لماذا تغيرت الدعوات بترك الاغتراب والعودة الى ارض الوطن ؟؟
ده الجنن الزول !!
بقلم مصطفى محكر ظللنا لوقت قريب ، نسمع دعوات ومناشدات الاهل والعشيرة بأن ننهي غربتنا ونضع عصا الترحال ، لتصبح سنوات الغربة من الماضي الذي يُحكى ، وهي مناشدات تطرب النفس ، حيث يحدثك الناس بأن امر "العيش" لا يشكل هاجسا لاحد ، والوطن يتسع لكل ابنائه .. غير انني وخلال الاسبوع الماضي الذي قضيته بالسودان ظللت اسمع لهجة مختلفة ، فحينما احدث احدهم بانني اخطط للاستقرار في السودان بنهاية هذا العام ، وقبل ان امضي في شرح تفاصيل العودة الطوعية ، يعلو صوت الذي احادثه "يازول انت مجنون" ؟!.. ويمضي ليشرح طبيعة الاوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن حاليا ، لجهة ارتفاع الاسعار للحد الذي جعل مسألة الاكل والشرب قضية امة تبارح بيوتها فجرا ولاتعود الا عند المساء من اجل "الغذاء" فقط .. وحينما تنتقل الى اخر لتحدثه عن حتمية الاستقرار في الوطن.. يعتدل في جلسته ويرفع حاجبيه مندهشا ويطرح عليك سؤالا " قلت شنو" ؟.. ولاينتظر منك اجابة ليضيف "البلد دي اصبحت طاردة"، ونحن لم نعد نعرف كيف تسير الامور ، في بعض الاحيان نشعر بان انفراجا وشيكا سيحل على البلاد باتفاق بين جوبا والخرطوم ، ومعالجة أزمات اطراف السودان ، ونحلم لساعات بوفاق وطني عريض من اجل اهل السودان الذين اصبح حلمهم أن يحصلوا على قوت يومهم !.,. ولكن سريعا نصحو من هذا الحلم لنعيش واقعا صعبا للغاية ، وبالتالي لا يمكن لعاقل ان يدعوك انت او غيرك لتستقر في السودان في ظل هذه الظروف البالغة السوء .. ويختتم حديثه عليك بإنهاء اجازتك بسرعة واغلاق هذا الملف! .
نعم هكذا تدور الاحاديث في اوساط غالبية من تلتقيهم ,ولكن في المقابل الحدائق العامة تكتظ بالناس والمطاعم الفارهة لأتوجد بها طاولة خالية .. والسيارات الحديثة تئن بها الشوارع ، ومحلات الشواء على الطرقات تملأ السماء بسحب داكنة ..وفي الارياق يستبق الناس الى تأدية الواجبات الاجتماعية وهم حضور دائم في الافراح والاتراح .. و"كراسات النقطة تجملها الملايين" ..ولن تصادف شخصا يقول لك انه "جائع" .. ولعل هذا الواقع يضع الانسان امام "دهشة عريضة" ، فانت لأتعرف هل صحيح ان اهل البلد يعانون بمرارة شظف العيش ، ام انهم يملكون اموالا ادى الى تضخم عجيب .. ام ان القصة تكمن في ان السودان اضحى يتألف من طبقتين " غنية وفقيرة" .. اما ان تطلعات الناس ومستوياتهم المعيشية ارتفعت ، وبالتالي هم لا يقنعون الا بمستوى معين من العيش .. وتساؤلات عريضة وعديدة وكلها بلا اجوبة.
عموما نحن على قناعة ان هناك مشكلة ما.. تنتظر حلولا تنهي ازمات الوضع ، وتوقف ظاهرة "الرشوة والفساد" الذي كان ايضا مسار حديث طويل مع الرافضين لفكرة ان يضع انسان عاقل عصا الترحال برغبته ..رغم كل ذلك سنبقي على حلمنا المشروع بوطن جميل يحتضننا جميعا بلا مواجع. مصطفى محكر .
نعم هكذا تدور الاحاديث في اوساط غالبية من تلتقيهم ,ولكن في المقابل الحدائق العامة تكتظ بالناس والمطاعم الفارهة لأتوجد بها طاولة خالية .. والسيارات الحديثة تئن بها الشوارع ، ومحلات الشواء على الطرقات تملأ السماء بسحب داكنة ..وفي الارياق يستبق الناس الى تأدية الواجبات الاجتماعية وهم حضور دائم في الافراح والاتراح .. و"كراسات النقطة تجملها الملايين" ..ولن تصادف شخصا يقول لك انه "جائع" .. ولعل هذا الواقع يضع الانسان امام "دهشة عريضة" ، فانت لأتعرف هل صحيح ان اهل البلد يعانون بمرارة شظف العيش ، ام انهم يملكون اموالا ادى الى تضخم عجيب .. ام ان القصة تكمن في ان السودان اضحى يتألف من طبقتين " غنية وفقيرة" .. اما ان تطلعات الناس ومستوياتهم المعيشية ارتفعت ، وبالتالي هم لا يقنعون الا بمستوى معين من العيش .. وتساؤلات عريضة وعديدة وكلها بلا اجوبة.
عموما نحن على قناعة ان هناك مشكلة ما.. تنتظر حلولا تنهي ازمات الوضع ، وتوقف ظاهرة "الرشوة والفساد" الذي كان ايضا مسار حديث طويل مع الرافضين لفكرة ان يضع انسان عاقل عصا الترحال برغبته ..رغم كل ذلك سنبقي على حلمنا المشروع بوطن جميل يحتضننا جميعا بلا مواجع. مصطفى محكر .