وردي..في حضرة جلالك يطيب الجلوس

 أتانا من جزيرة صاي إحدى جُزرنا المتراميه على أحضان النيل والمزدانه بأشجارِ النخيل..أتانا ليصبح ويبقى فينا عملاقاً وهرماً مستمداً ذلك من أرضِ أقدم الحضارات الإنسانيه ـ الحضاره النوبيه ـ ليأخذ ويستمد منها ألقها وعبقها وتاريخها الممتد فينا سنيناً وسنين..

أتانا.. وهو يحمل في دمائه إفريقيةِ السودان،نوبية المنشأِ والعنوان،عبقريةِ العربيه وبديعِ الألوان..
أتانا.. ليصبح فينا ملكاً متوجاً دائماً أبداً على عرش الأغنيه وجميلِ الألحان..
وردي..إفتخر بنوبيته وإعتز بها وحملها تاجاً مرصعاً فوق الرأسِ وعلى الجبين فأصبح في نظر كل نوبي تهراقا وبعانخي العصرِ الحديث..
وردي..دخل كل بيت سوداني في المدينةِ وفي الريفِ المترامي البعيد بأُغنياته التي إنتقى من الكلمات أجملها ومن التعابيرِ أروعها ومن الإحساسِ أرقها مضيفاً إليها روحه وحسه ووجدانه ليتربع في القلوب ويبقى المتفرد فيها زمناً طويلاً وبلا منافس..
إستطاع بذكاءِ فطرته ودهاء عبقريته أن يضع خارطه فكريه ودلائل معرفيه لشعراء أُغنياته ليترجموا أفكاره في كلماتٍ مدوزنه وحروفٍ منمقه فكانت بدائع وروائع أُغنياته لتعيش وتبقى في أذهاننا طيلة نصفِ قرنٍ من الزمان وأكثر..

كما النخيلِ سموت فينا عالياً
زمناً طويل
ناثراً وردِ الربيعِ على التلالِ وفي الجبالِ
من الصباحِ إلى المقيل
متربعاً عرش الجمالِ روحِ النقاءِ حلو الخصالِ
إمتد فينا جيلاً بعد جيل..

تماضر حسن فضل

..