رسالة في بريد كفر و وتر ... الهلال ما بين المؤتمر الوطني وجمال الوالي
عندما جاءت ثوره الإنقاذ لم تكن الرياضة من ضمن أولوياتها وأجندتها بل ذهبت ابعد من ذلك واعتبرتها لعب ولهو ومضيعه للوقت وإهدار للمال والطاقات ولكن بعد تغيير الخارطة السياسية وانقسام الإنقاذ إلي كتلتين الأولى كتله المؤتمر الوطني بقياده الحكومة والثانية كتله المؤتمر الشعبي بقياده الترابي ولعلمهما المسبق بأهمية الشباب والرياضة وخوف الكتلتين من بعضهما البعض لاستقلال طاقات الشباب ضد بعضهما فتحرك المؤتمر الوطني ووضع البرامج والاستراتيجيات لاستقلال طاقات الشباب قبل المؤتمر الشعبي وتم وضع ثلاثة خيارات أساسيه الخيار الأول المدينة الرياضية والتاني نادي الهلال والأخير نادي المريخ ونبدأ بالخيار الأول في لمح البصر وبسرعة أدهشت كل الرياضيين بدا العمل الفوري بها حتى ظننا أن العمل في هذا الصرح العملاق سيكتمل في اقل من عامين لكن سرعان ما توقف العمل ليس لأسباب ماليه أو فنيه لكن سؤال كان يراود قاده المؤتمر الوطني ثم ماذا بعد اكتمال المدينة ستكون مثلها مثل الملاعب العالمية يدخلها الناس في دقائق ويمكثون فيها بضع ساعات ثم يخرجون في دقائق وهذا ليس بالمطلوب ولذلك أوقف العمل وتم الإعداد للخيار الثاني نادي الهلال الكل يعلم تمام العلم بان نادي الهلال هو نادي الحركة الوطنية والرياضية بالبلاد وانه النادي الأكثر شعبيه لذلك تم تجنيد السيد جمال الوالي وأعداده وتجهيزه بكل المعينات لقيده هذا النادي الكبير وفعلا تم تعيينه رئيسا لنادي الهلال ولكن الأهلة رفضوا وبكل قوه هذا التعيين ووقفوا أمامه ألف أحمر وتم سحب التعيين وللحقيقة جمال الوالي عندما تم تعيينه كان هلاليا خالصا ولكن طغت عليه صبغه المؤتمر الوطني وفشل هذا المخطط ومن ثم اللجوء للخيار الأخير نادي المريخ عندما علم المريخاب برفض الأهلة للوالي وانه سوف يتم تعيينه لناديهم باركوا هذا التعيين بل ذهبوا وأكدوا تأيدهم له وذكرني ذلك بالمرأة العجوز التي ذهبت إلي أمير المؤمنين تشكي قله الفئران في بيتها فأمر يملئ بيتها بالتمر والدقيق والسمن والعسل وفعلا تم تعيين الوالي رئيسا لنادي المريخ وبدا بتنفيذ الأجندة الموضوعة والمرسومة له وتفنن في ذلك خصوصا بعد رفض الأهلة له مما أثار شيئا في نفسه وبدا بلفظ سمومه وأحقاده علي الهلال وبدا الفرخ الصغير يكبر شيئا فشيئا حتى قوي وكبرت أجنحته ونفش ريشه وطار فوق سماء أم درمان وخوفنا من أن تظل جناحيه العرضة شمال ولما لا وقد تغذى علي دمائنا نحن الفقراء البسطاء الكادحون المعذبون في الأرض والسؤال الذي يطرح نفسه من أين له كل هذا وأين نحن من ذلك نحن الأهلة جماهير وأقطاب وإدارات وهل سنقف متفرجين ومكتوفي الأيدي علما بان نادي الهلال يضم اكبر وأعظم رجال المال والأعمال في السودان تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسرا وإذا افترقتا تكسرت أحادا ولن نقول واه معتصماه ولكن نقول ما أخذ من الشعب سيسترده الشعب يا جمال الوالي ولو بعد حين .
علي التوم الرياض
علي التوم الرياض