اعتدال عباس محمد يوسف مديرة المستشفى وتحدثت عن اعراض المرض الوبائي وتطوره وخطورته في حالة اهماله.
وقالت إن هذا الالتهاب الفيروسي ينتقل عن طريق الذباب والملامسة وحاجات المريض، أما أعراضه فهي عبارة عن احمرار في العين او العينين ودموع وشعور باجسام غريبة داخل العين، وأحياناً يصاحب هذا التهاب بكتيري وقد يستمر لعشرة أيام او أسبوعين لينتهي الفيروس بعد ذلك تدريجياً اذا لم تحدث خلال هذه الفترة مضاعفات.
ويجب خلال تلقي العلاج اجراء غسيل للوجه والعيون عدة مرات في اليوم..
وفي حالة حدوث الالتهاب البكتيري يتم العلاج بالمضادات الحيوية المكثفة وهذا ما تم إجراؤه.
وقالت كان مستشفى الصائم في حالة تأهب واستعداد طيلة فترة ظهور الوباء من أول سبتمبر.
فقد تم تخصيص عيادة متخصصة لمقابلة الحالات وفصل المرضى. كما تم تخصيص كادر طبي طيلة ساعات اليوم، كما تم توفير الأدوية من المضادات الحيوية.
وبلغ عدد الاصابات الفيروسية (439) حالة وكانت بداية البلاغات وبدء العلاجات اعتباراً من اول سبتمبر بظهور ست حالات وارتفعت بعد ذلك الى ثمانية عشرة إلى ثلاث وعشرين.
وفي عطلة عيد الفطر ارتفعت الاصابات الى (105) وفي اليوم الثامن من نفس الشهر سجلت (137)، ثم تراوحت الاصابات يومياً حتى بلغت (439) منهم (65) طفلاً.
وحذرت الدكتورة اعتدال ان تطور المرض الفيروسي سيصيب مباشرة القرنية وفي هذه الحالة يؤدي الى عمى جزئي او عمى الألوان وربما العمى النصفي، ثم انفصال الشبكية وهي درجة خطورة عالية قد يصعب التحكم عليها طبياً.
وقالت المديرة انه خلال تلك الفترة العصيبة كان تسعة من الاختصاصيين في دوام عمل مستمر بجانب سبعة من نواب الاختصاصيين واثنى عشر طبيباً عمومياً، بجانب السسترات لمقابلة النساء المريضات، كما كان المدير الطبي صائب علي يس في الموقع بصورة دائمة .
داخل مستشفى مكة:
توجهت الى مستشفى مكة بمدني وهو من مؤسسة البصر الخيرية العالمية لها نحو تسع عشرة سنة تقدم خدماتها في السودان وفي مدني منذ عام 2001م وفي مدني الفرع.. التقيت بالثالوت الطبي د. حسام الدين عوض عبدالله مدير المستشفى والدكتور محمد عثمان الحوري المدير الطبي والدكتور معتز يوسف حسن الباحث الاجتماعي والمسؤول عن البحوث والاحصاء..
قال المدير انهم ظلوا يعملون فريقاً واحداً لمحاصرة الوباء وتم تشكيل ورشة عمل وعزل العيادة للمرضى، واتخذت اجراءات باستعمال مطهرات عالية الجودة ولبس كوت وجونتات للاطباء والكادر الطبي المساعد.
عرَّف المدير الطبي محمد عثمان الحوري ان المرض يسمى (التهاب الملتحمة) للعين، وهو الغشاء الذي يبطن السطح الداخلي للجفون ويغطي الجزء الأبيض من العين ويكون هذا الالتهاب أما بكتيرياً (تسببه بكتيريا) او فيروسياً تسببه (فيروسات). أو نتيجة حساسية العين لمواد معينة، وهو معدٍ حيث يمكن ان ينتقل بسهولة من شخص لآخر.. ويتميز التهاب الملتحمة بحدوث إحمرار شديد بالعين لذلك يسمى بـ (العين الحمراء) (Red Eye). وقال المدير الطبي انه مرض فيروسي احياناً يكون مصاحباً بأمراض بكتيرية.
وهنا يحدث تورم بالجفون وإفراز مخاطي أو صديدي وقد يؤدي الى نزف دموي نقطي.
وعن أشهر الفيروسات المسببة للمرض قال:
هي تلك الفيروسات المعدية (Entero virus) ،وأشهر الجراثيم بكتيريا هي (Haemophillus). وزاد المدير الطبي إن المرض قد يستمر لأكثر من اسبوعين.. وتنتقل العدوى عن طريق المصافحة للمريض او استخدام أدواته، ومن الاخطار الذباب في سرعة انتقال العدوى عن طريقه.. وأضاف: الوباء ظهر اولاً في عام 2001 كوباء عالمي في بعض مناطق بالصين والبرازيل وسبق ان اعلن عنه طبياً انه قد يحدث انتقال العدوى من الزحام ومصادر المياه.
في آخر حلقات اللقاء قال المدير التنفيذي لمستشفى مكة ياسر حمد حميدة ان ادارة المستشفى وعلى رأسها الدكتور حسام والمدير الطبي والكادر التقني ظل على أهبة الاستعداد وتم حصر المرضى حسب احصائية اعدها الباحث الاجتماعي د. معتز.
فقد بلغ عدد الاصابات (552). حددها الباحث ان عدد المصابين من الرجال (284) ومن النساء (268). وان نسبة المرضى من جملة تعداد المترددين على المستشفى يبلغون (18%)، فيما بلغ العدد الكلي لجميع الامراض (3091) مريضاً.
وفي نهاية الجولة أكد المدير العام للمستشفى د. حسام انهم ماضون في المكافحة وحصر المرضى في عيادة متخصصة مع توافر العلاج وهم على اتصال بوزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة الولائية بالجزيرة، إضافة لمتابعة حالات أخرى قد تستقبلها مراكز صحية لا يتوافر لديها اختصاصيون في طب أمراض العيون وفي هذه الحالة ترسل الحالات الى مستشفى مكة للعلاج والمتابعة.
----
خارطة المرض
إلتهاب فيروسي معدٍ وسريع الانتشار أصاب العيون في العديد من مناطق الجزيرة إلاَّ أن حجم الانتشار كان أكثره مركزاً باحياء مدينة ود مدني: مايو 40 ونص ومارنجان وعووضة والسوريبة وحلة حسن وحي البان وأركويت وشندي فوق وحنتوب والانقاذ. وفي الاحياء الطرفية لمدينة شندي فوق والتكاليلات وأبو حراز وحلة محجوب وقرى عشوائية.
وبلغ عدد الاحياء التي انتشر فيها الوباء أكثر من خمسة وستين حياً ومنطقة.
وبالنسبة للمناطق داخل الجزيرة المروية اكتسح الوباء مناطق الخوالدة وعبد الحفيظ والعيكورة وود النعيم والتكلة والمجذوب ومحمد نور وقنب وبشرق النيل الشبارقة والفاو والنويلة، فيما امتد الوباء لجنوب الجزيرة الحاج عبد الله وأم جلدو، وايضاً انتشر بمناطق بالحصاحيصا وشمال الجزيرة. وأكدت المعلومات من خلال الاستطلاع المصور للمرضى ان نشرة طبية بعثت بها وزارة الصحة الاتحادية الى وزارة الصحة الولائية بالجزيرة تلوح بظهور الوباء.
وتشير النشرة إلى ان الفيروس قدم للجزيرة من منطقة ام روابة بغرب السودان .
الأعراض والانتشار
وتجولت الصحيفة في البداية داخل مستشفى الصائم لجراحة وامراض العيون وهو مستشفى متخصص، التقينا فيه بالدكتورة اعتدال عباس محمد يوسف مديرة المستشفى وتحدثت عن اعراض المرض الوبائي وتطوره وخطورته في حالة اهماله.
وقالت إن هذا الالتهاب الفيروسي ينتقل عن طريق الذباب والملامسة وحاجات المريض، أما أعراضه فهي عبارة عن احمرار في العين او العينين ودموع وشعور باجسام غريبة داخل العين، وأحياناً يصاحب هذا التهاب بكتيري وقد يستمر لعشرة أيام او أسبوعين لينتهي الفيروس بعد ذلك تدريجياً اذا لم تحدث خلال هذه الفترة مضاعفات.
ويجب خلال تلقي العلاج اجراء غسيل للوجه والعيون عدة مرات في اليوم..
وفي حالة حدوث الالتهاب البكتيري يتم العلاج بالمضادات الحيوية المكثفة وهذا ما تم إجراؤه.
وقالت كان مستشفى الصائم في حالة تأهب واستعداد طيلة فترة ظهور الوباء من أول سبتمبر.
فقد تم تخصيص عيادة متخصصة لمقابلة الحالات وفصل المرضى. كما تم تخصيص كادر طبي طيلة ساعات اليوم، كما تم توفير الأدوية من المضادات الحيوية.
وبلغ عدد الاصابات الفيروسية (439) حالة وكانت بداية البلاغات وبدء العلاجات اعتباراً من اول سبتمبر بظهور ست حالات وارتفعت بعد ذلك الى ثمانية عشرة إلى ثلاث وعشرين.
وفي عطلة عيد الفطر ارتفعت الاصابات الى (105) وفي اليوم الثامن من نفس الشهر سجلت (137)، ثم تراوحت الاصابات يومياً حتى بلغت (439) منهم (65) طفلاً.
وحذرت الدكتورة اعتدال ان تطور المرض الفيروسي سيصيب مباشرة القرنية وفي هذه الحالة يؤدي الى عمى جزئي او عمى الألوان وربما العمى النصفي، ثم انفصال الشبكية وهي درجة خطورة عالية قد يصعب التحكم عليها طبياً.
وقالت المديرة انه خلال تلك الفترة العصيبة كان تسعة من الاختصاصيين في دوام عمل مستمر بجانب سبعة من نواب الاختصاصيين واثنى عشر طبيباً عمومياً، بجانب السسترات لمقابلة النساء المريضات، كما كان المدير الطبي صائب علي يس في الموقع بصورة دائمة .
داخل مستشفى مكة:
توجهت الى مستشفى مكة بمدني وهو من مؤسسة البصر الخيرية العالمية لها نحو تسع عشرة سنة تقدم خدماتها في السودان وفي مدني منذ عام 2001م وفي مدني الفرع.. التقيت بالثالوت الطبي د. حسام الدين عوض عبدالله مدير المستشفى والدكتور محمد عثمان الحوري المدير الطبي والدكتور معتز يوسف حسن الباحث الاجتماعي والمسؤول عن البحوث والاحصاء..
قال المدير انهم ظلوا يعملون فريقاً واحداً لمحاصرة الوباء وتم تشكيل ورشة عمل وعزل العيادة للمرضى، واتخذت اجراءات باستعمال مطهرات عالية الجودة ولبس كوت وجونتات للاطباء والكادر الطبي المساعد.
عرَّف المدير الطبي محمد عثمان الحوري ان المرض يسمى (التهاب الملتحمة) للعين، وهو الغشاء الذي يبطن السطح الداخلي للجفون ويغطي الجزء الأبيض من العين ويكون هذا الالتهاب أما بكتيرياً (تسببه بكتيريا) او فيروسياً تسببه (فيروسات). أو نتيجة حساسية العين لمواد معينة، وهو معدٍ حيث يمكن ان ينتقل بسهولة من شخص لآخر.. ويتميز التهاب الملتحمة بحدوث إحمرار شديد بالعين لذلك يسمى بـ (العين الحمراء) (Red Eye). وقال المدير الطبي انه مرض فيروسي احياناً يكون مصاحباً بأمراض بكتيرية.
وهنا يحدث تورم بالجفون وإفراز مخاطي أو صديدي وقد يؤدي الى نزف دموي نقطي.
وعن أشهر الفيروسات المسببة للمرض قال:
هي تلك الفيروسات المعدية (Entero virus) ،وأشهر الجراثيم بكتيريا هي (Haemophillus). وزاد المدير الطبي إن المرض قد يستمر لأكثر من اسبوعين.. وتنتقل العدوى عن طريق المصافحة للمريض او استخدام أدواته، ومن الاخطار الذباب في سرعة انتقال العدوى عن طريقه.. وأضاف: الوباء ظهر اولاً في عام 2001 كوباء عالمي في بعض مناطق بالصين والبرازيل وسبق ان اعلن عنه طبياً انه قد يحدث انتقال العدوى من الزحام ومصادر المياه.
في آخر حلقات اللقاء قال المدير التنفيذي لمستشفى مكة ياسر حمد حميدة ان ادارة المستشفى وعلى رأسها الدكتور حسام والمدير الطبي والكادر التقني ظل على أهبة الاستعداد وتم حصر المرضى حسب احصائية اعدها الباحث الاجتماعي د. معتز.
فقد بلغ عدد الاصابات (552). حددها الباحث ان عدد المصابين من الرجال (284) ومن النساء (268). وان نسبة المرضى من جملة تعداد المترددين على المستشفى يبلغون (18%)، فيما بلغ العدد الكلي لجميع الامراض (3091) مريضاً.
وفي نهاية الجولة أكد المدير العام للمستشفى د. حسام انهم ماضون في المكافحة وحصر المرضى في عيادة متخصصة مع توافر العلاج وهم على اتصال بوزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة الولائية بالجزيرة، إضافة لمتابعة حالات أخرى قد تستقبلها مراكز صحية لا يتوافر لديها اختصاصيون في طب أمراض العيون وفي هذه الحالة ترسل الحالات الى مستشفى مكة للعلاج والمتابعة.
