خاص.. لمن تنتظر عريسا !
بقلم مصطفى محكر خاص.. لمن تنتظر عريسا !
يروى انه في مدينة سعودية وقع اختيار الاسرة على عروسة لابنهم ، وبعد النظرة الشرعية ، مضت الاسرة باهتمام كبير في تجهيزات العرس ، لابنهم ، وفي ذات يوم شديد البرودة ، جلس العريس "باعتبار ما سيكون" في غرفته ، يقلب اخر الاوراق والدفاتر، استعدادا لرحلته الجديدة ، في هذه الاثناء دخلت عليه شقيقته ، فطرح عليها سؤالا مباغتا ، "ايش رايك في العروس"، فكان السؤال فاتحة شهية لشقيقته لمدح العروس بكل الصفات الجميلة ، وبعد ان اكملت حديثها ..قال لها: يعني لا توجد أي ملاحظات؟.. قالت "هي فقط "بربارة" ومعنى " بربارة " في السعودية ، انها كثيرة الكلام ، فيقولون ان هذا الرجل "راعي سواليف ، وانه كثير البربرة" أي انه يولي "للونسة" اهتماما ، ولإطالة الحديث عناية.. فانتفض العريس قائلا "والله انني اكره كثرة البربرة" وهكذا انتهى العرس قبل ان يبدأ !.
وفي قرية من قرى الجزيرة التي اضحت تعاني العطش بعد طول ارتواء ، واخشى عليها من ان تصاب بالجدب بعد خضرة دائمة ، المهم ، في واحدة من هذه القرى و في زمان ماضي فسخ احد المغتربين العائدين من الخليج ، حينما كان المغترب " سمح الطلة وكثير الغلة " خطوبته ، بسبب كثرة كلام الخطيبة ، وهي المسكينة ، كانت تطرح عليه السؤال تلو الاخر ، حتى قبل ان تتلقى اجابة كاملة ، وهذه الحالة توصف في السعودية ، حيث نقيم ، بانها "لقافة" ، أي بنتنا السودانية اصبحت في هذه الحالة" ملقوفة" أي تريد معرفة كل شئ ، غير ان "لقافتها" هذه ابعدت عنها "العريس اللقطة" الذي ارغى وازبد بانه لايريد الارتباط بهذه " الملقوفة" .
هناك قصص وحكايات كثيرة حول " عرسان طاروا ، وزيجات فركشت " بسبب "اللقافة" وكثرة الحديث ، لذلك نوصي من تنتظر عريسا ان كان مغتربا يعاني الويلات او خريجا يتسكع في الطرقات ينتظر السماء ان تمطر ذهبا ، او موظفا مفتونا بالكلمات المتقاطعة ، وتناول الشاي والقهوة "بالدين" من " ست الشاي" المتكئة على ناصية الشارع او بوابة الوزارة ، او اذا كان العريس يعمل في كل شيء من شأنه ان يدر عليه عائدا ماديا ، او حتى ذلك الجالس في "حديقة حبيبي مفلس" ينتظر " اللوتري".. يتوجب على الراغبة في الزواج ، وحتى قبل ان تصبح بدرجة " خطيبة" ان لاتظهر اية لقافة او كثرة حديث ، وعليها ان تتحلى بالصبر حتى يتم الزواج ، كون أي محاولة " بربرة او لقافة " ربما زجت بها بعيدا عن قفص الزوجية .. وعلى الراغبة في الزواج ان كانت موظفة او صاحبة امجاد ، او مشغولة بالماجستير، او جالسة في البيت ، تراقب حركة الجيران ، عليها ان تبدي لمن تعتقد بانه ربما يكون عريسا ، قلة في الكلام ، ومحدودية في الحركة ، حتى لايفشل المشروع قبل ان يبدأ ، ويلحق بحلم المغتربين في مشروع سندس الزراعي.
مصطفى محكر.
يروى انه في مدينة سعودية وقع اختيار الاسرة على عروسة لابنهم ، وبعد النظرة الشرعية ، مضت الاسرة باهتمام كبير في تجهيزات العرس ، لابنهم ، وفي ذات يوم شديد البرودة ، جلس العريس "باعتبار ما سيكون" في غرفته ، يقلب اخر الاوراق والدفاتر، استعدادا لرحلته الجديدة ، في هذه الاثناء دخلت عليه شقيقته ، فطرح عليها سؤالا مباغتا ، "ايش رايك في العروس"، فكان السؤال فاتحة شهية لشقيقته لمدح العروس بكل الصفات الجميلة ، وبعد ان اكملت حديثها ..قال لها: يعني لا توجد أي ملاحظات؟.. قالت "هي فقط "بربارة" ومعنى " بربارة " في السعودية ، انها كثيرة الكلام ، فيقولون ان هذا الرجل "راعي سواليف ، وانه كثير البربرة" أي انه يولي "للونسة" اهتماما ، ولإطالة الحديث عناية.. فانتفض العريس قائلا "والله انني اكره كثرة البربرة" وهكذا انتهى العرس قبل ان يبدأ !.
وفي قرية من قرى الجزيرة التي اضحت تعاني العطش بعد طول ارتواء ، واخشى عليها من ان تصاب بالجدب بعد خضرة دائمة ، المهم ، في واحدة من هذه القرى و في زمان ماضي فسخ احد المغتربين العائدين من الخليج ، حينما كان المغترب " سمح الطلة وكثير الغلة " خطوبته ، بسبب كثرة كلام الخطيبة ، وهي المسكينة ، كانت تطرح عليه السؤال تلو الاخر ، حتى قبل ان تتلقى اجابة كاملة ، وهذه الحالة توصف في السعودية ، حيث نقيم ، بانها "لقافة" ، أي بنتنا السودانية اصبحت في هذه الحالة" ملقوفة" أي تريد معرفة كل شئ ، غير ان "لقافتها" هذه ابعدت عنها "العريس اللقطة" الذي ارغى وازبد بانه لايريد الارتباط بهذه " الملقوفة" .
هناك قصص وحكايات كثيرة حول " عرسان طاروا ، وزيجات فركشت " بسبب "اللقافة" وكثرة الحديث ، لذلك نوصي من تنتظر عريسا ان كان مغتربا يعاني الويلات او خريجا يتسكع في الطرقات ينتظر السماء ان تمطر ذهبا ، او موظفا مفتونا بالكلمات المتقاطعة ، وتناول الشاي والقهوة "بالدين" من " ست الشاي" المتكئة على ناصية الشارع او بوابة الوزارة ، او اذا كان العريس يعمل في كل شيء من شأنه ان يدر عليه عائدا ماديا ، او حتى ذلك الجالس في "حديقة حبيبي مفلس" ينتظر " اللوتري".. يتوجب على الراغبة في الزواج ، وحتى قبل ان تصبح بدرجة " خطيبة" ان لاتظهر اية لقافة او كثرة حديث ، وعليها ان تتحلى بالصبر حتى يتم الزواج ، كون أي محاولة " بربرة او لقافة " ربما زجت بها بعيدا عن قفص الزوجية .. وعلى الراغبة في الزواج ان كانت موظفة او صاحبة امجاد ، او مشغولة بالماجستير، او جالسة في البيت ، تراقب حركة الجيران ، عليها ان تبدي لمن تعتقد بانه ربما يكون عريسا ، قلة في الكلام ، ومحدودية في الحركة ، حتى لايفشل المشروع قبل ان يبدأ ، ويلحق بحلم المغتربين في مشروع سندس الزراعي.
مصطفى محكر.