الوزير اسامة محجوب متحدثاً أمام منتدى الإعلاميين السودانيين بالرياض ... الأصل في وسائل الإعلام عدم الخضوع لأي سلطة ومفهوم الأجندة العربية المشتركة يحتاج لعدد من الثوابت !!!

 

جهود خادم الحرمين الشريفين كانت السبب الرئيس في توقيع الاتفاق الإطاري بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة !!!

الإعلام السعودي شريك أصيل في كافة النجاحات السياسية التي تحققت في السودان .
تقليل الفجوة التقنية بين الشعوب سيسهم في منع هيمنة اليهود على ملكية وتشغيل المؤسسات الإعلامية!!!
دور الإعلام في تعزيز الشراكة بين الدول يحتاج لالتزام حر ومسئول بأخلاقيات المهنة .

الرياض / ابتسام حسن عباس /
أكد أسامة محجوب الوزير المفوض والمستشار الإعلامي بالسفارة السودانية بالرياض أن الجهود الكبيرة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تقريب وجهات النظر بين حكومتي السودان وتشاد لعبت دورا كبيرا في التهدئة التي تشهدها منطقة دارفور غربي السودان حالياً الأمر الذي أدى إلى توقيع الاتفاق الإطاري بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة بدولة قطر .
وأشاد محجوب الذي كان يتحدث أمس ضمن المنتدى الأسبوعي لرابطة الإعلاميين السودانيين بالرياض من خلال ورقة عمل تحت عنوان ( دور الإعلام في تعزيز الشراكة بين الدول ) بالدور الكبير الذي لعبه الإعلام السعودي في تبصير الناس وتمليكهم الحقائق بصورة محايدة حول الأحداث السودانية لافتا إلى أن وسائل الإعلام السعودية كانت شريكا أصيلا في كافة النجاحات التي تحققت على الصعيد السياسي في السودان في الفترة الأخيرة ومنوها إلى الدور الكبير الذي لعبه الإعلام في البلدين في تعزيز الشراكة الأصيلة بين السودان والسعودية على مختلف الأصعدة وقال : نحن ننظر للإعلام السعودي على انه نموذج مثالي للإعلام العربي الواعي الذي يضع في اعتباره مصالح الأمة وتحدياتها بعيدا عن الإسفاف الذي ظللنا نلاحظه أخيرا من بعض وسائل الإعلام غير الراشد .
واستعرض الوزير من خلال المنتدى الذي أمه جمع غفير اكتظ بهم فندق قصر الستين بالرياض مفهوم الشراكة بين مكونات المجتمع الدولي وما صاحب ذلك من تطورات في علم العلاقات الدولية رغم حداثته ، وقد قسم الشراكة لنوعين ( شراكة مفاهيم ـ وثيقة حقوق وشراكة موارد ) كما تطرق للدور المتعاظم للإعلام في تحديد مصائر الأمم وقال \" الإعلام هو الحياة بل هو الرئة التي أصبحت تتنفس من خلالها الشعوب في الفترة الأخيرة \" مطالباً بالتوازن في ملكية واستخدام وسائل الإعلام والاتصال ، وتناول محجوب كذلك الواقع الإعلامي العربي ومدى جاهزيته وفعاليته لتعزيز هذه الشراكة من زوايا \" المواكبة والتعامل الايجابي والتوازن في الملكية و الاستخدام ( للوسائل ) وإدارة الأزمات ضاربا المثل بما يحدث في الصومال والعراق والسودان ولبنان \" ، ولم ينسى الوزير السوداني تحديد الرؤى المستقبلية للإصلاح والتطوير لوسائل الإعلام
وشدد محجوب على دور الإعلام في تعزيز الشراكة بين الدول والشراكة الإعلامية على المستوي الإقليمي ، وتطرق من خلال جزئية المفاهيم العامة إلى المجتمع الدولي وتحديدا تطور علم العلاقات الدولية والاتجاهات الحديثة في دراسة العلاقات الدولية مختزلا ذلك في ثلاث محاور هي (الفاعلون الدوليون ، نطاق وأولويات الموضوعات ، العمليات الدولية) ، وحصر محجوب المفاهيم الإعلامية في مفهوم تقليدي يتمثل في نقل المعلومة وإبراز القضية وتغطية الخبر ومفهوم حديث باعتبار إن الإعلام أصبح شريكاً أساسياً في كافة شئون الحياة وعلى مختلف المستويات ( عالمي ، دولي محلي ) خاصة دوره في العمليات الدولية وتحديد نطاق وأولويات الموضوعات على المستوى الدولي والكيفية التي يتفاعل بها مع الفاعلين الدوليين ، وأشار محجوب إلى أن المفهوم الحديث يصف الإعلام على انه احد أهم مكونات العولمة وأكثرها فاعلية في تعظيم سيادة مفاهيمها وسيطرتها على المجتمع الدولي لدرجة أصبح معها العالم قرية صغيرة كما ظل يردد البعض أخيرا ، وتحدث الوزير كذلك عن الشراكة بين مكونات المجتمع الدول وأجاب على سؤال طرحه من خلال الورقة فحواه هل تقوم العلاقات الدولية على التعاون أم التنافس؟ مشيرا إلى أن شراكة المفاهيم أصبحت متفرعة منوهاً إلى تحديات العولمة والحاجة إلى التنمية المستدامة والاهتمام بالبيئة وقضايا النوع وحقوق الإنسان وحتى حقوق الحيوان وغيرها من الحقوق ضاربا المثل بوثيقة الحقوق الأساسية the bill of rights والتي تعتبر موحدة تقريبا في كافة الدساتير العالمية .
ولفت الوزير إلى أن التناقض في قسمة الموارد يبرز بشكل ظاهر ومحسوس في علاقات الشراكة والتنافس منوها إلى أن الشراكة تقوم في أحيان كثيرة لتقوية احد أطراف التنافس والتكتلات الدولية والإقليمية والشروط التفضيلية مستشهداً بتحدي منظمة التجارة العالمية وما يحدث من تباين للمواقف بين الدول النامية والمتقدمة في القضايا الدولية ( التنمية ،البيئة، مكافحة الفقر،الاحتباس الحراري، إصلاح نظام الأمم، الديون ، مجموعة ال77 والصين ، دول الجنوب، الدول النامية والأكثر فقرا ).
وفي المحور الثاني من الورقة تطرق الوزير إلى دور الإعلام في تعزيز الشراكة واصفا دوره بالكبير والمتعاظم منوها إلى عدد من التحديات التي يمكن أن تعترض طريق تأصيل هذا المفهوم ولخصها في تحدي مواكبة وإدراك متغيرات البيئة الدولية وتحدي التوافق على توجهات التناول الإعلامي وتحدي التوازن في ملكية واستخدام وسائل الإعلام والاتصال ، مشيرا إلى أن الضرورة تحتم عدم السماح لجهة معينة بالسيطرة على وسائل الإعلام مستشهدا بما يمارسه روبرت موردوخ حاليا والذي يمتلك اغلب المؤسسات الإعلامية الكبيرة وبالتالي توجيهها لخدمة كيانات بعينها ، وحدد الوزير عددا من الطرق والوسائل التي يمكن التركيز عليها من خلال تحدي مواكبة وإدراك متغيرات البيئة الدولية ومنها إشراك الإعلام في كافة القضايا المطروحة ( إعلام تنموي، بيئي ، الكتروني، تعليمي ،توجيهي) والتأهيل والتطوير المستمر للمؤسسات والكوادر الإعلامية لاستيعاب المتغيرات في الوقت المناسب وبالشكل المطلوب وتعزيز المؤسسية والاتجاه نحو التخصص في مختلف وسائل الإعلام ، مؤكدا أن التقيد بهذه الطرق والوسائل سيؤدي لا محالة لتحقيق الهدف المنشود وهو الاستجابة السريعة والفعالة للقضايا الماثلة والمستجدات الطارئة مثل الكوارث ، الحروب وغيرها .
وأضاف يجب التأكيد والتسليم بأن توجهات التناول الإعلامي عملية معقدة وطويلة بل أن الأمر يتطلب توافر عدد من الشروط المهمة فيها مثل الالتزام بالتناول الحر المسئول والذي يتأتى عن طريق( البعد الأخلاقي ) المتمثل في \" الالتزام بأخلاقيات المهنة ومواثيق الشرف وتعزيز قيمة الرقابة الذاتية،المهنية العالية،إتاحة الحريات ورفع الرقابة والوصاية على وسائل الإعلام، مراعاة الخصوصية الثقافية والدينية والإثنية وحقوق الأقليات والفئات الضعيفة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والإيمان بحق الإنسانية في العيش بحرية وسلام وكرامة وحقها في تلبية حاجاتها المادية والفكرية...الخ والتوافق على تعريف القضايا المستجدة والحساسة كالإرهاب مثلا
وفيما يتعلق بتحدي التوازن في ملكية واستخدام وسائل الإعلام والاتصال أشار الوزير إلى أن الأصل في وسائل الإعلام يجب أن لا تكون خاضعة لسلطة فرد أو جهة محددة حتى تفقد معناها ورسالتها التي قامت من اجلها ، وتطرق لمفهوم الاتصال وحدد عددا من الموجهات التي يمكن أن تفسره بالطريقة الصحيحة مثل تقليل الفجوة التقنية بين الشعوب وهي العمود الفقري الذي يقوم عليه الإعلام ووضع التشريعات اللازمة لمنح احتكار أو هيمنة جهات على ملكية وتشغيل المؤسسات الإعلامية.( سيطرة اليهود كمثال واضح ) ورفع العقبات أمام استخدام وسائل النشر والبث والبحث.مثلا البث الفضائي وحظر الفضائيات والقانون الأمريكي وتعزيز الشفافية و إتاحة الوصول للمعلومة بشكل متساو.
وختم الوزير ورقته بالتطرق للشراكة الإعلامية على المستوى الإقليمي حيث كانت البداية بالشراكة على الصعيد العربي مؤكدا أن ( مفهوم الأجندة العربية المشتركة) يحتاج لعدد من الثوابت حتى يترسخ في عقول الناس بطريقة تجعله يحقق هدفه الأساسي ومن ذلك السعي لتحقيق المصالح المشتركة ( الوحدة العربية بمفهوم حديث الأرض والمياه، التجارة ، التعليم ) والتعامل الواعي مع التحديات التي تواجه الجميع(التعامل مع القضايا المستجدة الإرهاب ، التنمية المستدامة ، حقوق الإنسان...... الخ ومواجهة خطر المهددات المشتركة( أمنية، عسكرية، تآكل السيادة القطرية، تفتيت وتمزيق دول العالم العربي،
وتناول محجوب الواقع الإعلامي العربي ومدى جاهزيته و فعاليته في تعزيز الشراكة وذلك من خلال مواكبة و إدراك متغيرات البيئة العربية والتعامل الإيجابي المتغيرات الدولية والتوافق على توجهات التناول الإعلامي (الأولويات والنطاق والحيز) والتوازن في ملكية واستخدام وسائل الإعلام والاتصال وإدارة الأزمات والتعامل مع المتغيرات مع الاحتفاظ بالثوابت( نظرية الثابت والمتغير)( أمثلة : الصومال، لبنان، العراق ، السودان)
مشيرا إلى أن الإصلاح والتطوير في هذه الجوانب يتطلب خطط طويلة المدى تفصل على مراحل مع الاحتفاظ بالاستمرارية ودوام العمل خاصة في ظل هشاشة الوضع الحالي والذي يؤكد عليه الدور الكبير الذي لعبه الإعلام في تأزيم العلاقات بين مصر والجزائر على خلفية مباراة أم درمان إضافة إلى دور بعض الفضائيات في توتير العلاقات بين الدول العربية بعضها البعض ، منوها إلى أن ممارسة الحظر على وسائل الإعلام والتعتيم الإعلامي لن يسهم بأي حال من الأحوال في معالجة القضية .
وشارك متداخلا أثناء المنتدى أستاذ الإعلام المعروف الدكتور صلاح محي الدين متطرقاً لهيمنة القوى العظمى ( إسرائيل على وجه الخصوص ) على وسائل الإعلام كما تداخل أيضا الدكتور أبو بكر عبد العزيز متحدثاً عن منهجية الورقة إضافة إلى مداخلة من رئيس جمعية الصحفيين أسامة الوديع .
أدار الجلسة علي الكرار الهاشم وهويدا عبادي ، يشار إلى أن المنتدي سيستضيف في جلسته الرابعة التي تحدد لها الاثنين المقبل بفندق قصر الستين بالرياض الإعلامية السعودية \"فاطمة العتيبي\" مديرة تحرير مجلة المعرفة في ورقة عمل بعنوان \" دور الإعلامية العربية في تنمية المجتمع \" وسيخصص منتدى الاثنين المقبل للنساء فقط .