• ×
الإثنين 27 مايو 2024 | 05-25-2024

"البكاء" في ليل الغربة الطويل !

"البكاء" في ليل الغربة الطويل !
بقلم مصطفى محكر  
المغترب السوداني منذ أن تطأ قدمه ارض الاغتراب يصبح يحدث نفسه ليل نهار برغبة أكيدة في العودة الى الوطن ، وأحيانا يربط أمر عودته بمنجز يكبر أو يصغر بحسب المردود المادي الذي يتقاضاه نظير عمله .. وربما تتقاطع معظم أحلام المغتربين السودانيين في منزل يأوي الأسرة، او مصدر دخل يوفر "لقمة العيش" .. ويبقى السوداني مغتربا وهو يحدث نفسه ومن حوله بأنه عائد إلى الوطن ،وتمر سنوات و لاتخبوء رغبة العودة بل تضحي بفعل مرور السنوات في أوجها ، فالغربة ومهما تكن مغرياتها لاتمثل بديلا لوطن يشتاق الإنسان ليفديه بدمه ..فالغربة تقدم بدائل مادية جيدة لجهة الراتب والعلاج والتعليم "للأبناء" الذين لايطاليون بأي نوع من الرسوم ، بل يمنحون الجوائز والهدايا ان هم تفوقوا، ولأبناء السودانيين في مختلف المهاجر نجاحات لاتخطيها عين .. ورغم ذلك تحرم الغربة المرء من روعة التواصل الاجتماعي ، والالتصاق بالا شيا الصغيرة والكبيرة التي تشكل حياة الناس.
وفي الغربة يحزن ويخسر الإنسان كثيرا بعيدا عن الحسابات المادية ..ومن المغتربين من فقد أمه وأبيه ، وهو يهفو منذ ساعات اغترابه الأولى للحظة تجعله بين أيديهم لينال كامل الرضاء قبل الموت ، ولكن إرادة الله اقوي وامضي ، وهي ساعة لن تتأخر .. ومن الحزانى من فقد شقيق أو شقيقه ، أو أي من الأعزاء الذين يكونون امتداد الأسرة السودانية المعروفة بالتلاقي والتداني والتكافل والتراحم و"التواصل" ، مقارنة بكل شعوب الدنيا.
وبلا شك ان رحيل الأعزاء يصيب الإنسان بألم ومرارة ، بيد انه لايملك الا ان يمتثل لأمر الله وهو يردد قول الحق " انا لله وانا اليه راجعون .
نعم هي مقادير مقدرة وآجال محتومة ، ولكن الم الحزن في الغربة هو أضعاف مضاعفة لما يشعر به المرء في وطنه الذي لم يزل يحلم فيه " الناس" كلهم جميعا بمن فيهم معشر المغتربين في مشارق الأرض ومغاربها وعموم الذين لم تكتب عليهم خطى ليمشوها خارج الحدود، بعيش كريم ، ولكن يبدو أن الوطن لازال يعاني في عدة جبهات ، ويخشى أن تقعده طويلا عن توفير أحلام أبنائه بالداخل ، ومغتربيه خارج الحدود، الذين يخافون ، أن لاتاتي لحظة جميلة تنقلهم الى حضن الوطن ، كما يخشون يوما يفقدون فيه من يُزيين لهم طريق العودة الى مراتع الصبا لتطول الغربة وتمتد الأحزان، ليقضي الله امرأ كان مفعولا.
آخر الكلام:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت .. أن السلامة ترك مافيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها .. إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها .. وإن بناها بشر خاب بانيها
مصطفى محكر
امسح للحصول على الرابط
 1  0  3252
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    الكبير 04-21-2011 11:0
    والله لقد أدمعتنا يا مصطفى ود محكر ،، نعم فقدنا أحبابنا من أباء وأمهات وأعزاء وأقعدنا جهاز كرار التهامي وحكومتنا المتهالكة من معاودتهم في مرضهم وكبرهم مما أحزنهم وفرقوا الفنية بقلبو حزينه ونحن لا زلنا في أتراحنا وأفراحنا نعاني من إجراءات حكومية جبائية عقيمة وبليدة.. نسأل الله أن ينصلح حال البلد من حيث التعليم والعلاج المتساوي للجميع وقيام الدولة بواجباتها بمساواة المواطنين في الصحة والتعليم والمساواة أمام القانون ووقف الجبايات والفساد وهو أمر منراه بعيداً بحكم أن المسئولين هم أس الداء ولكن البشير ينكر ضوء الشمس من رمد وصدأ أصاب قلبه وعينيه .. وأخيراً نريد السفر من المطار بد\ون جهاز أو كلام فارغ مثلنا مثل شعوب الله في الأرض والحكومة لم تقدم لنا شئ ولا تتركنا نأكل و،اكل أهالينا من خشاش الأرض.. ونسأل الله السلامة للجميع.
أكثر

جديد الأخبار

كشفت متابعات كفرووتر الدقيقة ان الاتحاد السوداني لكرة القدم لم يحصل علي موافقة كاف بمشاركة انديته بسبب عدم اكمال المسابقات المحلية وان اندية السودان..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019