• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024

في ندوة أقامتها جمعية الصحافيين بالسعودية بنجاح منقطع النظير

دبلوماسيون وإعلاميون وقانونيون سودانيون بالسعودية يضعون محاذير مستقبل السودان على محك المسؤولية

دبلوماسيون وإعلاميون وقانونيون سودانيون بالسعودية يضعون محاذير مستقبل السودان على محك المسؤولية
الرياض: ياسر حامد/ حذّر دبلوماسيون وإعلاميون وقانونيون سودانيون بالمملكة العربية السعودية، من مغبة الغفلة من التخطيط الاستراتيجي لمستقبل السودان على خلفية حاضره وماضيه.
وشددوا على ضرورة على ضرورة مشاركة جميع أطيف العمل السياسي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، في صناعة دعوة جادة للقاء جاد تقوده الحكومة السودانية، تشخًص من خلالها كافة المسائل الوطنية المهمة التي تؤثر على مستقبل السودان كوطن، وتمكين الجميع من إبداء الرأي والمشاركة دون قيود أو خطوط حمراء.
ودعوا إلى أهمية التعامل مع مبدأ إلغاء القوانين المقيدة للحريات أو تعديلها بمسؤولية تحفظ الوطن ، بما يتماشى مع الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، بمسؤولية تراعي إشاعة وإطلاق الحريات والحقوق العامة وتمكين الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني التواصل مع ومخاطبة وإقامة حلقات النقاش والمحاضرات والندوات.
ونادوا بضرورة المشاركة في معالجات فورية للأوضاع المتأزمة أمنياً وإنسانياً في جنوب كردفان والنيل الازرق ودار فور، من تحت مظلة الحكومة دون وضع عراقيل واشتراطات من قبل المشاركين، من أجل تجاوز واقع التشرذم الراهن في العلاقات المقطوعة أو شبه المقطوعة بين قادة أحزابنا السياسية في الحكومة والمعارضة، مؤكدين على ضرورة الاتفاق على خطة إعلامية مدروسة تتولى جمعية الصحفيين القيام بوضعها لتوصيل هذا الفكر للناس المستهدفين به لتطويره وتفعيله.
جاء ذلك لدى ندوة أقامتها جمعية الصحافيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية مساء الأربعاء الموافق 17 أكتوبر الحالي ندوة بعنوان" لقاء الوطن.. المستقبل المنتظر" بحضور سعادة العميد ياسر بابكر تاتاي المستشار العام لسفارة السودان بالرياض وسعادة العميد ركن عبد الله يوسف عبد الحي الملحق العسكري وعدد من قيادات المجتمع المدني بالعاصمة الرياض وذلك بفندق الشروق دلمون بالعاصمة السعودية الرياض، دشنتها بنشيد الوطن (نحن جند الله جند الوطن)، حيث أشرأبت معها النفوس وعانقت عنان السماء تكبيرا وتهليلا.
وتأتي أهمية هذه الندوة، كونها جاءت متزامنة مع حالة الحراك السياسي الذي تشهده الساحة السودانية في أعقاب توقيع الرئيسين عمر حسن أحمد البشير وسلفاكير ميار ديت اتفاقيات التعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان بأديس أبابا مؤخرا
وتحدث في هذه الندوة، التي أدارها الأستاذ فتح الرحمن محمد يوسف الأمين العام للجمعية، كل من السفير قريب الله خضر نائب رئيس البعثة السودانية بالسعودية، والأستاذ الطيب شبشه عميد الصحافة السودانية و المستشار عبد الرحمن سيد أحمد في حضور عدد غفير من ممثلي الجالية السودانية وممثلي جمعيات المجتمع المدني ولفيف من السودانيين من الرياض وخارجها.
وكانت ضربة البداية انطلقت بترحيب الأستاذ أسامة الوديع رئيس الجمعية في كلمة ضافية، بالحضور وشكرهم على مشاركتهم في هذه الندوة التي تحمل اسم "لقاء وطن والمستقبل المنتظر، وقال إن هذه الندوة تعكس اهتمام الجمعية بالتفاعل مع القضايا الوطنية واستشعارها بدورها في دعم الجهود المبذولة لترسيخ قيم الحوار البناء والايجابي لمواجهة التحديات والتوصل إلى معالجات تعزز الوحدة الوطنية وتحقق المصالح العليا للسودان.
وتمنى أن تتواصل مثل هذه المنابر والملتقيات للتعبير عن الأفكار والتطلعات حول كل ما يتعلق بشؤون بلادنا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها،وتوسيع دائرة تبادل وجهات النظر والمشاركة الأفكار النيرة الهادفة للبناء والإصلاح.
وأكد الوديع أن الجمعية ستمضي بثبات نحو غاياتها المنشودة خدمة لعضويتها المؤقرة التي تشهد زيادة مطردة بانضمام العديد من الأعضاء الجدد ثقة في توجهها ومواقفها المناصرة لقضايا السودان اعتمادا على الموضوعية في الطرح بعيدا عن التعصب والتشنج.
وقدم الوديع شكره في ختام كلمته لقيادة هذا البلد المضياف مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز والشعب السعودي الوفي.
وبعد ذلك ابتدر الأستاذ فتح الرحمن يوسف الندوة بالمتحدث الأول الأستاذ المستشار عبد الرحمن سيد أحمد والذي قال في ورقته التي قدمها : "الصعوبات التي يواجهها السودان وتضرر منها المواطن بصورة مباشرة من اقتصاد وصحة وتعليم، وكل المشاكل التي نعاني منها انفصال الجنوب ووجود معارضة مسلحة في جميع الاتجاهات".
وقال: " إن من أسوأ المشاكل التي يواجهها السودان المعارضة الضارة وليست المعارضة السياسية الحزبية، وانما في جميع المناحي نجد معارضة ضارة ليس هدفها التقويم والبناء، حتى اصبحت المعارضة ليست ضد النظام فقط وانما ضد الشعب والوطن."
وقال:" من المشاكل التي يواجهها السودان هو الفساد الاقتصادي الذي أصبح منتشرا وشمل جميع مناحي الحياة وباعتراف النظام، بالإضافة إلى انهيار الخدمة المدنية ، وضعف أداء الاعلام الذي ساهم في ظهور الصحف الجهوية والعنصرية، في ظل التدخل الأجنبي في شؤون البلاد، وهجرة الكفاءات".
وزاد عبد الرحمن:" من أجل مستقبل السودان يجب تعزيز ثقافة التوافق الوطني على وحدة وأمن السودان، وتفعيل أحزاب وإصلاح بعضها ممن سوءات التفتيت و مشاكسات ومكايدات حزبية، وفوق ذلك عتق رقابها من الاستجداء الحزبي بالقوة الأجنبية".
وشرح عبد الرحمن بالتفصيل العلمي والتاريخي دساتير السودان، مبينا أنها تبلغ حتى الآن تسعة دساتير، وأنها جميعا تصلح للحكم بما فيه دستور الفترة الانتقالية الأخير فقط تحتاج لقليل من الجهد لتنقيحها لما ينسجم مع متطلبات المرحلة ويفي بالمطلوبات الأسايسية للإنسان السوداني، غير أن العبرة في التطبيق فقط والالتزام بما حوى من لوائح ومضامين، مشيرا إلى أن الدستور يعد أعلى وثيقة في البلاد وينظم عمل السلطات في الدولة التشريعية والتنفيذية.
وشدد عبد الرحمن على ضرورة التوصل الى ايجاد الحلول العاجلة حتى يستطيع الجميع المشاركة في إعداد الدستور ، مؤكدا انه لن يكتمل الحوار من أجل الوطن الا بعد توفير حسن النية.
من ناحيته قال الإعلامي المخضرم الطيب شبشة في ورقته التي شارك بها في هذه الندوة :" يهمني من هذه الندوة كلمة (المستقبل المنتظر) وهذا المستقبل المنتظر يجب أن يبنى على بعد استراتيجي من أجل منع التآمر على الوطن وسد ذرائع الطامعين في خيراته".
وأكد شبشه أن أمريكا وإسرائيل لن ترضيا ايجاد قوة اقتصادية سودانية، مؤكدا أن هناك مؤامرة دولية ضد السودان، وبرأيه أمر واضح لا ينكرها إلا اليبراليون، حيث يسعون لتهديد المشروع الحضاري الإسلامي في السودان.
وتابع: "من اجل تأمين مستقبل الوطن يجب أن نضع نصب أعيننا هذه المؤامرات ومنع الفتن التي تتحول الى حروب تستنفد قدرات الدولة الاقتصادية".
وتحدث شبشة عن إجازة الاتفاقية الأخيرة بين السودان وجنوب السودان من المجلس الوطني لبناء سلام مؤسسة على رؤية اقتصادية وسياسية وديمغرافية، وقال: " في تقديري إن المسقبل يرتبط بمدى نجاح الدولتين في تطبيق اتفاقية أديس أبابا الأخيرة، خاصة السودان لديه ثورات كبيرة مقارنة بدول أفريقيا."
ويعتقد شبشه أن برنامج الدولة الاقتصادية القائم الآن حتى عام 2016 هو برنامج في غاية الأهمية ، يمكن الشعب السوداني من التطور الاجتماعي والتعليمي والصحي ويدخل السودان ضمن الدول المتقدمة، شاكيا من ضعف من الإعلام السوداني والذي برأيه لم يكن وليد اللحظة، بل زامنه منذ استقلال السودان.
وطالب شبشة، بضرورة مراجعة التجارب الإعلامية عبر التاريخ السوداني، مشيرا إلى أغلب القنوات الفضائية الموجودة الآن ضعيفة من حيث الاهتمام بما يتعلق بتفعيل الحوار حول القضايا المصرية للوطن، مشددا على ضرورة إيجاد برامج لمعالجة الوضع العالمي.
ونادى شبشه بضرورة وضع قانون جديد للنشر والصحافة من أجل بناء صحافة جادة تعي ما يحاك ضد البلد من مخاطر، مستدركا أن هذا يحتاج الى بناء مؤسسات صحفية مصحوبا بالتدريب وايجاد كوادر صحفية، قادرة على قيادة دفة العمل الصحافي بمسؤولية وطنية.
وكان المتحدث الأخير في الندوة، السفير قريب الله خضر نائب رئيس البعثة في سفارة جمهورية السودان في الرياض والذي قدم شكره وتقديره لجمعية الصحفيين السودانيين واشاد بما تقوم به من انشطة.
وقال قريب الله : "إن السودان دولة غنية بثرواتها لذلك نجد ان هناك عداوة دولية ضد السودان، وبلادنا لها تاريخ يزيد على 8000 عام وللسودان تاريخ في حكم وادارة كل امتداد وادي النيل".
وتابع: "هذا العنوان والذي نحن بصدده في هذه الندوة يعتبر عنوانا كبيرا واذا نظرنا الى مشاكل السودان نجده يختصر في عدم استقراره السياسي منذ الاستقلال الى اليوم"، مؤكدا أن الاستعمار الانجليزي للسودان هو أساس المشكلة مبينا أنه نجح في مسعاه "فرق تسد".
وزاد: "إن اتفاقية السودان وجنوب السودان لم يحل فيها أهم قضيتين وهي مشكلة أبيي والحدود، غير أن النقاط التي تم التوصل فيها لاتفاق من أجل مصلحة البلدين محل إشادة من كافة الأطراف".
وكانت قد سبقت السفير قريب الله خضر، مداخلة هاتفية مع نقيب الصحفيين السودانيين الدكتور محي الدين تيتاوي الذي حيا الحضور ثمن جهود جمعية الصحفيين في السعودية، وقال إن الحوار الذي يدور حول الأوساط السياسية يتركز في الدستور الدائم بالرغم من وجود خلافات سياسية، مبينا أن الجميع عقد العزم على وجود دستور دائم في السودان القائم على تامين جميع الحريات.
وقال تيتاوي : "الحوار كذلك يدور حاليا حول اتفاقية التعاون المشترك بين السودان وجنوب السودان وقد وجدت تأييدا كبيرا من البرلمان السوداني وجنوب السودان لما لها من أهمية للبلدين"، مؤكدا أن هناك إرادة سياسية حاضرة وموجودة من الطرفين لتنفيذ وتطبيق جميع البنود خاصة الجانب الأمني.
حضور ومشاركة في النقاش:

- د.صلاح الدين حميدة طبيب بالمستشفي العسكري تحدث عن عودة الجنوبين للاقامة والانتفاع بحق الإقامة في الشمال مما يلزم الحكومة بالصرف عليهم في لوازم الحياة من تعليم وصحة وخلافة ويصبح عبء مالي على الشمال
- المهندس محمد أحمد ابراهيم رئيس المؤتمر الوطني بالسعودية الأقليم الأوسط قال أن السلام مطلب أساسي والدستور ضرورة لبناء المستقبل للسودان وطالب بالتوافق بين جميع القوي الوطنية
- الاستاذ مامون الوسيلة رئيس اتحاد حلفا قال أن الحريات الأربعة مرفوضة وتفتح باب لاستغلال مواردنا للغير بدون فائدة وانتقد نظرية المؤامرة علي السودان واعتبر المشكلة داخلية.
- منير السماني قيادي شبابي استغرب تواجد العسكريين بكثافة في مواقع تتطلب تخصصات مدنية خصوصا في ولاية الخرطوم.
- حنان عثمان حرم الملحق العسكري قالت أن التنمية المفقودة في أطراف الوطن زادت من درجة الغبن.
- الاستاذ هارون الشريف - كاتب رأي تحدث عن ضرورة العناية بمناطق التماس من أجل خلق سلام في المنطقة وتعايش بين قبائلها.
- عمر أمير -استشاري تسويق تحدث عن الجهوية والقبلية وقال أنها للاسف تاتي من المتعلمين أكثر من عوام الناس وضرورة تنويع الموارد لتحسين الاقتصاد وعدم الاعتماد علي النفط.
- هويدا عبادي - صحفية تحدثت عن الفساد وضرورة الشفافية و العدالة في توزيع الفرص
ابتسام عباس -اعلامية ذكرت أن الوطن في عنق الزجاجة وطالبت بأهمية الاعلام في تغطية الأحداث وقيادة الرأي.
ابوبكر حامد - صحفي من قيسان تحدث عن غياب التنمية في النيل الأزرق كمنطقة تماس واشار الي ضعف في توزيع الموارد، وقال أن الخريف يقطع المناطق عن بعضها والحكومة بعيدة كل البعد عن هذه المناطق.
د.عادل كبار- أكاديمي وصحفي تحدث عن ضرورة تصحيح مناهج التربية والحرص علي زرع التربية الوطنية في الاجيال القادمة.
- هاشم نصيري قيادي بجمعيات القولد تحدث عن فشل تجربة الحكم الفدرالي في توحيد الأمة
- عوض عبد الهادي من ابناء شمال كردفان طالب بالعد الة في توزيع الفرص لمستقبل زاهر للوطن.
- صلاح برناوي أديب وشاعر أبدى تأييده للحريات الأربعة و اتفاق اديس ابابا وطالب بضرورة عمل خطة استراتيجية للمستقبل.
- الاستاذ بخيت من مواليد جنوب السودان اشاد باتفاق اديس ابابا والحريات الأربعة وقال أن مصالحنا متعطلة في الجنوب والسلام يساعد على التواصل بين الشعبين.
- الاستاذ محمد سليمان تحدث عن كيفية الحصول علي الجنسية والجواز السوداني وضرورة الحرص والتحري عند المنح للوثائق السودانية لتفادي تسرب جهات لا تستحق ذلك وبالدستور يمكن أن يقود البلاد اجنبي.
وفي ختام الندوة صدح الفنان محمد جلال بفاصل من الأغنيات الوطنية، حيث تجاوب الجميع معها.

يشار إلى أن قناة الشروق كانت حضورا في هذه الندوة، وأجرت بعض الاستطلاعات مع أعضاء الجمعية وعدد من الحضور، الذين تحدثوا عن الندوة ونجاحها في طرح مثل هذه المواضيع الكبيرة والحساسة والتي تهم السودان.
امسح للحصول على الرابط
 0  0  1844
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

تناغمٌ وانسجامٌ بين المدير الإداري ومساعده.. وأكرم قيادة رشيدة ارتفعت درجة الحرارة ھذه الأيام في مدينة الطائف بصورة غير طبيعية عما كانت عليه في..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019