لمسة وفــاء للاحيــاء ... إن شاء الله يوم شكركم ما يجي

تقرير / هشام العبيد شنــداوي / (إن شاء الله يوم شكرك ما يجي) عباره متداولة بين الناس نقولها للذينّ لا نتمنى ان يأتى يوم لنعدد فيه محاسنهم وصفاتهم الجميلة التى كانوا يتمتعون بها وبقدر ما يصنفها البعض بانها عباره متشائمة بقدر ماهى مفهومة بطريقة مغايرة لدى البعض الآخر. جرت العادة عند السودانيين فى المجالات الفنية من غناء وشعر وادب ودراما... الخ.. ان نقيم لمسة وفاء للمبدعين لمن وافتهم المنيّة وتركوا لنا كماً وافراً من الأغنيات والقصائد والادب والفنون والمسرح وتأتى هذه الاحتفالية بعد مرور ذكرى رحيله الاولى والثانية وتكون دورية فى بعض الاحيان، وهذا فى الغالب او غير ذلك ونعدد محاسن الفقيد ونعيد ذكرياته وتاريخه الفنى الطويل والمليء بالابداعات والاشراقات. فيبدو ان هذا الفهم بدأ يتغير شيئاً فشيئاً واخيراً لفتت انتباهى عدة تكريمات كان اولها للموسيقار الكبير الفنان (محمد الامين) والدكتور (حمد الريح) و الاستاذ (زيدان ابراهيم) وكذلك الدكتور (محمد وردي) ومجموعة اخرى من المبدعين ، وفى المجال المسرحى تم تكريم الاستاذ المسرحى الكبير (محمد شريف على) والملفت للإنتباه حقاً ان هذا التكريم اتى وهم مازالو بيننا يغنون ويطربون ويمتعون ، وهذا هو المطلوب تكريم اتى فى وقته، فلماذا لا نكرم مثل هذه الاعلام وهم على قيد الحياة ونشكرهم على ما قدموه وما ظلو يقدمونه على مر السنين!! فنان قامة مثل الموسيقار محمد الامين يمثل ركيزة اساسية فى الغناء السوداني لا يمكن تجاوزه، فمن حقه ان يرى حب جمهوره ويرى وقفة المسؤولين فى الثقافة والمهتمين بالشأن الموسيقى وزملائه من الفنانين بجانبه فهذا يمثل اقل شيء يمكن ان نقدمه لفنان قدم الكثير ومايزال صوته يملأ الفضاء طرباً اصيلاً وذلك ينطبق على كل المبدعين المذكورين والذين تم تكريمهم.

عمالقة كثيرون رحلوا دون ان نوثق لهم بالصورة المطلوبة بسبب التجاهل ربما غير المقصود، لذا نجد ان هناك الكثيرين من افراد الشعب السوداني يجهلون الكثير من الرموز الفنية الذين رحلوا عن دنيانا حتى نضطر و نأتى بمن يتحدث عن سيرتهم الذاتية وحياتهم من الذين عاصروهم، مع انه كان بالامكان ان تُوثق سيرتهم الذاتية وحياتهم على لسانهم وبانفسهم. ومع ذلك لا ننكر اجتهادات بعض الموثقين فى مختلف وسائل الاعلام المرئية والموسموعة والمقروءة، وهذا الجانب الثوثيقي الهام ولا ننكر الجهد الكبير الذى يقوم به الاستاذ (عمر الجزلي) فى برنامجة الاسبوعي اسماء فى حياتنا على الفضائية السودانية والان ظهر برنامج (عُشرة الايام) على قناة النيل الازرق يهتم بجانب التوثيق.أن تكريم الفنانين على مستوى عالى و كبير من الاهتمام والمتمثل فى اتحاد المهن الموسيقية ووزارة الثقافة والاعلام واللجان الفرعية بالتضامن مع وسائل الاعلام المختلفة، وهذا يمثل فى نظرى نقله حضارية لابد من الحفاظ عليها فنحن شعب فنان وما دمنا نحب الفن فلابد لنا من ان نحترمه ونحترم من يقدمه لنا، وهذه رساله لإتحاد المهن الموسيقية لتكوين لجنة خاصة دائمة تهتم بجانب تكريم الفنانين فى حياتهم وبشكل دوري، الشيء الذى سيمثل للفنان اعلانا لمولده من جديد لما سيتركه من اثر ايجابي فى نفسه يحفزه لتقديم الافضل.اخيراً اتمنى ان تخرج الاحتفالات بالصورة التى خططت لها وبصورة تليق بالمبدعين فى شتى المجالات واضعين فى الاعتبار ان هناك الكثيرين فى انتظار دورهم