في شوارع الخرطوم... الأنامل الحبشية.. ثنائية القهوة والزغني
الخرطوم: هدير أحمد/ تعودت أحياء العاصمة ان تنتشي على روائح القهوة الحبشية بطقوسها وابخرتها الآسرة كل مساء وهي تتصاعد من المقاهي المنتشرة على الطرق تعبر الشوارع حتى تداعب أنوف المارة وتتسرب داخل البيوت، وكما اشتهرت تلك المقاهي بقهوتها (فائقة) الصنع فقد اشتهر من يقدمنها بالفتنة والذوق الرفيع.
(أبرهيت) و(شيشان) سيدتان في مقتبل العمر من أسر متوسطة الحال باثيوبيا رغم ذلك ارغمتهما الظروف للهجرة من الوطن للبحث عن الرزق في أحضان بلاد أخرى عملت كل منهن في المهنة التي تجيدها الأولى (بكوافير) والأخرى (عاملة) بأحد البيوت واستطعن ان يعلن أسرهن بدخلهن البسيط الذي لا يتعدى الـ (50) جنيهاً شهرياً لا يعوضهن إحساس الوطن كما يقلن إلاّ حين يتردد صدى (لغتهن) في آذانهن فيأخذهن الفضول الى التعرف بذلك الشخص ويعدن بذكرياتهن الى الوطن من جديد.
(.......)!
أكثر من تقليد اثيوبي امتزج منذ أمد بعاداتنا السودانية إبتداء بزيهم الشعبي (الزوريا) الذي فرض وجوده خاصة في بعض المناسبات السودانية.
(اسمهان) شابة عطبراوية فرضت على صديقاتها (بدكتاتورية العروس) ان يقمن لها حنه بالزي والاغاني الحبشية والتي لاتزال أحد أجمل ذكرياتها.
وكما استقبلت العاصمة البخور والجمال والزي الحبشي اشرعت ابوابها أمام ثقافة طعام لا يخلو من (البهارات الحارقة) الشطة والدليخ والجنزبيل والفلفل، وتعددت المطاعم التي تقدم الوجبات الحبشية (الزقني والكسرة الحبشية) والتي إحتلت مواقع جاذبة بوسط الخرطوم. وأكثر ما يميز العمالة الاثيوبية حسب ما ذكر أحد أصحاب المطاعم بالعمارات الأمانة والنظافة وقلة الحديث والتواضع ما جعلهم موضع ترحيب ووسع فرصهم في إيجاد وظائف بالبلاد.وأخيراً.. كيف للعاصمة ان تنسى الايقاعات والانغام الاثيوبية وهي تأخذك دون مقاومة إلى حالة من الطرب بذات الحركات المتناغمة والمفاجئة في ذات الوقت ويعود ذلك لطبيعتهم الجبلية التي تغلب عليها القوة وكثرة الحركة اثناء الرقص.وبالطبع على انغامهم السلسة بلغة (الأمهرا والتكرنجا) التي فتنت أكثر من فنان سوداني فتغنى بها عبد العزيز المبارك وياسر تمتام وبلوبلو وقبلهم الفنان سيد خليفة - رحمه الله - واستمع لهم الجمهور الاثيوبي بذات الشغف، وهكذا تمتد أواصر القربى بين شعبين اجتمعا في السحنات وعشقا (البن الهرري).
المصدر: الرأي العام
(أبرهيت) و(شيشان) سيدتان في مقتبل العمر من أسر متوسطة الحال باثيوبيا رغم ذلك ارغمتهما الظروف للهجرة من الوطن للبحث عن الرزق في أحضان بلاد أخرى عملت كل منهن في المهنة التي تجيدها الأولى (بكوافير) والأخرى (عاملة) بأحد البيوت واستطعن ان يعلن أسرهن بدخلهن البسيط الذي لا يتعدى الـ (50) جنيهاً شهرياً لا يعوضهن إحساس الوطن كما يقلن إلاّ حين يتردد صدى (لغتهن) في آذانهن فيأخذهن الفضول الى التعرف بذلك الشخص ويعدن بذكرياتهن الى الوطن من جديد.
(.......)!
أكثر من تقليد اثيوبي امتزج منذ أمد بعاداتنا السودانية إبتداء بزيهم الشعبي (الزوريا) الذي فرض وجوده خاصة في بعض المناسبات السودانية.
(اسمهان) شابة عطبراوية فرضت على صديقاتها (بدكتاتورية العروس) ان يقمن لها حنه بالزي والاغاني الحبشية والتي لاتزال أحد أجمل ذكرياتها.
وكما استقبلت العاصمة البخور والجمال والزي الحبشي اشرعت ابوابها أمام ثقافة طعام لا يخلو من (البهارات الحارقة) الشطة والدليخ والجنزبيل والفلفل، وتعددت المطاعم التي تقدم الوجبات الحبشية (الزقني والكسرة الحبشية) والتي إحتلت مواقع جاذبة بوسط الخرطوم. وأكثر ما يميز العمالة الاثيوبية حسب ما ذكر أحد أصحاب المطاعم بالعمارات الأمانة والنظافة وقلة الحديث والتواضع ما جعلهم موضع ترحيب ووسع فرصهم في إيجاد وظائف بالبلاد.وأخيراً.. كيف للعاصمة ان تنسى الايقاعات والانغام الاثيوبية وهي تأخذك دون مقاومة إلى حالة من الطرب بذات الحركات المتناغمة والمفاجئة في ذات الوقت ويعود ذلك لطبيعتهم الجبلية التي تغلب عليها القوة وكثرة الحركة اثناء الرقص.وبالطبع على انغامهم السلسة بلغة (الأمهرا والتكرنجا) التي فتنت أكثر من فنان سوداني فتغنى بها عبد العزيز المبارك وياسر تمتام وبلوبلو وقبلهم الفنان سيد خليفة - رحمه الله - واستمع لهم الجمهور الاثيوبي بذات الشغف، وهكذا تمتد أواصر القربى بين شعبين اجتمعا في السحنات وعشقا (البن الهرري).
المصدر: الرأي العام
