الهلال و(كدارة مولا)

لؤي الصادق مولا رجل بسيط ، بساطة اغلب السودانيين ، ظريف خفيف الدم ، البسمة لا تفارق ملامحه.
كان ككثيرين من السودانيين يمارس كرة القدم من باب الهواية وتجريه الدم ، فلذا لا يهتم كثيراً في تجهيز ما يتعلق بممارستها من ملابس وأحذية
فتارة يتمرن حافي القدمين ، ومرة يستلف حذاء (كدارة) فلان المتغيب هذه الايام عن التمارين .
اخيراً قرر (مولا) ان يكون نفسه بان امتلك (كدارة) اهداها له احد اقاربه الذي يلعب باحد اندية الدرجة الاولى
(الكدارة) ميتة دماغياً لم يتبقى منها إلا الاسم فقط لكن (الجديد في ......سمح).
جاء (مولا) الى التمرين ذلك من عصراً بدري ، وأظنه ضحى (بغداء) ذلك اليوم
ملحوظة
الغداء هو اسم لوجبة كان يتناولها السودانيين قبل او بعد صلاة العصر مباشرة) وهي وجبة تقع بين وجبتي الفطور والعشاء .
ففي ذلك اليوم المعنويات والتجهيزات في العالي ، ولا يجوز بعد كل هذا ان يجلس (مولا) في الاحتياط وانتظار التغيير .
ولكن لا احد من اللاعبين او الاحتياط يقول لمولا (الكدارة) مبروكه،
و(مولا) بطرافته لا يستطيع ان يسكت على هذا التجاهل المتعمد والمقصود حسب رؤيته
فقام مولا بسؤال (شارع) وهو لقب لاحد اللاعبين يقف بجواره ، فقال يا (شارع) رأيك شنو في( الكدارة) دي؟
وشارع هذا يمتلك قدرة كبيره في المراوغة والاحتفاظ بالكرة وفوق ذلك يمتلك قدر اكبر من السخرية وصناعة النكتة وإحراج الاخرين ، ويفتقد الى لغة الصمت
وبسرعته المعروفه عنه في الردود قال يا (مولا كدارتك ) سمحة
لكن : غير ليها (الوشيه بتاعتها ) وشوف ليك ليها (ارضية ) جديدة .
ضحك مولا وضحكنا جميعاً وواصلنا لعبنا
وانأ اقراء خبر نية الهلال اضافت ثلاثة محترفين جدد لكشفه (طرف يسار وصانع العاب وراس حربة.
ضحكت حتى وقعت مني سيجارتي فحينها تذكرت (كدارة مولا) وحديث (شارع)
وقلت الهلال بحاجة الى لاعبين في كل الخطوط من بانتيو حتى ميناء بشائر
ويحتاج الى مدرب يعرف كيف يوظف لاعبيه والى جمهور يصبر على لاعبيه والى صحافة تنظر للهلال من حيث الكيان لا من حيث الانتماء الى الاقطاب
شتره
المحترف يجيبوه من بيته عاطل
ويقعد في الكشف عاطل لكن هذه المرة عطاله بالدولار