• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024

استقطاب الكوادر .. ام وقف نزيف الهجرة !!!

استقطاب الكوادر .. ام وقف نزيف الهجرة !!!
بقلم مصطفى محكر بلاد المهجر ، وبخاصة دول الخليج العربي تكتظ بالكوادر والخبرات السودانية ، فلأيمكن ان تعبر من أي جامعة دون ان تلحظ كثافة الوجود السوداني الفاعل ، وكذلك الحال في مختلف المستشفيات ، والبنوك والمؤسسات الكبرى بمختلف انشطتها ، حيث لا غنى عن وجود هؤلاء المتميزين ، الذين يتمتعون بخبرات علمية واكاديمية مشهودة .. وحينما تلتقي أي من هؤلاء العلماء والخبرات الوطنية ، يحدثك عن رغبة كامنة في الاستقرار بالسودان "اليوم قبل الغد" ، وقبل ان يواصل في تفصيل التخطيط للاستقرار في السودان .. يستدرك "كمن لدغته عقرب" قائلا :"لكن في اخر اجازة وجدت الاوضاع غير مطمئنة " .. ويزيد " عشان كده قنا نصبر حتى تستقر الاوضاع " ..حينها لا تملك غير ان تلزم الصمت .

وبطبيعة الحال ان السودان ممثلا بمختلف مؤسساته واجهزته ومن بينها جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج تعكف على اعداد ، وربما تنفيذ الدراسات التي بموجبها يتم استقطاب الكوادر المهاجرة من مختلف اركان الدنيا .. غير ان هذا الامر يصطدم بحقائق مؤلمة ، فهاهو وزير التعليم العالي بالإنابة "احمد الطيب "يصرخ" امام قبة البرلمان قائلا " مؤسسات التعليم العالي تواجه خطر هجرة أعضاء هيئات التدريس للعمل بالخارج لتحسين أوضاعهم المعيشية بعد أن ظلت أجورهم في السودان دون تعديل منذ العام 2007"!.. ويضيف :"أكثر من 625 من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات السودانية هجروا العمل بها لذات الأسباب.. ويرمي باللوم على الحكومة وهو يقول : أن الدولة عجزت عن دفع المبالغ المستحقة من البديل النقدي وتذاكر السفر.. وفي اخر "صرخته" طالب البرلمان بمساندته لحث الدولة على تحسين أوضاع أساتذة الجامعات" ..ومايعانيه اساتذة الجامعات ينسحب على بقية مؤسسات الدولة .. ربما غدا نسمع صرخة اخرى امام البرلمان من احد وزراء الحكومة يشكو فيها "تسرب" الكوادر ، او تواصل نزيف الهجرة !.

لاشك ان مثل هذا الحديث يشكل صدمة للكوادر السودانية المهاجرة التي ترغب في الاستقرار داخل وطنها ، لتقديم خبراتها المتراكمة عبر السنوات الطوال لينتفع بها الوطن .. وبالتالي يتوجب على الجهات المعنية بدارسة ترشيد الهجرة ، واستقطاب الكوادر المهاجرة ، ان تعمل اولا على تحسين اوضاع الكوادر التي تعمل حتى الان داخل وطنها ، بحيث لا يفكر استاذ جامعي او طبيب متخصص ، او خبير اقتصادي او اداري .الخ ..في الهجرة، وهذا لن يتأتى الا بتحسين اوضاع هذه الكوادر ..فلايعقل ان يحقق راعي الظان في صحراء الخليج دخلا ماديا يفوق مايحققه استاذ جامعي !!. لذلك يجب على الدولة ممثلة بأعلى مستوياته ان تعيد النظر في الواقع الحالي لوقف نزيف الهجرة ،والذي مهما حاول البعض ان يقلل من تداعياته يصبح امرا غاية في الخطورة على المدى البعيد.

وحينما تولي الدولة عنايتها للكوادر ذات الخبرات المتميزة في مختلف المجالات ، ويتحقق لها الاستقرار الجميل في وطنها ،فإنها لن تفكر لحظة في يوم ينقلها خارج الديار.. وتبعا لذلك ستتحقق عودة للكوادر المهاجر دون دراسات او بحوث او لجان تجيد اطالة الاجتماعات !.. نعم سيعود الى الوطن رجال افلحوا في بناء مؤسسات شامخة في الخليج العربي ، لينتفع به وطنهم ، ويبادلهم " الوفاء بالوفاء في بلاد عرفت بالوفاء " .

مصطفى محكر .
امسح للحصول على الرابط
 0  0  1463
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019