قنديل ومرحوم ومازدا
عباس ابوريدة قنديل ومرحوم ومازدا
لا يفصل بين كليتي الهندسة والآداب بجامعة الخرطوم سوى الميدان الغربي وقهوة النشاط ومع ذلك فالتواصل لم يكن دائما ً على ما يرام .
كان ذلك اليوم موعدا ً لمباراة في كرة القدم بين فريقي كلية الهندسة وكلية الآداب ضمن دوري الكليات في الجامعة ، وكانت مباراة هامة وحاسمة في الطريق نحو لقب البطولة ، توعَّدنا أهلُ الآداب بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وأنذرونا باستعمال العنف القانوني وغيره على أرض الملعب ، ولم نكن نملك إلا تكثيف الحضور وسد الثغور وقراءة ما بين السطور ورسم الخطط الكفيلة بالعبور .
محمد الأكرم كان في حراسة مرمى فريق كلية الهندسة والمعمار الذي كان يزخر بكوكبة من النجوم في حين كان فريق كلية الآداب يضم قلب الدفاع قائد الحرب النفسية ومطلق التصريحات النارية كما كان من نجوم الفريق الكابتن محمد عبدالله مازدا .
وبعد أن إحتشد حول الميدان جمهور غفير من الكليتين وأحبائهم ومناصريهم من كليات الوسط وكليات الأطراف ، فوجئ الحضور أن من أوكلت له إدارة ذلك اللقاء الهام هوالحكم الدولي الذائع الصيت أحمد قنديل ، بدأ اللقاء والناس واجمون و مسحورون بتحركات قنديل ومتابعاته وإشاراته وقراراته ، كانوا كلهم في ذلك سواء ، اللاعبين والمتفرجين ، قضوا نصف وقتهم يستمتعون بذلك وتوزع النصف الثاني بين لاعبي الفريقين .
لم يشعر أحد بمرور الوقت ، ولم يستفق لا عبو فريق الآداب إلا بعد أن سكن شباكهم الهدف الثاني ، ثم أصبح عصيَّا ً عليهم تدارك الأمر ونسيوا تماما ً فواصل العنف التي هددونا بها ، وكان أن إنتهت المبارة بالهدفين وفاز الجمهور بالمتعة وحاز أهل الهندسة بالكأس ذلك العام وأعوام عديدة تلته .
قد يكون الشحن الزائد الذي سبق المباراة قد تناهى إلى أسماع إدارة النشاط الرياضي بالجامعة والتي كان على رأسها الكابتن يوسف مرحوم فانتدبت الحكم الدولي أحمد قنديل لإدارة اللقاء ، ولربما فعلت ذلك لتسلط مزيدا ً من الضوء على تلك المنافسة الرفيعة المستوى بعد أن سرقت منافسات السلة منها الأضواء ردحا ً من الزمن لوجود عدد من لاعبي السلة الدوليين في صفوفها .
عصر ذلك اليوم قدم لنا حكمنا أحمد قنديل درسا ً رائعا ً في الإدارة والقيادة وكان الميدان الشرقي وفريقا كلية الهنسة والآداب مجرد أدوات .
الحلول قد تكون أقرب مما نتصور وأيسر مما يجول بالبال وقد تحمل معها مفاتيحاً لآفاقٍ جديدة .
عباس أبوريدة
- - - - - - - - - - - - - - - - -
تم إضافة المرفق التالي :
Abbas1.jpg
لا يفصل بين كليتي الهندسة والآداب بجامعة الخرطوم سوى الميدان الغربي وقهوة النشاط ومع ذلك فالتواصل لم يكن دائما ً على ما يرام .
كان ذلك اليوم موعدا ً لمباراة في كرة القدم بين فريقي كلية الهندسة وكلية الآداب ضمن دوري الكليات في الجامعة ، وكانت مباراة هامة وحاسمة في الطريق نحو لقب البطولة ، توعَّدنا أهلُ الآداب بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وأنذرونا باستعمال العنف القانوني وغيره على أرض الملعب ، ولم نكن نملك إلا تكثيف الحضور وسد الثغور وقراءة ما بين السطور ورسم الخطط الكفيلة بالعبور .
محمد الأكرم كان في حراسة مرمى فريق كلية الهندسة والمعمار الذي كان يزخر بكوكبة من النجوم في حين كان فريق كلية الآداب يضم قلب الدفاع قائد الحرب النفسية ومطلق التصريحات النارية كما كان من نجوم الفريق الكابتن محمد عبدالله مازدا .
وبعد أن إحتشد حول الميدان جمهور غفير من الكليتين وأحبائهم ومناصريهم من كليات الوسط وكليات الأطراف ، فوجئ الحضور أن من أوكلت له إدارة ذلك اللقاء الهام هوالحكم الدولي الذائع الصيت أحمد قنديل ، بدأ اللقاء والناس واجمون و مسحورون بتحركات قنديل ومتابعاته وإشاراته وقراراته ، كانوا كلهم في ذلك سواء ، اللاعبين والمتفرجين ، قضوا نصف وقتهم يستمتعون بذلك وتوزع النصف الثاني بين لاعبي الفريقين .
لم يشعر أحد بمرور الوقت ، ولم يستفق لا عبو فريق الآداب إلا بعد أن سكن شباكهم الهدف الثاني ، ثم أصبح عصيَّا ً عليهم تدارك الأمر ونسيوا تماما ً فواصل العنف التي هددونا بها ، وكان أن إنتهت المبارة بالهدفين وفاز الجمهور بالمتعة وحاز أهل الهندسة بالكأس ذلك العام وأعوام عديدة تلته .
قد يكون الشحن الزائد الذي سبق المباراة قد تناهى إلى أسماع إدارة النشاط الرياضي بالجامعة والتي كان على رأسها الكابتن يوسف مرحوم فانتدبت الحكم الدولي أحمد قنديل لإدارة اللقاء ، ولربما فعلت ذلك لتسلط مزيدا ً من الضوء على تلك المنافسة الرفيعة المستوى بعد أن سرقت منافسات السلة منها الأضواء ردحا ً من الزمن لوجود عدد من لاعبي السلة الدوليين في صفوفها .
عصر ذلك اليوم قدم لنا حكمنا أحمد قنديل درسا ً رائعا ً في الإدارة والقيادة وكان الميدان الشرقي وفريقا كلية الهنسة والآداب مجرد أدوات .
الحلول قد تكون أقرب مما نتصور وأيسر مما يجول بالبال وقد تحمل معها مفاتيحاً لآفاقٍ جديدة .
عباس أبوريدة
- - - - - - - - - - - - - - - - -
تم إضافة المرفق التالي :
Abbas1.jpg
