رسالة في بريد "كفر و وتر" ... المستجدات السالبة على الشخصية السودانية
الإخوة بكفر ووتر..
لا اخفي عليكم إنني أقوم بالبحث والكتابة عن موضوع يشغلني كثيرا وهو عن المستجدات السالبة التي طرأت على الشخصية السودانية وأسبابها... عن المستوى الذي وصل له السودان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ورياضيا وفي كل المجالات ... ربما نكون قد تقدمنا قليلا عما مضى ولكن إن قارنا أنفسنا بمن حولنا..وفي كل المجالات نحد أن السودان الذي نال استقلاله قبل ما يزيد عن ستة عقود... تقدمت عليه كثير من الدول التي نالت حريتها بعده بسنين عددا... نفس أهل السودان كان لهم القدح المعلى في تطوير كثير من الدول ولكنهم فشلوا في التقدم ببلدهم.. فلو ضربنا مثالا بفريقنا الوطني والذي تكرمت علينا دولة قطر الفتية برعايته وبتكفل كل منصرفاته لإعداد فريقه القومي بل وكانت حريصة حتى على توفير المدرب العالمي لتدريبه.. نجد أن هذه الدولة والتي تقدم لنا الآن هذا العون المقدر وفي هذا المجال قد سبقتنا بمراحل في كل المجالات أيضا... وان شاء الله سأوافيكم بملخص للبحث للنشر.. حتى يجد ما يجد من نقاش هادف...
فلاعبونا لا غبار عليهم ومدربنا من أكثر المدربين المؤهلين في المنطقة .... فبدأ المعسكر وبدأت التدريبات في غياب خطة متكاملة للارتفاع بمستوى الفريق تتمثل في عدم وضع برنامج متكامل مع فرق ذات وزن....في ظل انه مازالت حتى تلك اللحظة تحكم الفريق موازنات هلاريخ من قبل المدرب الذي يعتقد مثل بقية ضباط اتحاد الكرة إن بقاءه مرهون على إبقاءه لتلك الموازنات... نتج ذلك عن رغبة النظام في التفرقة في هذا المجال بسبب أن معظم قادة النظام يتعاطفون مع احد الأندية الكبرى... فكان الانحياز واضحا وجليا في الصرف على بعض الأندية وبمكيالين مختلفين من أموال الدولة مباشرة... بل واصبح أحداهما يهدد الآخر بشراء أفضل لاعبيه لأنه يملك إمكانيات الدولة التي من المفترض إن تقف من كل الفرق على مسافة واحدة...
النظام لكونه شمولي فان من يتقلد من رجاله مسئولية عامة يصبح تابعا لحزب الحكومة وكل ولاءه لحزبه وجبهته وجماهيرهما وليس لكل السودان ... انه لم يستطيعوا ان يروا جلاليبهم الضيقة التي أتو بها ليتقلدوا بدلا منها جلباب السودان الكبير ... وهذا ما يحدث تماما في معظم المجالات تحت مسمى "التمكين"... ولا يخفي على العين الثاقبة من ان ترى ان هناك من تسلق من البعض على أكتاف النظام لكي يصل الى منصبا عاما في مجال الرياضة..
نعود لفريقنا القومي الذي لعب مبارياته الأولى والثانية والثالثة (الجيش ، المسيمير، تونس) وقد كانت نتائجه عبارة عن مرآة تمثل خيبة كبرى استبانت لنا في ان هذا الفريق يمثل بنا بدلا من أن يمثلنا... ونتج عن ذلك هجوما ضاريا على فريقنا القومي ... كنت انا من اوائل من شنه ... وأصبح مازدا بين مطرقة كتاب المريخ وسندان انتقادات الاهلة... وكانت كلما تريده فئة منهما مسجل في العواميد الهلالية والمريخية.. وهي ليست بالفترة البعيدة التي يصعب للذاكرة اجترارها او العودة لها بضغطة ذر من الكومبيوتر...
لدى عودة مازدا والفريق القومي للسودان استبعد من استبعد ولكن ما كان مؤلما حقا هو ابتعاد احد اللاعبين المختارين بمبرر أدانه اول من ادانه رئيس الاتحاد العام.. ومثل اللاعب للجنة وكان عقابه ايقافه فقط ثلاث مباريات مع ناديه... وبالرغم من ذلك لم يرض هذا الحكم ادارة واعلام ناديه... فكتب الاعلام ما كتب وحبره لم يجف بعد.. استأنفت ادارة ناديه القرار فكان ان اسرع من يسمى (بابو القوانين).. ومازال حبر كتابه رطبا... بتخفيف الحكم الي مباراة واحدة.. وهنا تكمن المأساة لأن ذاكرة الجماهير لا تنسى...
كل هذه الممارسة كانت على سمع وبصر كل الرياضيين والمسئولين اعتبارا من أصغرهم ووصولا الي رئيس الجمهورية المشير عمر البشير...
فلنا فيما حدث بمصر اسوة فالاهلى والزمالك المصريين بصفتهما كبارا ولهم جماهيريتهم الطاغية ... كان التحكيم ينحاز لهما وكانت جماهيرهم تفعل ما تريد... وكانت سلطة ابناء مبارك الطاغية تقف مع الاهلي وكان اتحاد الكرة المصري منقادا خلف هذه التفرقة وهذا الظلم ... ماذا كانت النتيجة ... اليوم يحصد الاهلى بما فعلته... جماهير المصري ببورتسعيد ... فبالرغم من انتهاء المباراة بفوز المصري بثلاثة اهداف لهدفين الا ان المشاعر المكبوتة لمشجعي المصري انفجرت في لحظة غاب فيها العقل ولم ير الا الانتقام... نتيجة عن سياسات خاطئة وكيل بمكيالين متراكمين سواء من المسئولين المصريين او من الصحافة والإعلام او من اتحاد الكرة المصري او من الحزب الحاكم بمصر مبارك...
اليوم نرى ان جماهير ناديي الاهلي والزمالك يتظاهران في شوارع القاهرة تنديدا بما حدث من مأساة ومجذرة حقيقية كان ضحيتها بعض من جمهور الاهلى بعد ان فلت لاعبوه من الموت باعجوبة... والأمر برمته مازال فتنة تعصف بالشعب المصري ومجتمعه المتماسك.. لكن لو بحثنا جيدا في الاسباب والمسببات نجد انه الظلم المتراكم والكيل بمكيالين.. والمجاملات على حساب الحق والقانون...
نعود لمنتخبنا القومي في المونديال الافرقي فقد لعب تحت هذه الظروف والضغوط والهجوم الشرس منا جميعا مباراته الاولى وكانت الهزيمة بواحد صفر... لم اتعجب انا شخصيا من الهزيمة ولكن تعجبت من المستوى الذي لعب به الفريق... المباراة الثانية تقدم الفريق وكان مهزوما واستطاع التعادل.. وكان تعجبي متوازنا بين المستوى والنتيجة المتقدمان...
في المباراة الثالثة استطاع منتخبنا ان يفوز وبتقدم بصورة اوضح واكبر في المستوى والنتيجة مما ادى الي ترقيه لدور الثمانية... وهي نتيجة طبيعية في رأيي على الضغوط التي مورست علي الجهاز الفني واللاعبين من قبل الجمهور وبعض النقاد... الذين هاجموهم بضراوة بل ان بعضهم أصبح يتهكم عليهم من السخرية وبالاستهانة...
والآن عادت نبرة الإشادة والتبجيل وكيل المدح من نفس الأشخاص الذين سخروا واساؤا وقسوا عليهم ... ومثلما سبق ان ذكرت فقد تأكد لي بان نقادنا وكتابنا تحركهم العاطفة في كل المجالات .. فأصبحت كلمات المدح والإشادة لكي يوصلها كاتبها لمن يريد .. من اجل درهيمات أو من اجل انحياز معين .. أن أصبحنا محلك سر نتيجة ذلك... واتوقع ان لم يفطن لاعبونا وادارتهم الفنية الي انهم لم يفعلوا شئيا.. وان ما فعلوه هو ابسط واجباتهم تجاه وطنهم.. وإنهم مازالوا في بداية الطريق ... فسيصيبهم الغرور.. فهذه طبيعة الإنسان السوداني الذي تصفه معظم دول الخليج بالكسل بل وتؤلف عنه النكات في هذا الخصوص.. فبدلا من هذه الإشادات المبالغ فيها ...يمكن افهامهم بانهم عملوا واجبهم الاساسي ولم يزيدوا عنه ...وذلك لكي لا يعيشون في الاجواء الكبيرة والكاذبة فيما كتبه عنهم كتاب الغفلة من المطبلين واصحاب الاجندات الخاصة ...وسنهزم في مباراتنا القادمة شر هزيمة تعيدنا الى المربع الاول الذي كنا فيه... باختصار علينا ان نقسوا وبشدة على ابناءنا في المونديال الافريقي فاني على قناعة بان المدح يصيبهم بالدعة والنعاس والكسل ان لم اقل الغرور...
وصدق المولى عز وجل القائل "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
لا اخفي عليكم إنني أقوم بالبحث والكتابة عن موضوع يشغلني كثيرا وهو عن المستجدات السالبة التي طرأت على الشخصية السودانية وأسبابها... عن المستوى الذي وصل له السودان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ورياضيا وفي كل المجالات ... ربما نكون قد تقدمنا قليلا عما مضى ولكن إن قارنا أنفسنا بمن حولنا..وفي كل المجالات نحد أن السودان الذي نال استقلاله قبل ما يزيد عن ستة عقود... تقدمت عليه كثير من الدول التي نالت حريتها بعده بسنين عددا... نفس أهل السودان كان لهم القدح المعلى في تطوير كثير من الدول ولكنهم فشلوا في التقدم ببلدهم.. فلو ضربنا مثالا بفريقنا الوطني والذي تكرمت علينا دولة قطر الفتية برعايته وبتكفل كل منصرفاته لإعداد فريقه القومي بل وكانت حريصة حتى على توفير المدرب العالمي لتدريبه.. نجد أن هذه الدولة والتي تقدم لنا الآن هذا العون المقدر وفي هذا المجال قد سبقتنا بمراحل في كل المجالات أيضا... وان شاء الله سأوافيكم بملخص للبحث للنشر.. حتى يجد ما يجد من نقاش هادف...
فلاعبونا لا غبار عليهم ومدربنا من أكثر المدربين المؤهلين في المنطقة .... فبدأ المعسكر وبدأت التدريبات في غياب خطة متكاملة للارتفاع بمستوى الفريق تتمثل في عدم وضع برنامج متكامل مع فرق ذات وزن....في ظل انه مازالت حتى تلك اللحظة تحكم الفريق موازنات هلاريخ من قبل المدرب الذي يعتقد مثل بقية ضباط اتحاد الكرة إن بقاءه مرهون على إبقاءه لتلك الموازنات... نتج ذلك عن رغبة النظام في التفرقة في هذا المجال بسبب أن معظم قادة النظام يتعاطفون مع احد الأندية الكبرى... فكان الانحياز واضحا وجليا في الصرف على بعض الأندية وبمكيالين مختلفين من أموال الدولة مباشرة... بل واصبح أحداهما يهدد الآخر بشراء أفضل لاعبيه لأنه يملك إمكانيات الدولة التي من المفترض إن تقف من كل الفرق على مسافة واحدة...
النظام لكونه شمولي فان من يتقلد من رجاله مسئولية عامة يصبح تابعا لحزب الحكومة وكل ولاءه لحزبه وجبهته وجماهيرهما وليس لكل السودان ... انه لم يستطيعوا ان يروا جلاليبهم الضيقة التي أتو بها ليتقلدوا بدلا منها جلباب السودان الكبير ... وهذا ما يحدث تماما في معظم المجالات تحت مسمى "التمكين"... ولا يخفي على العين الثاقبة من ان ترى ان هناك من تسلق من البعض على أكتاف النظام لكي يصل الى منصبا عاما في مجال الرياضة..
نعود لفريقنا القومي الذي لعب مبارياته الأولى والثانية والثالثة (الجيش ، المسيمير، تونس) وقد كانت نتائجه عبارة عن مرآة تمثل خيبة كبرى استبانت لنا في ان هذا الفريق يمثل بنا بدلا من أن يمثلنا... ونتج عن ذلك هجوما ضاريا على فريقنا القومي ... كنت انا من اوائل من شنه ... وأصبح مازدا بين مطرقة كتاب المريخ وسندان انتقادات الاهلة... وكانت كلما تريده فئة منهما مسجل في العواميد الهلالية والمريخية.. وهي ليست بالفترة البعيدة التي يصعب للذاكرة اجترارها او العودة لها بضغطة ذر من الكومبيوتر...
لدى عودة مازدا والفريق القومي للسودان استبعد من استبعد ولكن ما كان مؤلما حقا هو ابتعاد احد اللاعبين المختارين بمبرر أدانه اول من ادانه رئيس الاتحاد العام.. ومثل اللاعب للجنة وكان عقابه ايقافه فقط ثلاث مباريات مع ناديه... وبالرغم من ذلك لم يرض هذا الحكم ادارة واعلام ناديه... فكتب الاعلام ما كتب وحبره لم يجف بعد.. استأنفت ادارة ناديه القرار فكان ان اسرع من يسمى (بابو القوانين).. ومازال حبر كتابه رطبا... بتخفيف الحكم الي مباراة واحدة.. وهنا تكمن المأساة لأن ذاكرة الجماهير لا تنسى...
كل هذه الممارسة كانت على سمع وبصر كل الرياضيين والمسئولين اعتبارا من أصغرهم ووصولا الي رئيس الجمهورية المشير عمر البشير...
فلنا فيما حدث بمصر اسوة فالاهلى والزمالك المصريين بصفتهما كبارا ولهم جماهيريتهم الطاغية ... كان التحكيم ينحاز لهما وكانت جماهيرهم تفعل ما تريد... وكانت سلطة ابناء مبارك الطاغية تقف مع الاهلي وكان اتحاد الكرة المصري منقادا خلف هذه التفرقة وهذا الظلم ... ماذا كانت النتيجة ... اليوم يحصد الاهلى بما فعلته... جماهير المصري ببورتسعيد ... فبالرغم من انتهاء المباراة بفوز المصري بثلاثة اهداف لهدفين الا ان المشاعر المكبوتة لمشجعي المصري انفجرت في لحظة غاب فيها العقل ولم ير الا الانتقام... نتيجة عن سياسات خاطئة وكيل بمكيالين متراكمين سواء من المسئولين المصريين او من الصحافة والإعلام او من اتحاد الكرة المصري او من الحزب الحاكم بمصر مبارك...
اليوم نرى ان جماهير ناديي الاهلي والزمالك يتظاهران في شوارع القاهرة تنديدا بما حدث من مأساة ومجذرة حقيقية كان ضحيتها بعض من جمهور الاهلى بعد ان فلت لاعبوه من الموت باعجوبة... والأمر برمته مازال فتنة تعصف بالشعب المصري ومجتمعه المتماسك.. لكن لو بحثنا جيدا في الاسباب والمسببات نجد انه الظلم المتراكم والكيل بمكيالين.. والمجاملات على حساب الحق والقانون...
نعود لمنتخبنا القومي في المونديال الافرقي فقد لعب تحت هذه الظروف والضغوط والهجوم الشرس منا جميعا مباراته الاولى وكانت الهزيمة بواحد صفر... لم اتعجب انا شخصيا من الهزيمة ولكن تعجبت من المستوى الذي لعب به الفريق... المباراة الثانية تقدم الفريق وكان مهزوما واستطاع التعادل.. وكان تعجبي متوازنا بين المستوى والنتيجة المتقدمان...
في المباراة الثالثة استطاع منتخبنا ان يفوز وبتقدم بصورة اوضح واكبر في المستوى والنتيجة مما ادى الي ترقيه لدور الثمانية... وهي نتيجة طبيعية في رأيي على الضغوط التي مورست علي الجهاز الفني واللاعبين من قبل الجمهور وبعض النقاد... الذين هاجموهم بضراوة بل ان بعضهم أصبح يتهكم عليهم من السخرية وبالاستهانة...
والآن عادت نبرة الإشادة والتبجيل وكيل المدح من نفس الأشخاص الذين سخروا واساؤا وقسوا عليهم ... ومثلما سبق ان ذكرت فقد تأكد لي بان نقادنا وكتابنا تحركهم العاطفة في كل المجالات .. فأصبحت كلمات المدح والإشادة لكي يوصلها كاتبها لمن يريد .. من اجل درهيمات أو من اجل انحياز معين .. أن أصبحنا محلك سر نتيجة ذلك... واتوقع ان لم يفطن لاعبونا وادارتهم الفنية الي انهم لم يفعلوا شئيا.. وان ما فعلوه هو ابسط واجباتهم تجاه وطنهم.. وإنهم مازالوا في بداية الطريق ... فسيصيبهم الغرور.. فهذه طبيعة الإنسان السوداني الذي تصفه معظم دول الخليج بالكسل بل وتؤلف عنه النكات في هذا الخصوص.. فبدلا من هذه الإشادات المبالغ فيها ...يمكن افهامهم بانهم عملوا واجبهم الاساسي ولم يزيدوا عنه ...وذلك لكي لا يعيشون في الاجواء الكبيرة والكاذبة فيما كتبه عنهم كتاب الغفلة من المطبلين واصحاب الاجندات الخاصة ...وسنهزم في مباراتنا القادمة شر هزيمة تعيدنا الى المربع الاول الذي كنا فيه... باختصار علينا ان نقسوا وبشدة على ابناءنا في المونديال الافريقي فاني على قناعة بان المدح يصيبهم بالدعة والنعاس والكسل ان لم اقل الغرور...
وصدق المولى عز وجل القائل "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"