"البكاء" في ليل الغربة الطويل !
بقلم مصطفى محكر
المغترب السوداني منذ أن تطأ قدمه ارض الاغتراب يصبح يحدث نفسه ليل نهار برغبة أكيدة في العودة الى الوطن ، وأحيانا يربط أمر عودته بمنجز يكبر أو يصغر بحسب المردود المادي الذي يتقاضاه نظير عمله .. وربما تتقاطع معظم أحلام المغتربين السودانيين في منزل يأوي الأسرة، او مصدر دخل يوفر "لقمة العيش" .. ويبقى السوداني مغتربا وهو يحدث نفسه ومن حوله بأنه عائد إلى الوطن ،وتمر سنوات و لاتخبوء رغبة العودة بل تضحي بفعل مرور السنوات في أوجها ، فالغربة ومهما تكن مغرياتها لاتمثل بديلا لوطن يشتاق الإنسان ليفديه بدمه ..فالغربة تقدم بدائل مادية جيدة لجهة الراتب والعلاج والتعليم "للأبناء" الذين لايطاليون بأي نوع من الرسوم ، بل يمنحون الجوائز والهدايا ان هم تفوقوا، ولأبناء السودانيين في مختلف المهاجر نجاحات لاتخطيها عين .. ورغم ذلك تحرم الغربة المرء من روعة التواصل الاجتماعي ، والالتصاق بالا شيا الصغيرة والكبيرة التي تشكل حياة الناس.
وفي الغربة يحزن ويخسر الإنسان كثيرا بعيدا عن الحسابات المادية ..ومن المغتربين من فقد أمه وأبيه ، وهو يهفو منذ ساعات اغترابه الأولى للحظة تجعله بين أيديهم لينال كامل الرضاء قبل الموت ، ولكن إرادة الله اقوي وامضي ، وهي ساعة لن تتأخر .. ومن الحزانى من فقد شقيق أو شقيقه ، أو أي من الأعزاء الذين يكونون امتداد الأسرة السودانية المعروفة بالتلاقي والتداني والتكافل والتراحم و"التواصل" ، مقارنة بكل شعوب الدنيا.
وبلا شك ان رحيل الأعزاء يصيب الإنسان بألم ومرارة ، بيد انه لايملك الا ان يمتثل لأمر الله وهو يردد قول الحق " انا لله وانا اليه راجعون .
نعم هي مقادير مقدرة وآجال محتومة ، ولكن الم الحزن في الغربة هو أضعاف مضاعفة لما يشعر به المرء في وطنه الذي لم يزل يحلم فيه " الناس" كلهم جميعا بمن فيهم معشر المغتربين في مشارق الأرض ومغاربها وعموم الذين لم تكتب عليهم خطى ليمشوها خارج الحدود، بعيش كريم ، ولكن يبدو أن الوطن لازال يعاني في عدة جبهات ، ويخشى أن تقعده طويلا عن توفير أحلام أبنائه بالداخل ، ومغتربيه خارج الحدود، الذين يخافون ، أن لاتاتي لحظة جميلة تنقلهم الى حضن الوطن ، كما يخشون يوما يفقدون فيه من يُزيين لهم طريق العودة الى مراتع الصبا لتطول الغربة وتمتد الأحزان، ليقضي الله امرأ كان مفعولا.
آخر الكلام:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت .. أن السلامة ترك مافيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها .. إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها .. وإن بناها بشر خاب بانيها
مصطفى محكر
المغترب السوداني منذ أن تطأ قدمه ارض الاغتراب يصبح يحدث نفسه ليل نهار برغبة أكيدة في العودة الى الوطن ، وأحيانا يربط أمر عودته بمنجز يكبر أو يصغر بحسب المردود المادي الذي يتقاضاه نظير عمله .. وربما تتقاطع معظم أحلام المغتربين السودانيين في منزل يأوي الأسرة، او مصدر دخل يوفر "لقمة العيش" .. ويبقى السوداني مغتربا وهو يحدث نفسه ومن حوله بأنه عائد إلى الوطن ،وتمر سنوات و لاتخبوء رغبة العودة بل تضحي بفعل مرور السنوات في أوجها ، فالغربة ومهما تكن مغرياتها لاتمثل بديلا لوطن يشتاق الإنسان ليفديه بدمه ..فالغربة تقدم بدائل مادية جيدة لجهة الراتب والعلاج والتعليم "للأبناء" الذين لايطاليون بأي نوع من الرسوم ، بل يمنحون الجوائز والهدايا ان هم تفوقوا، ولأبناء السودانيين في مختلف المهاجر نجاحات لاتخطيها عين .. ورغم ذلك تحرم الغربة المرء من روعة التواصل الاجتماعي ، والالتصاق بالا شيا الصغيرة والكبيرة التي تشكل حياة الناس.
وفي الغربة يحزن ويخسر الإنسان كثيرا بعيدا عن الحسابات المادية ..ومن المغتربين من فقد أمه وأبيه ، وهو يهفو منذ ساعات اغترابه الأولى للحظة تجعله بين أيديهم لينال كامل الرضاء قبل الموت ، ولكن إرادة الله اقوي وامضي ، وهي ساعة لن تتأخر .. ومن الحزانى من فقد شقيق أو شقيقه ، أو أي من الأعزاء الذين يكونون امتداد الأسرة السودانية المعروفة بالتلاقي والتداني والتكافل والتراحم و"التواصل" ، مقارنة بكل شعوب الدنيا.
وبلا شك ان رحيل الأعزاء يصيب الإنسان بألم ومرارة ، بيد انه لايملك الا ان يمتثل لأمر الله وهو يردد قول الحق " انا لله وانا اليه راجعون .
نعم هي مقادير مقدرة وآجال محتومة ، ولكن الم الحزن في الغربة هو أضعاف مضاعفة لما يشعر به المرء في وطنه الذي لم يزل يحلم فيه " الناس" كلهم جميعا بمن فيهم معشر المغتربين في مشارق الأرض ومغاربها وعموم الذين لم تكتب عليهم خطى ليمشوها خارج الحدود، بعيش كريم ، ولكن يبدو أن الوطن لازال يعاني في عدة جبهات ، ويخشى أن تقعده طويلا عن توفير أحلام أبنائه بالداخل ، ومغتربيه خارج الحدود، الذين يخافون ، أن لاتاتي لحظة جميلة تنقلهم الى حضن الوطن ، كما يخشون يوما يفقدون فيه من يُزيين لهم طريق العودة الى مراتع الصبا لتطول الغربة وتمتد الأحزان، ليقضي الله امرأ كان مفعولا.
آخر الكلام:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت .. أن السلامة ترك مافيها
لادار للمرء بعد الموت يسكنها .. إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها .. وإن بناها بشر خاب بانيها
مصطفى محكر