لماذا تصر الصحف على "الانتحار" ؟!
حينما تتسلل الينا بعض من الصحف السودانية في ديار الغربة ، نطالعها " بشوق واستحياء" في ان معا.. " خشية" كثير من تعليقات "الزملاء العرب" في منطقة الخليج ، فالصحف التي تتسلل الينا ورغم مهنية وقوة ما يطرح فيها من قضايا الا انها فقيرة من حيث عدد الصفحات "12" صفحة ، ومن حيث الشكل الباهت ورداءة الورق.. وضعف اللون "ان وجد" ، لذلك نفضل ان " ندسها" حتى نطالعهامن منازلنا بعيدا عن "المضايقات" "المنطقية" !.
وتبدو المقارنات معدومة بين صحفنا ذات التاريخ الطويل ،والمهنية العالية ، وصحافة الخليج "الحديثة" وذلك لامتلاكها امكانيات كبيرة ، وسوق اعلاني "ضخم".. واذا اخذنا مثالا لإحدى الصحف السعودية فنجد انها تصدر في "56" صفحة ، "ملونة" وفي المناسبات الوطنية وغيرها تصل كما بقية الصحف الى "150" صفحة ، وتباع بريالين وهي تطبع "135" الف نسخة ، وربما يكون هناك راجعا في حدود " 10 15 الف" ، ورغم ارتفاع التوزيع ، غير انها لا تعتمد على ذلك في الاساس ،بل الاعلان هو الذي يغذيها ، وهي صحف توزع ارباحا سنويا على جميع منسوبيها بما فيهم " الاجانب" ..ويبدو ذلك "فتاتا" قياسا على دخلها السنوي. ومجموع الصحف التي تصدر في السعودية بما فيها " الشرق الاوسط والحياة" 15 صحيفة " تقريبا" .
نقول بهذا الحديث ونحن نتابع بألم ما تمر به صحفنا السودانية ، من ضعف مردود الاعلان ، وارتفاع اسعار مدخلات الطباعة ، وبالتالي تقف على حافة الهاوية ، مالم تكون هناك حلول منطقية وعاجلة .. وبدأ واضحا ان عملية مضاعفة سعر الصحف لتباع بجنيهن مرفوضة حتى من قبل الناشرين ، ناهيك عن القارئ الذي انهكته "سياط" ارتفاع الاسعار ، وهو "ببساطة" سيتخلى عن قراءة الصحف، والتي تكلف طباعتها بحسب المعنيين اكثر من جنيه!!..
واذا لم تسارع الصحف لا يجاد حلول عاجلة فسوف نسمع في كل صباح ان احدى الصحف "اغلقت ابوابها، وسرحت صحفيها وموظفيها وعمالها.
لا احسب ان الحكومة ستقدم اي دعم لهذه الصحف "قبل ان توفق اوضاعها" .. والذين ينتظرون هذا الفعل سيطول انتظارهم دون جدوى ، لذلك ليس من خيارات كثيرة غير ان تلجأ هذه الصحف لعملية اندماج واسعة ، لخلق مؤسسات صحافية كبرى ،ذات امكانيات "ممتازة" يعمل فيها اكفأ الصحافيين .
..و ماذا يضير لو ان حدثت عمليات الاندماج وتمخضت عن " ثلاث أو اربع " مؤسسات صحافية كبرى ، حينها سيكون سوق الاعلان افضل بكثير ، الى جانب ان الحكومة " نفسها" يمكن بعد هذه الخطوات ان تقدم الدعم لهذه الصحف.. بدلا عن اربعين صحيفة ربما لم يسمع البعض "بأسمائها" ..اما اذا اصر بعض الناشرين على الاستمرار بهذا الحال فان النهاية الحتمية ستكون "التوقف النهائي" عن الصدور، وبالتالي تشريد الصحافيين، الذين يعانون "اصلا" من ضعف "الرواتب"، وسوء بيئة العمل .
نتمنى مخلصين ان تتهيأ لصحفنا" المخارج الامنة" حتى تواصل اداء رسالتها تجاه الوطن والمواطن، ويسعد بها القارئ في الريف والبندر.. و حينما تعبر البحار والمحيطات يتصفحها معشر المهاجرين والمغتربين بلا " خجل" بعد ان تداوي كل جراحاتها .
مصطفى محكر.
وتبدو المقارنات معدومة بين صحفنا ذات التاريخ الطويل ،والمهنية العالية ، وصحافة الخليج "الحديثة" وذلك لامتلاكها امكانيات كبيرة ، وسوق اعلاني "ضخم".. واذا اخذنا مثالا لإحدى الصحف السعودية فنجد انها تصدر في "56" صفحة ، "ملونة" وفي المناسبات الوطنية وغيرها تصل كما بقية الصحف الى "150" صفحة ، وتباع بريالين وهي تطبع "135" الف نسخة ، وربما يكون هناك راجعا في حدود " 10 15 الف" ، ورغم ارتفاع التوزيع ، غير انها لا تعتمد على ذلك في الاساس ،بل الاعلان هو الذي يغذيها ، وهي صحف توزع ارباحا سنويا على جميع منسوبيها بما فيهم " الاجانب" ..ويبدو ذلك "فتاتا" قياسا على دخلها السنوي. ومجموع الصحف التي تصدر في السعودية بما فيها " الشرق الاوسط والحياة" 15 صحيفة " تقريبا" .
نقول بهذا الحديث ونحن نتابع بألم ما تمر به صحفنا السودانية ، من ضعف مردود الاعلان ، وارتفاع اسعار مدخلات الطباعة ، وبالتالي تقف على حافة الهاوية ، مالم تكون هناك حلول منطقية وعاجلة .. وبدأ واضحا ان عملية مضاعفة سعر الصحف لتباع بجنيهن مرفوضة حتى من قبل الناشرين ، ناهيك عن القارئ الذي انهكته "سياط" ارتفاع الاسعار ، وهو "ببساطة" سيتخلى عن قراءة الصحف، والتي تكلف طباعتها بحسب المعنيين اكثر من جنيه!!..
واذا لم تسارع الصحف لا يجاد حلول عاجلة فسوف نسمع في كل صباح ان احدى الصحف "اغلقت ابوابها، وسرحت صحفيها وموظفيها وعمالها.
لا احسب ان الحكومة ستقدم اي دعم لهذه الصحف "قبل ان توفق اوضاعها" .. والذين ينتظرون هذا الفعل سيطول انتظارهم دون جدوى ، لذلك ليس من خيارات كثيرة غير ان تلجأ هذه الصحف لعملية اندماج واسعة ، لخلق مؤسسات صحافية كبرى ،ذات امكانيات "ممتازة" يعمل فيها اكفأ الصحافيين .
..و ماذا يضير لو ان حدثت عمليات الاندماج وتمخضت عن " ثلاث أو اربع " مؤسسات صحافية كبرى ، حينها سيكون سوق الاعلان افضل بكثير ، الى جانب ان الحكومة " نفسها" يمكن بعد هذه الخطوات ان تقدم الدعم لهذه الصحف.. بدلا عن اربعين صحيفة ربما لم يسمع البعض "بأسمائها" ..اما اذا اصر بعض الناشرين على الاستمرار بهذا الحال فان النهاية الحتمية ستكون "التوقف النهائي" عن الصدور، وبالتالي تشريد الصحافيين، الذين يعانون "اصلا" من ضعف "الرواتب"، وسوء بيئة العمل .
نتمنى مخلصين ان تتهيأ لصحفنا" المخارج الامنة" حتى تواصل اداء رسالتها تجاه الوطن والمواطن، ويسعد بها القارئ في الريف والبندر.. و حينما تعبر البحار والمحيطات يتصفحها معشر المهاجرين والمغتربين بلا " خجل" بعد ان تداوي كل جراحاتها .
مصطفى محكر.