• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024

بكري المدينة ..موهبةٌ تبدع في دوري الأبطال بعد الإفلات بإعجوبة من العقوبات

بكري المدينة ..موهبةٌ تبدع في دوري الأبطال بعد الإفلات بإعجوبة من العقوبات
كتب / محمد عيسي ساتي 
لم يكن رحيل المهاجم بكري المدينة من الهلال شيئاً عادياً في تسجيلات نوفمبر من العام2014 ليس بسبب أن انتقاله كان للند الآخر المريخ فحسب بل لأنه كلف خزينة المريخ مبلغ ثلاثة ملايين جنيه استلم ثلثيه نقداً في أعلى صفقة للاعب محلي ليلغي بذلك اتفاق تجديد عقده مع الهلال بالرغم من استلامه مبلغ ثمانمائة ألف جنيه من رئيس مجلس الهلال أشرف الكاردينال قبل تلك التسجيلات بأيام إلا أن اتفاقه الجديد مع المريخ وتوقيعه في كشوفاته جعلته يعيد مبلغ الهلال لخزينة الإتحاد العام لكرة القدم والذي قام بدوره بتسليمه لاحقاً للهلال بعد شدٍ وجذب.
وبالرغم من أن بكري المدينة كان قد أمضى حوالي خمسة مواسم في صفوف الهلال إلا أنه لم يكن يشكل أي اضافة تذكر في الفريق الا في موسمه الأخير في 2014 وكان لاعباً احتياطياً قبل ذلك بسبب أن خط هجوم الهلال كان يتواجد فيه المتوهج كاريكا بالإضافة الى عدد من اللاعبين الاجانب المتميزين وبعد رحيل سادومبا من الهلال في 2012 لم يأتي الهلال بمهاجمٍ اجنبي يكون مقنعاً ليمهد ذلك لمشاركة المدينة أساسياً مع الفريق الى أن جاء موسم 2014 وكان بكري المدينة هو المهاجم الأول فيه حتى على مستوى المنتخب الوطني بعد التراجع الواضح في مستوى كاريكا وقدم موسماً كان حديث كل الرياضيين وهو نفس الموسم الذي شهد انتهاء فترة قيده مع الهلال والذي صادف ذلك أول فترة تسجيلات لرئيس الهلال الملياردير أشرف الكاردينال والذي كان قد صرح قبل التسجيلات عندما كانت هناك ثمانية لاعبين ينتهي قيدهم بنهاية الموسم من ضمنهم بكري المدينة كان قد قال بأن له سقف للاعبين لن يتجاوز الثمانمائة ألف جنيه مهما كان وزن اللاعب وعندما جلس مع المدينة زاد مبلغ اعادة قيده وسط ضغوطات من اللاعب وأقربائه حتي اتفقوا علي مبلغ مليون وستمائة ألف جنيه استلم منها نصفها نقداً بعد أن وقع على موافقته على تجديد عقده للهلال ولكن بكري المدينة فاجأ الجميع عندما حانت فترة التسجيلات بإنضمامه للند الآخر المريخ وسط فرحة كبيرة من (المريخاب) قابلتها في الإتجاه الآخر حسرةً كبيرة للهلالين الذين تحسروا لذهاب جوهرتهم ونجم خط هجومه بعد أن قوي عوده وأصبح افضل حتى من المهاجمين الاجانب.
لم يترك الكاردينال انتقال المدينة للمريخ يمر مرور الكرام وقال تصريحاته الشهيرة بأن بكري (ما بدقها في المريخ) وكان يقصد أنه لن يلعب للمريخ وكان في اعتقاده أن الهلال سيكسب شكواه ضده لأنه وقع عقداً مع الهلال ولكن الإتحادالعام لكرة القدم لم ينظر الى اتفاقه مع الهلال لأنه خارج فترة التسجيلات ولم يكن بتفويض من الإتحاد العام لكرة القدم وبعد شدٍ وجذبٍ بين الهلال والمريخ بعد أن هدد رئيس مجلس الهلال بتدويل القضية حتى محكمة كأس بمدينة لوزان السويسرية بعد أن رفض الإتحاد العام شكوى الهلال وكان القانونيون اختلفوا حول كيف يكون وضع المريخ واللاعب في حالة أصرّ الهلال علي تصعيداته فمنهم من قال أن هناك عقوبات ستفرض علي اللاعب بتغريمه تعويضات للهلال على خرق اتفاقه معه وبغرامةٍ مالية كتعويض له وللمحكمة بالإضافة الى حرمان المريخ من التسجيلات في فترتين على التوالي وكان الرأي الآخر المساند للمريخ يقول أن اللاعب لن تطاله اي عقوبات لأن الفيفا يعتبر قانون الإتحاد العام هو المرجعية في الحكم وكانت تلك الجدل مشتعلٌ الا أن فاجأ رئيس الهلال الذي كان قد اكد عندما استلم الحكم بأن كل من يقول ان ليس للهلال مال فهو معتوه وتباهى عندما قال : نحن القوة المالية الضاربة في البلد دي لو اردنا تسجيل ميسي لسجلناه فاجأ كل الرياضيين عندما اعلن تنازله عن قضية بكري المدينة مدعياً أن ذلك تكلف النادي أموال كثيرة.
وفُسر قرار رئيس مجلس الهلال في تخليه عن بكري المدينة بالرغم من إصراره في البداية
على ايصاله آخر مراحل التقاضي بسبب أنه تلقى توجيهات من جهات عليا ونافذة في الحكومة بأن يستسلم للأمر ويترك بكري المدينة للمريخ الذي يتولى مجلس ادارته جمال الوالى رجل الحكومة المعروف والذي يؤكد تلك الإستنتاجات هو. أن المال لن يقيف عقبة أمام الكاردينال وكثير من الشواهد أكدت ذلك فيما بعد كما أنه أيام مشكلة انهيار موسم 2015 كان قال لرئيس البرلمان بأنهم الذين يقودون البلد وان ما تروه مناسباً لن يخالفه الهلال بالإضافةالى تصريحاته في عطبرة بعد موسم 2015 عندما قال :لو ما ناس دخري الزمان ديل كنا ودينا الإتحاد الخور ...ودخري الزمان هذا هو أحد القياديين في جهاز الأمن والمخابرات الوطني برتبة اللواء مما يؤكد أنه يستجيب لآراء الحكومة حتى ولو كانت ضد مصالح الهلال عندما فقد بطولتي الدوري والكاس في 2015عندما انسحب من البطولتين وبسبب عدم وفائه لوعده مع جماهير الهلال عندما قال ان الهلال لن يعود للعب الا بعد ذهاب الاتحاد العام لكرة القدم ولكنه عاد وشارك ولم يذهب الإتحاد العام لكرة القدم
ربما لم يكن بكري المدينة الذي توهج مع المريخ في موسمه الأول وقاده لأول مرة في تاريخه الى مرحلة نصف نهائي دوري ابطال افريقيا ليكون سبباً في أن يحصل المريخ علي حافزٍ يقارب السبعمائة ألف دولار بمساهمته في إثنتي عشرة هدفاً صناعةً وتسجيل ربما كان يكون موقوفاً علي الأقل لأربعة أشهر لو كان مجلس الهلال ذهب في قضيته حتي النهاية ولم يتنازل ويتركها في منتصف الطريق .
بكري المدينة الذي واصل تألقه في البطولة الإفريقية للموسم الحالي وقاد المريخ لعبور مرحلة ال32 بعد أن خسر الذهاب خارج أرضه بثلاثية نظيفة عندما تسبب في احراز ثلاثة اهداف من جملة الأهداف الاربعة الذي احرزها المريخ في الفريق النيجيري ربما كان لم يكن موجوداً مع المريخ لو كان قادة الإتحاد يطبقون القانون بعد اعتدائه علي حكم الراية الثاني في مباراة المريخ والاهلي شندي التي اقيمت بشندي في 2015 وكثير من القانونين كانوا يرون أنه يجب أن يتوقف لمدة موسمين بعد تلك الحادثة أو لموسمٍ واحد وكان سيقضي علي جاهزيته بسبب توقفه الطويل من اللعب بمثلما حدث مع فاروق جبرة الذي لم يكن قادراً على اللعب بعد عودته من الإيقاف بعد اعتدائه علي الحكم المساعد لمباراة فريقه المريخ مع التاكا كسلا في موسم 2003.
سلوكيات بكري المدينة الغير منضبطة لم يكن داخل الميدان فحسب ولم يكن اعتدائه على مراسل قناة بين سبورت الأسبوع الماضي الأول من نوعه مع الصحفيين لأن سامر العمرابي كان قد سبقه عصام طمل الذي كان يغطي لصحيفة قوون معسكر ومباريات المريخ بالجزائر في عام 2015 كما ان بكري المدينة اعتدى حتي على زملائه اللاعبين عندما قام بمطاردة زميله في الهلال ايكانغا في معسكر الفريق باديس ابابا في العام 2012 .ولم يسلم من اعتدائه حتي المشجعين بعد أن اعتدى علي سائق عربة في أحدـ شوارع الخرطوم .
اللجنة المعينة من الحكومة لإدارة المريخ كانت قد أكدت على لسان مساعد الرئيس لشئون الإعلام الأستاذ مزمل أبو القاسم بأنهم سيتحققون في اعتداء بكري علي سامر العمرابي ولكن الشواهد تؤكد أن ادارات الأندية لن تستطيع معاقبة اللاعب الذي تطاول من قبل حتى على أحد إداريي المريخ وبالتالي من الراجح بعد أن شارك اساسياً في مباراة فريقه مع هلال كادوقلى بعد حادثة الاعتداء علي مراسل بين سبورت لن تطاله أي عقوبات من ادارة المريخ كما أنه
سيواصل في سلوكياته الغير منضبطة طالما أن الإدارة لا تردع ولا تعاقب المنفلتين وإن كانت الإدارة نفسها تواصل السلوكيات الهمجية عندما اعتدى الاداري حاتم محمد أحمد علي حكم مباراة المريخ الموسم الماضي بالمغرب كان سبباً وحافزاً في أن يعتدي بعد ذلك عدد من لاعبي الفريق على أحد المصورين المغاربة.
بكري المدينة الذي اصبح الهداف التاريخي للمريخ في دوري الابطال في أقل من ثلاثة مواسم بعد أن تجاوز مهاجم المريخ السابق ايداهور ما كان له أن يكون بكل هذا التوهج لو واصل الهلال مقاضاته أو لو فرض عليه العقوبات بعد اعتدائه علي حكم مباراة فريقه مع الأهلي شندي في الموسم قبل الماضي .
امسح للحصول على الرابط
 12  0  4989

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019