فساد الفيفا .. وتماسيح الأنقاذ

د الشريف انشغل العالم بأسره خلال الأيام الفائتة بأخبار الرشاوى والفساد الذى ضرب امبراطورية كرة القدم الفيفا .. خصصت كل قنوات البث التلفزيونى العالمى تقريبا جزء من برمجتها وكذلك افردت الصحف ومواقع التواصل بكل مسمياتها مساحات لتغطى اخبار الرشاوى التى تلقاها اعضاء فى الأتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا .. عدد الأعضاء الذين طالتهم الأتهامات وتم ايقافهم بلغ 14 عضوا .. المبالغ التى تم حصرها ورصدها تقترب من الخمسين مليون دولار فى فترة امتدت من العام 2004 وحتى 2013 م .. المبالغ التى تم حصرها لم تكن كلها اموال سائلة وانما هبات وامتيازات منحت لبعضهم لتسهيل مشاركات وتنظيم منافسات تخص كرة القدم .. الفساد هو الفساد ايا كان نوعه وحجمه ولكن ما تم رصده وحصره وهاج العالم كله بسببه اظنه لا يساوى شيئا امام ما تم رصده وحصره من فساد فى عهد الأنقاذ .. حجم الرشاوى التى تلقاه 14 عضوا فى الفيفا تقل عن ما حولته وبددته مجموعة شركة الأقطان لوحدها من اموال عامة وحولتها لمصالحها الشخصية .. اثنان فقط من مسئولى شركة الأقطان اتهما فى تبديد ما قيمته 120 مليون يورو وتحويلها لمصلحتهم الشخصية .. حسب تقرير المراجع العام قبل سنتين فان حجم الأعتداء على المال العام تجاوز سقف الأربع مليارات دولار امريكى .. مجموعة النائب الأول السابق بددت ما يقارب ال2 مليار فى عمليات بيع الخطوط الجوية السودانية و شركة الأقطان والتقاوى الفاسدة .. مجموعة المشير اتهمت بتبديد ما يقارب ال2 مليار دولار ايضا فى مشاريع تخص السدود والكهرباء والمطار الجديد وخدمات البترول .. وزارة الزراعة ووزيرها السابق اتهموا فى تبديد اموال عامة وتحويل قروض تخص شركة سكر النيل الأبيض وإدخال بذور قمح فاسدة تم توزيعها على المزارعين وبيع ماكينات مصانع الغزل والنسيج .. حتى وزارة الدفاع بالنظر لم تنجو من تهم الفساد حيث اتهم امينها العام بالفساد وترويج سلع فاسدة ومنتهية الصلاحية .. الأوقاف تم بيعها وحول ريعها لمصالح افراد ..الأراضى التى تم بيعها وتحويل ريعها للمصلحة الشخصية فى ولاية الخرطوم المتهم فيها ابن الوالى وزوج ابنته وود ابراهيم فاقت قيمتها الخمسين مليون دولار .. والى شمال دارفور وفضيحة سوق المواسير وتمساح النيل الأبيض الذى قضى على الأخضر واليابس .. منذ عهد على الحاج وخلوها مستورة وحتى عهد المرحوم غسان ومجموعة المتحللين ظهرت على السطح قضايا فساد تجاوز حجمها عشرات المليارات من الدولارات وقطار الأنقاذ يمضى دون مساءلة رافعا شعار هى لله هى لله .. خمس سنوات قادمة ولن يتغير المشهد .. رئيس يرقص وحلاقيم تهتف هى لله هى لله واخرى سيير سيير .. بطون جائعة .. وصفوف ممتدة امام السفارات تنتظر الفرج ..

حاشية أخيرة : كل ما ناله 14 عضوا فىالفيفا من رشاوى خلال تسع سنوات لهفه تمساح واحد من الأنقاذ وفى سنة واحدة .. الدكتور معتصم جعفر موجود فى زيورخ وهو احد كوادر المؤتمر الوطنى وخبير فى التحلل وقادر على تقديم الأستشارة للمرتشين ... كيف يتحللون !!!!