• ×
السبت 11 مايو 2024 | 05-11-2024

رسالة في بريد "كفر و وتر" ... المستجدات السالبة على الشخصية السودانية

رسالة في بريد "كفر و وتر" ... المستجدات السالبة على الشخصية السودانية
 الإخوة بكفر ووتر..
لا اخفي عليكم إنني أقوم بالبحث والكتابة عن موضوع يشغلني كثيرا وهو عن المستجدات السالبة التي طرأت على الشخصية السودانية وأسبابها... عن المستوى الذي وصل له السودان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ورياضيا وفي كل المجالات ... ربما نكون قد تقدمنا قليلا عما مضى ولكن إن قارنا أنفسنا بمن حولنا..وفي كل المجالات نحد أن السودان الذي نال استقلاله قبل ما يزيد عن ستة عقود... تقدمت عليه كثير من الدول التي نالت حريتها بعده بسنين عددا... نفس أهل السودان كان لهم القدح المعلى في تطوير كثير من الدول ولكنهم فشلوا في التقدم ببلدهم.. فلو ضربنا مثالا بفريقنا الوطني والذي تكرمت علينا دولة قطر الفتية برعايته وبتكفل كل منصرفاته لإعداد فريقه القومي بل وكانت حريصة حتى على توفير المدرب العالمي لتدريبه.. نجد أن هذه الدولة والتي تقدم لنا الآن هذا العون المقدر وفي هذا المجال قد سبقتنا بمراحل في كل المجالات أيضا... وان شاء الله سأوافيكم بملخص للبحث للنشر.. حتى يجد ما يجد من نقاش هادف...

فلاعبونا لا غبار عليهم ومدربنا من أكثر المدربين المؤهلين في المنطقة .... فبدأ المعسكر وبدأت التدريبات في غياب خطة متكاملة للارتفاع بمستوى الفريق تتمثل في عدم وضع برنامج متكامل مع فرق ذات وزن....في ظل انه مازالت حتى تلك اللحظة تحكم الفريق موازنات هلاريخ من قبل المدرب الذي يعتقد مثل بقية ضباط اتحاد الكرة إن بقاءه مرهون على إبقاءه لتلك الموازنات... نتج ذلك عن رغبة النظام في التفرقة في هذا المجال بسبب أن معظم قادة النظام يتعاطفون مع احد الأندية الكبرى... فكان الانحياز واضحا وجليا في الصرف على بعض الأندية وبمكيالين مختلفين من أموال الدولة مباشرة... بل واصبح أحداهما يهدد الآخر بشراء أفضل لاعبيه لأنه يملك إمكانيات الدولة التي من المفترض إن تقف من كل الفرق على مسافة واحدة...
النظام لكونه شمولي فان من يتقلد من رجاله مسئولية عامة يصبح تابعا لحزب الحكومة وكل ولاءه لحزبه وجبهته وجماهيرهما وليس لكل السودان ... انه لم يستطيعوا ان يروا جلاليبهم الضيقة التي أتو بها ليتقلدوا بدلا منها جلباب السودان الكبير ... وهذا ما يحدث تماما في معظم المجالات تحت مسمى "التمكين"... ولا يخفي على العين الثاقبة من ان ترى ان هناك من تسلق من البعض على أكتاف النظام لكي يصل الى منصبا عاما في مجال الرياضة..
نعود لفريقنا القومي الذي لعب مبارياته الأولى والثانية والثالثة (الجيش ، المسيمير، تونس) وقد كانت نتائجه عبارة عن مرآة تمثل خيبة كبرى استبانت لنا في ان هذا الفريق يمثل بنا بدلا من أن يمثلنا... ونتج عن ذلك هجوما ضاريا على فريقنا القومي ... كنت انا من اوائل من شنه ... وأصبح مازدا بين مطرقة كتاب المريخ وسندان انتقادات الاهلة... وكانت كلما تريده فئة منهما مسجل في العواميد الهلالية والمريخية.. وهي ليست بالفترة البعيدة التي يصعب للذاكرة اجترارها او العودة لها بضغطة ذر من الكومبيوتر...

لدى عودة مازدا والفريق القومي للسودان استبعد من استبعد ولكن ما كان مؤلما حقا هو ابتعاد احد اللاعبين المختارين بمبرر أدانه اول من ادانه رئيس الاتحاد العام.. ومثل اللاعب للجنة وكان عقابه ايقافه فقط ثلاث مباريات مع ناديه... وبالرغم من ذلك لم يرض هذا الحكم ادارة واعلام ناديه... فكتب الاعلام ما كتب وحبره لم يجف بعد.. استأنفت ادارة ناديه القرار فكان ان اسرع من يسمى (بابو القوانين).. ومازال حبر كتابه رطبا... بتخفيف الحكم الي مباراة واحدة.. وهنا تكمن المأساة لأن ذاكرة الجماهير لا تنسى...
كل هذه الممارسة كانت على سمع وبصر كل الرياضيين والمسئولين اعتبارا من أصغرهم ووصولا الي رئيس الجمهورية المشير عمر البشير...
فلنا فيما حدث بمصر اسوة فالاهلى والزمالك المصريين بصفتهما كبارا ولهم جماهيريتهم الطاغية ... كان التحكيم ينحاز لهما وكانت جماهيرهم تفعل ما تريد... وكانت سلطة ابناء مبارك الطاغية تقف مع الاهلي وكان اتحاد الكرة المصري منقادا خلف هذه التفرقة وهذا الظلم ... ماذا كانت النتيجة ... اليوم يحصد الاهلى بما فعلته... جماهير المصري ببورتسعيد ... فبالرغم من انتهاء المباراة بفوز المصري بثلاثة اهداف لهدفين الا ان المشاعر المكبوتة لمشجعي المصري انفجرت في لحظة غاب فيها العقل ولم ير الا الانتقام... نتيجة عن سياسات خاطئة وكيل بمكيالين متراكمين سواء من المسئولين المصريين او من الصحافة والإعلام او من اتحاد الكرة المصري او من الحزب الحاكم بمصر مبارك...
اليوم نرى ان جماهير ناديي الاهلي والزمالك يتظاهران في شوارع القاهرة تنديدا بما حدث من مأساة ومجذرة حقيقية كان ضحيتها بعض من جمهور الاهلى بعد ان فلت لاعبوه من الموت باعجوبة... والأمر برمته مازال فتنة تعصف بالشعب المصري ومجتمعه المتماسك.. لكن لو بحثنا جيدا في الاسباب والمسببات نجد انه الظلم المتراكم والكيل بمكيالين.. والمجاملات على حساب الحق والقانون...
نعود لمنتخبنا القومي في المونديال الافرقي فقد لعب تحت هذه الظروف والضغوط والهجوم الشرس منا جميعا مباراته الاولى وكانت الهزيمة بواحد صفر... لم اتعجب انا شخصيا من الهزيمة ولكن تعجبت من المستوى الذي لعب به الفريق... المباراة الثانية تقدم الفريق وكان مهزوما واستطاع التعادل.. وكان تعجبي متوازنا بين المستوى والنتيجة المتقدمان...
في المباراة الثالثة استطاع منتخبنا ان يفوز وبتقدم بصورة اوضح واكبر في المستوى والنتيجة مما ادى الي ترقيه لدور الثمانية... وهي نتيجة طبيعية في رأيي على الضغوط التي مورست علي الجهاز الفني واللاعبين من قبل الجمهور وبعض النقاد... الذين هاجموهم بضراوة بل ان بعضهم أصبح يتهكم عليهم من السخرية وبالاستهانة...

والآن عادت نبرة الإشادة والتبجيل وكيل المدح من نفس الأشخاص الذين سخروا واساؤا وقسوا عليهم ... ومثلما سبق ان ذكرت فقد تأكد لي بان نقادنا وكتابنا تحركهم العاطفة في كل المجالات .. فأصبحت كلمات المدح والإشادة لكي يوصلها كاتبها لمن يريد .. من اجل درهيمات أو من اجل انحياز معين .. أن أصبحنا محلك سر نتيجة ذلك... واتوقع ان لم يفطن لاعبونا وادارتهم الفنية الي انهم لم يفعلوا شئيا.. وان ما فعلوه هو ابسط واجباتهم تجاه وطنهم.. وإنهم مازالوا في بداية الطريق ... فسيصيبهم الغرور.. فهذه طبيعة الإنسان السوداني الذي تصفه معظم دول الخليج بالكسل بل وتؤلف عنه النكات في هذا الخصوص.. فبدلا من هذه الإشادات المبالغ فيها ...يمكن افهامهم بانهم عملوا واجبهم الاساسي ولم يزيدوا عنه ...وذلك لكي لا يعيشون في الاجواء الكبيرة والكاذبة فيما كتبه عنهم كتاب الغفلة من المطبلين واصحاب الاجندات الخاصة ...وسنهزم في مباراتنا القادمة شر هزيمة تعيدنا الى المربع الاول الذي كنا فيه... باختصار علينا ان نقسوا وبشدة على ابناءنا في المونديال الافريقي فاني على قناعة بان المدح يصيبهم بالدعة والنعاس والكسل ان لم اقل الغرور...

وصدق المولى عز وجل القائل "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
امسح للحصول على الرابط
 3  0  2405
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سيف الدين خواجة 02-04-2012 01:0
    اخي الكريم الانسان السوداني ليس كسولا وبالذات في دول الخليج التي تعرفه جيدا ترك الاستعمار الانجليزي وصية هامة لكل دول الخليج وهي اذا اردتم نجاح الخدمة المدنية والقوات النظامية عليكم بالسودان .....وحتي عام 1968 وحسب تقرير الامم المتحدة كنا متفوقين في الخدمة المدنية حتي علي يوغسلافيا ومصر وانما عبارة الكسل جاءت عبر آلة الاعلام المصري لحاجة في نفس يعقوب وهي معروفة للمتابعين والدارسين فاصبحت ثقافة عامة تلوكها الالسن بغير تدبر ...والصحيح منذ 1969 الشمولية الثانية الي الآن تدهورنا كثيرا بل نعيش فوضي عارمة ادت الي فساد عارم وفقر دائم وهذاما ما جلبته الانقاذ وسوء السياسة والتدبر والتدبير صحيح الشخصية السودانية لها عيوبها ولكن ليس من بينها الكسل باطلاق عموم وانا اكتب لك من مفكرة عمري والدراسة علينا الا نجلد انفسنا بالتعميم الضار ...التشريح والدقة مطلوبة واؤيد مشروعك الدراسي واشدد علي يديك بهمك الوطني فالوطن يحتاجنا جميعا لانتشاله من محنته التي لا يحس بها من في الحكم لان الموية باردةعلي ايديهم !!!!!!!!!!
  • #2
    بريمه 02-04-2012 12:0
    أسوأ وأخطر شئ لما الجهل والحقد يتلاذمان مصيبة كبري وهو ما وضح عند الكاتب
  • #3
    د . الشريف 02-04-2012 12:0
    حقيقة العنوان كبير و مثير و مشوق و يدعو الى الآسراع بقراءته خاصة وان كاتب المقال افتتحه بكلمات تفيد البحث و الكتابة فى موضوع هام .. لكن .. للآسف ... المضمون لا يرقى لمستوى النشر وبالطبع القراءة .. الكاتب اراد تجريم الدولة و المريخ من خلال عنوان اظن ان كل من يقرأه يصاب بحالة من الشغف و اللهفة التعرف على متغيرات الشخصية السودانية.. السم فى الدسم هو العنوان الصحيح لمثل هذه الهيافة .. ايهام القارىء بأن الدولة صرفت على المريخ اكثر من صرفها على الهلال كلام دحضه واكد على عدم مصداقيته وزير الرياضة السابق فى مؤتمر صحفى ابان فيه ان الهلال نال اكثر من 60 % من الدعم الذى قدمته الدولة للآندية ... من العبث ان يتحدث كاتب المقال عن دعم المؤتمر الوطنى للمريخ و رئيسه و شقيقه من مشجعى الهلال , فضلا عن ان رئيس النادى السابق جمع اغلب ثروته والتى انفق جزءا كبيرا منها على الهلال من مال الدول من خلال صفقات مشبوهة مع سودانير و سوداتل ...كنت أمل ان يتحدث عن المتغيرات السلبية فى الشخصية السودانية الحقيقية التى طرأت فى ظل التدهور المريع لمكونات الدولة لا ان يختصرها فى موضوع الباشا الذى انصفه القانون او الحديث عن موازنات يدحضها و يفندها تشكيلة المنتخب الحالى والذى يخوض غمار منافسة تتطلب تكاتف الجميع فضلا عن صمت اصحاب الآغراض ... اخوتى فى كفر ووتر حقيقة مقال هايف و لا يستحق النشر .. تخيروا اثابكم الله !!!!!
أكثر

جديد الأخبار

بمجهود كبير من لجنة المنتخبات الوطنية ورئيسها الأستاذ أسامة عطا المنان والأمانة العامة للإتحاد السوداني لكرة القدم برئاسة المحامي مجدي شمس الدين تم..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019