الهلال .... غياب العقل وطغيان العاطفة

دفع الله الشريف عندما يغيب العقل .. تطغى العاطفة .. وتتوارى الحقيقة .. بالفعل هذا ما افرزه المشهد الأنتخابى الحالى لكلية ( إتحاد ) كرة القدم خلال الأيام الفائته .. تعصب لدرجة الجنون عاشته جماهير واعلامى نادى الهلال راغبة فى ايصال الفريق ( المدهش ) الى سدة الرئاسة رغما عن انف الحقيقة .. الحقيقة التى يعرفها كل من كان معايشا ومتابعا للحركة الرياضية فى السودان .. لا توجد ادنى مقارنة بين المجموعة التى يقودها عبدالرحمن سر الختم وبين تلك التى ظل يقودها الدكتور معتصم جعفر من حيث المؤهلات والخبرات الأدارية والقانونية والفنية .. فضلا عن ان الفريق ( المدهش ) معروف تعصبه الشديد الذى لا يقبل الجدل لنادى الهلال .. من حق جماهير المريخ وإعلامه الخوف من مصير الرياضة فى بلد سيرأس اتحادها مشجع متعصب وإدارى فشل فى كل المواقع التى تبوأ مناصب فيها .. يتحدثون عن الفساد فى عهد الدكتور معتصم .. ولكن واقع الحال يقول انها شبهات بالفساد لم تثبت بالدليل القاطع حتى الآن .. الفساد وبالدليل القاطع ثبت فى أحد السفارات التى كان يرأس بعثتها الدبلوماسية الفريق المدهش .. أحد توابع الفريق المدهش تحدث وأكد بلغة لا تقبل الشك والتأويل بان مجموعتهم وزعت معينات رياضية وهدايا وأموال للأتحادات وهى بلا شك عملية شراء اصوات ورشوة ليتلقوا دعمها فى العملية الأنتخابية .. كلنا يعلم ان السودان بلد فقير فى الأنجازات الرياضية .. المتابعون للعمل الرياضى منذ الخمسينات وحتى نهاية القرن الماضى يؤكدون , لا توجد انجازات سوى فوز واحد ببطولة افريقيا سنة 70 و فوز ببطولة سيكافا للمنتخبات وفوز المريخ ببطولة كاس الكئوس الأفريقية و سيكافا للأندية .. فى كل هذه الفترة تعاقب على اتحاد الكرة اكثر من 5 رؤساء اتحاد جلهم ينتمون الى نادى الهلال وخلالها غاب السودان اكثر من 32 عام وفشل فى الوصول لنهائيات الكاف .. تسلم الدكتور معتصم جعفر رئاسة SFA وحقق انجازات اقل من الطموح ولكنها تعد فى ظل الوضع السياسى والأقتصادى العام مقبولة ..أفضل مركز حققه السودان فى عهد شداد وابو حراز كان 115 وفى عهد معتصم حقق السودان مركز 72 فى العام 14 والمركز 89 فى سبتمبر 15.. أعاد السودان الى حظيرة التنافس الأفريقى على مستوى المنتخبات بعد غياب دام 32 سنة, وفى ثلاث نهائيات وصل فى إحداها الى دور الثمانية .. فاز بسيكافا للمنتخبات ثلاث مرات ..وصل المريخ والهلال الى دورى المجموعات ونصف النهائى فى بطولات الكاف وفى عدة مناسبات .. ظهور اندية ولائية تنافس اندية الخرطوم وتفوز بالمشاركة فى بطولات الكاف وتحقق بعض النجاحات .. ما يحدث فى دورى هذا العام من تقارب مستويات ونتائج يدون بأنه نجاح لإتحاد معتصم .. العصبية وغياب الحقائق وتفشى ظواهر تقديم مصلحة من انتمى له على المصلحة العامة فى بعض اجهزة الأتحاد المساعدة وبعض كوادر اتحاداته الولائية ارغمت اتحاد معتصم على ممارسة قدر من الموازنات وجعلت من القانون الحاضر الغائب .. لولا هذه الموازنات لسقط الهلال الى المراحل الأقل منذ تمرده على اتحاد شداد ورفضه اداء مباراة معلنة ومبرمجة فى الحصاحيصا .. الموازنات ارث ادارى تمارسه كل الإدارات السابقة وستمارسه الإدارات المقبلة اذا لم يتم لجم تمدد وتنامى سرطان التعصب وسط المشهد الإعلامى عامة والهلالى خاصة .. الحقيقة وإعلام الهلال ضدان لا يلتقيان ابدا .. فضيحة كبيرة شاهدناه بالأمس .. رجل قانون ينصب نفسه رئيسا للجنة انتخابات ترجل عنها الرئيس المنتخب بأمر الجمعية العمومية ومعه بعضا من اعضاء لجنته ويدعو لجمعية انتخابية من داخل استاد كرة القدم وفى غياب جزء كبير من أعضاء الإتحاد والمرشحين وممثليهم ومن ثم يعلن فى نهاية المسرحية فوز الفريق المدهش ب47 صوت من مجموع 48 .. انا متأكد ان صاحب الصوت الساقط هو مولانا عبدالعزيز نفسه لنفى صفة هزلية من المسرحية .. ما حصل بالأمس من المؤكد ان يكون له تبعات وتبعات .. رغما عن ما يجدونه من دعم لا ادرى لماذا يهرول اهل الهلال الى الحصول على المزيد من الدعم .. الحقيقة وواقع الحال يقول مهما وجدوا وحصلوا من دعم داخلى لن يفيدهم فى تحقيق حلم طال انتظاره وسيطول حتى وان اتو بابوكسكتة لرئاسة الأتحاد !!!