• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024

اول اسير سوداني في حرب السويس ... ود بشارة : بسالتنا حيرت الاسرائليين !!!

اول اسير سوداني في حرب السويس ... ود بشارة : بسالتنا حيرت الاسرائليين !!!
 عطبرة:حسام الدين ميرغنى
العم صديق بشارة الشايقى ترقد في ذاكرته ذكريات عمرها نصف قرن أو يزيد، بحى الدرجة العطبراوى يعيش حياة غمار الناس يصل عمله وصلواته بالمسجد.. ود بشارة كما يحلو مناداته اهله فى قرية حزيمة مسقط رأسه يعتبر أول أسير سودانى إبان الحرب التى دارت رحاها بين مصر ومسانديها من الدول العربية واسرائيل.. وكان للجند السودانيين استبسال وذود عن حياض النيل..
فى حكمة وإتزان الشيوخ بدأت الذكريات تتسلسل من عند صديق بشارة وهو أول أسير سودانى فى حرب السويس العام 1956م حيث كان يقاتل مع مشاة الجيش المصرى فى ديار الشايقية كان يمتهن «الطورية» ليلقى بنفسه فى خضم «العسكرية».. ويصوب بندقيته صوب «اسرائيل»..
يقول صديق بشارة الحسن انه من مواليد العام 1932م فى قرية (حزيمة) بديار الشايقية ريفى كريمة، بدأت حياتى مزارعاً أمتهن فلاحة الأرض «زول طوارى وواسوق وحواشات».. ولكن الزراعة لم تفلح فى ان تقينى شر الفاقة فهاجرت لمصر سنة 1953م.
بحثت عن عمل وكان السودان مستعمراً تقل فيه الوظائف إلا لذوى الحظوة ولم اكن طبعاً منهم والسودان ومصر كانا شيئاً واحداً وقتذاك، يصل حديثه:«مشيت بالباخرة.. أها بعد داك ما لقيت لى شغلا مريح سمعت إنو فى تجنيد عساكر قدمت شالونى طوالى»
إلتحق ود بشارة بسلاح الحدود بتاريخ 1/10/1953م تدرب فى «الجبل الأصفر كيلو عشرين» خارج القاهرة.. كثير من السودانيين انخرطوا فى خدمة مشاة الجيش العربى المصرى حينها منهم دفعته (محمد حسين) جعلى من ناس كبوشية,ويصفه بالبسالة والشجاعة الفائقة «أمانة ماكان ضكر». وآخرين لم تسعفنى الذاكرة فى ان اذكرهم الآن.. راتبنا كان ثمانية جنيهات ونصف أفضل بكثير من عائد الزراعة فى ديارى..
إنخرط عم صديق بشارة فى الجيش العربى المصرى مقاتلاً صنديداً يحزم فى حقيبة شجاعته تاريخاً طويلاً للجندى السودانى المتلثم بالفراسة والصبر.. أول عهد له بالعسكرية هناك بعد تخرجه تم نقله إلى أسوان المنطقة القبلية ثم جنوب أسوان وشرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر,وكان مكاناً قاحلاً قبل أن يصبح الآن أحلى منتجعات مصر وحين إنتقل مع كتيبته لـ(جبل الطور) حصل الإشتباك الأول بين مصر وإسرائيل فى العام 1956م..
دخل عم صديق فى تفاصيل المعركة ويرى ان الطيران الاسرائيلى سبب اساسي فى حسم المعركة رغما عن استبسال الجيوش على الارض، المباغتة هى السبب والمنطقة مكشوفة مما أدى إلى أسر عدد كبير من الجيش.
يقول بشارة مجترا شريط الذكريات : اتأسرت مع ثلاثة سودانيين فى شهر عشرة سنة 56 فى جبل الطور. ساقونا بالعربات وعصبوا اعيننا ومكتفين من إيدينا. أولا مكثنا بعض الوقت فى جبل الطور ثم نقلونا بالطائرات لتل أبيب حيث السجن الحربى الإسرائيلى.
رغما عن ضبابية المصير حينها قال بشارة فى لكنة شايقية لما سألته عما خالجه من شعور وقتها: «شوف يا ولدى نحنا الخوف دا ما بنعرفو تب.. من وازع دينى حاربنا إسرائيل وكلو لى خير لينا وإتمنيت أنال الشهادة»..
هل مكثتم كثيرا فى تل ابيب؟
- لا سحبونا الى سجن في محل اسمو «الرحلة» وبعد فترة نقلونا لسجن فى منطقة «اللد»
إنتقلت مع العم صديق لتفاصيل ما بداخل السجن.. لم تغب تفاصيله عن الذاكرة رغم مرور «55» عاماً من حبسه فى إسرائيل: لقد مكث فى السجن ستة اشهر يصف المعاملة بأنها كانت «سيئة».. تعرضوا فى الأشهر الأولى للضرب ولما لمسوا منا استبسالاً وصموداً فتروا واراحوا ايديه.. اتجهوا بعدها للتأثير النفسى بقتل بعض الاسرى أمامهم ذبحاً بالسونكى وايضا لم يحرك ذلك شعرة فى بدن الأسرى السودانيين رفقاء ود بشارة! كانوا ثلاثة وعلى حد قول ود بشارة «.. عليك أمان الله اليهود ديل إتحيرو قالوا ديل جايين من وين»..!
فى ذلك الأوان كان العالم ينقسم لكتلتين شرقية بقيادة الاتحاد السوفيتى بزعامة «خروتشوف» وغربية تضم فرنسا وبريطانيا وإسرائيل.. زاد ضغط المعسكر الشرقى الذى كانت مصر ضمنا من لوائه فجاء إنسحاب إسرائيل من قناة السويس بعد إحتلالها العام ذاته، وتم تبادل الأسرى بين الجانبين.. ما يهم أن العم صديق بشارة خرج من السجن ضمن تبادل الأسرى.. بعد خروجه من سجون «اللد» الرهيبة تم ترحيلهم إلى «التل الكبير» أخذوا شهرين إستجمام واعطوا اجازات لزيارة اهليهم فى السودان.. بشارة لما وطأت قدميه ارض الشايقية لم يعد للزراعة بل رجع ليواصل عمله فى الجيش هناك..
ودارت عجلة الأيام.. أتت حرب 1967م شارك فيها ود بشارة لم تمنعه مرارة الأسر من خرط القتاد قال (مشينا بى رجلينا من ميناء «برقيش» حتى قناة السويس وعدينا مع القوات المصرية لحدى ما إنسحب اليهود للضفة الشرقية, وبعد الحرب إنتهت خدمتى سنة 1968م والمصريين مسكوا فينا لكن الأقدار شاءت إنو نرجع أهلنا فى السودان بعد أدينا واجب الأمة»..
بعد قرابة الأربعين عاماً عاد ود بشارة للطورية ومن ديار الشايقية إنتقل ليقيم فى مدينة «عطبرة» ليعمل فى سوقها يحتضن فى ذاكرته حكايات غزيرة من البطولة والتضحية والبسالة.. لم تسقط من ذاكرته يوم ان تعرف على عسكرى إسرائيلى لما عرف إنه سودانى.. جاء وتعرف عليه اذ انه كان يسكن مع اهله فى مدينة بورتسودان ودرس مراحله الاولية حتى أنه ذكر لى دفعته وأسماء المعلمين.. ورحل مبكراً مع اسرته الى إسرائيل مع أهله وفى أثناء دردشته معه فى السجن ذات جلسة أفصح له فى ان لهم «كلام كتير» فى السودان!

امسح للحصول على الرابط
 1  0  3070
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    سهام 04-27-2010 06:0
    ول اسير سوداني في حرب السويس Re

    It is a very interesting story and it is my first time i know about this incedent .
    why you are not putting his photo ? it will be great if you post one for him.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019