• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024

العازفون علي وتر التشجيع في المهجر

العازفون علي وتر التشجيع في المهجر
 تجدهم يجلسون في ركن قصي في مقهى نهر النيل بمدينة جدة السعودية في حي بني مالك العريق يحتسون الشاي والقهوة والليمون وكل يحمل في جوفه عشقا كروياُ لو وزع في استادات أمدرمان لكفاها، يتقاسمون الولاء للأحمر الوهاج وللأزرق الأخاذ تتجول بينهم القصص والقفشات والنوادر، فتية تسلو غربتهم الأشواق والمسافات التي تحطمها أفراح النصر التي يسطرها أبناء جلدتهم في الهلال والمريخ، وأحزانهم المغتربة تفيض ألما عند الهزيمة، ولو تعلم أندية القمة مدي ماتسببه الهزيمة لهؤلاء لتمنوا أن لاتكون هناك مفردة تسمي الهزيمة.
إنهم أبطال يتشاركون التشجيع يتقاسمون التحليل تتعبهم الهزيمة يسعدهم النصر .. جالستهم فوجدتهم يتسامرون بالقفشات فكان حديثهم حمص الإسماعيلي ومافعل بأحلام الهلال وثلاثية الترجي والمستحيل الماثل أمام المريخ، وتعلوا صيحاتهم دون ما شعور بالمارين والمتسوقين وسخونة المشروب تضفي مزيدا من التفاعل والانفعال ومباراتهم يشتد رحاها دونما حكام تقام في ارض محايدة، فهم المشجع والمحلل واللاعب والإداري فالويل والثبور للمهزوم الذي يجلد بسياط التهكم دونما رأفة والأفضل له الغياب والسجن القهري في بيته في يوم الحزن وهذا مايكرهونة ولكن للضرورة أحكام .. فالنصر أفراحه مضاعفة والهزيمة أحزانها مضاعفة فمثلما للوطن في الغربة طعم آخر للتشجيع والمؤازرة والنصر والهزيمة طعم آخر، فالانتماء للقبيلة الزرقاء لا يدانيه شعور مثلما الانتماء للقبيلة الحمراء لا يدانيها شعور، وما أجمل التغني بمحاسن هذا وذاك في مقهى نهر النيل في جدة وسرعان ما تطفأ الأنوار ايذناً بالمغادرة ولسان حالهم يردد ليت الزمان هاهنا واقفا لنخبره ماذا فعل المكان .هكذا هي لياليهم السامرة ومداولاتهم بين هلال يأبي أن يخبوا ومريخ يجاور الثريات ...
جلست أرهف السمع متحفظاً بسبب عدم معرفتي بكل الحضور فقد كانوا يجسدون الهلال والمريخ في أروع صورة شاهدتها مؤخراً.
كان بينهم خالد ياسين (صحراوي) وإبراهيم العبيد وإبراهيم حسن قديس وسمير عبد الرحيم فضل وخالد ليمونة المشجع المريخي المعروف، وجعفر محمد صالح وعماد أبو عبلة وسامي جمعة ونصر فرحات لاعب الموردة السابق وصاحب القصة الطريفة المعروفة عندما حكى أنه تم تسجيله في نادي الموردة وهو المولع بحب المريخ، وصادف أنه كان يجلس في دكة البدلاء في مباراتهم مع المريخ وفجأة استطاع اللاعب المرحوم سامي عز الدين أن يحرز هدفا في مرماهم فإذا به يقف مصفقا صائحا مبتهجا بهذا الهدف ناسيا أنه ينتمي للفريق الخصم (الموردة) وكان الموقف مدهشا للكل خاصة إدارة نادي الموردة، فما كان منها إلا أن سلمته شطبه في اليوم الثاني، نعم لقد انتصرت إرادة الحب والتشجيع علي أرادة الواجب ولك عزيزي القارئ أن تتخيل التلقائية والعفوية وصدق التعبير .
كل هذه الأسماء التي ذكرتها لها من الأوتار الإبداعية في الغربة ماتجعلنا نرهف السمع مرددين للأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق مع اختلاف الميادين والمواقع، فلكل منهم قصة تحكي عن عطاء أثمر أجيالا كروية تشاهدونها في مقبل الأيام بأذن الله، فجلهم قائد ومؤسس لفريق منضوي تحت مسمي فرق الجالية السودانية لكرة القدم التي أهدت الملاعب السودانية كثير من المواهب الكروية علي سبيل المثال سعيد السعودي لاعب المريخ الحالي وعبد الرحمن الدعيع حارس مرمى الهلال وغيرهم كثر ...نواصل

محمد الفاتح عبد القادر حسن
صحفي مغترب
امسح للحصول على الرابط
 1  0  2691
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ود كسلا . السعودية- الرياض 05-05-2010 09:0
    صدقاً اقول انني لم اقراء لك يوماً مقال ولاكن مخلال هذه الجزئية اقول :
    لله درك من قلم لا اجد ما ابوح به في حضرة الروعة التي تتوسدها هذه الصفحة
    محمد الفاتح تجسيد قوي كأني اشاهد فواصل من فلم او مسلسل نعم كل ماقراته هنا تخيلته و انا اقرأه . هذه هي الصحافة وهذه هي الاقلام .
    ليت كل صحفي يبتعد عن الماهترات وصنع الفرق والشتات من اجل الكسب الفردي متجاهلاً مكانته وتأثير كلماته .
أكثر

جديد الأخبار

أعلنت شركة أرامكو السعودية والفيفا عن شراكة عالمية لمدة 4 سنوات تشمل رعاية البطولات بما فيها مونديال 2026 وكأس العالم للسيدات 2027.

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019