• ×
الخميس 28 مارس 2024 | 03-27-2024

الصحافة الورقية بين الدمج والبوار

الصحافة الورقية بين الدمج والبوار
كتب : الصادق مصطفى الشيخ 

تعيش الصحافة السودانية منذ عشرون عاما فى ازمة طاحنة مفتعلة بسبب السياسات القمعية للحريات التى تقف الصحافة على راسها حيث تم تكبيلها تماما كما يكبل المعتقلون فى بيوت الاشباح وعتاة المجرمون وعمدت الدولة فى هذا السياق التدميرى للصحافة كراس الرمح للحريات الى استخدام كافة الاساليب تارة بالرقابة القبلية والبعدية مرورا بالمصادرة ومنع النشر والتهديد وحتى اقتياد الصحافيين الى جهات غير معلومة كما فى واقعة رئيس تحرير صحيفة التياربجانب ذلك تعدد الجهات المحاسبية للصافيين والكتاب والتى من اجلها تم تخصيص نيابات خاصة بالولايات وهو امر مخالف للشرائع واللوائح والنظم جردت حتى مجلس الصحافة من وظائفه المتفق عليها فى القانون الدولة سعت لاحتكار الصحافة والتدفق الافقى للاعلام مجملا حيث قامت فى سنين مبكرة من الخلافات وتازم العلاقات الخارجية بايقاف تردد بعض الاذاعات على موجة الاف ام وعلى راسها اذاعة البى بى سى واليوم بعد وصول الرئيس الامريكى الجديد دونالد ترامب وادلاء مستشاريه بعدد من التصريحات فى حق دول القرن الافريقى عملت على التهديد بايقاف تردد اذاعة سواهذا التعتيم المتعمد القصد منه كما هو معروف حصر الانتقادات للحكومة وكشف مراميها التى مرت بمراحل مساندة الارهاب وحتى حروب الغرب والجنوب المعروفة واليوم النيل الازرق وجنوب كردفان وقد نجح النظام فى تدمير العمل الصحفى بالبلاد بصورة يحسده عليها الحاقدون بسرعة تغيير المفهوم العالمى الراسخ بان بيروت تطبع والخرطوم تقراء حيث كان حتى حاطب الليل يحمل صحيفة وكل شاب يحمل كتاب هذا فى زمن يبدو انه لن يعود مهما تمترس الناس خلف الشعار لان الناحية التدميرية كانت قوية وبامكانات الدولة تمام كميزانية الامن والدفاع فى بحث اجريته شخصيا كمشروع تخرجى فى كلية لاعلام مطلع 2001 عن مستقبل الصحافة الورقية فى ظل الانترنت بالتطبيق العملى على صحيفة سودانايل الالكترونية اول صحيفة الكترونية بالسودان توصلت لنتيجة استحالة انتهاء الصحافة الورقية رغم انتشار الانترنت وتفشى الامية او على الاقل احتفاظها بالنسبة المءوية منذ مطلع الستينات وعزى المراقبون تفشى الامية ومحافظتها على النسبة المئوية الى الحروب والسياسات الحكومية التى توظف امكانات الدولة ومواردها لغير الجهات الاسيلة فى ترقية المجتمع وعلى راسها التعليم بل قام النظام الحالى بتكبيله بسياج عميق واضحى التعليم كما عبر عنه نائب رئيس الجمهورية السابق صعب المنال ووفق سياسة الدولة التى اكدها النائب المشار اليه لفئات محددة وهم القادرون فى تنافى واضح لدستور الدولة المفترض يكون من دخل القصر اول المدافعين عنه وليس مستهترا بمطالب الشعب من دعمه وفتح اشرعته لجميع الفئات وفى هذا الخصوص لابد من الاشارة للامتنان الدال على تخلف النظام وعنجهيته وببغاواته يرددون فى الجامعات عن القبول الخاص لطلاب دارفور (طالع احد الاعلانات بجامعة السودان على البوابة المطلة مباشرة على مدخل مقصورة استاد الخرطوم تجد اعلانا يطالب ابناء دارفور المقبولون على النفقة الخاصة والعامة مقابلة احدى الجهات) لا اظن ان القبول بهذه الطريقة التى تعلن للملاء كانها منة وليس حق لطلاب دارفور وغيرهم تتم بصورة نزيهة او حتى سية تمكن الطالب من التواجد مع زملاؤه بقدر متساو وفى تقديرى ان ذلك السبب الرئيسى للاعلان وتركه موجودا طيلة ايام العام نعود للصحافة الورقية التى تحاك حولها هذه الايام حملة شعواء وتمترس غير مسبوق لم يتمثل فى خروج وزير الاعلام عن المالوف الطبيعى لديه وهو ينعت الحريات عموما ويجزم بعدم ممارستها رغم مخرجات الحوار حتى يصل بنا مجلس الصحافة الى مساعى وتحركات لدمج الصحف وقد شبهناه سابقا بالزى الموحد لطلاب الجامعات الذى مات فى مهده بعد ان تكشف لاصحاب المشروع ان ابناؤهم انفسهم يعارضون التوجه ولا يقوون على تلك الخطى التى نراها تسير فى جامعات محسوبة على النظام وتجعل من الطالب الجامعى كالعامل فى القوات النظامية او طالب الثانويات فالدمج فى فقههم معروف الاعراض بعد ان امتلك النظام اكثر من 90بالمائة من الصحف السيارة سياسية ورياضية وما زالت شهيته مفتوحة للبقية ومن تناقضاته فى هذا الخصوص بالتصديق لصحف جديدة فى وقت يعمل فيه بهمة ونشاط لدمح الصحف وهو امر يغلم انه لن يكون فى ظل الواقع الحالى محليا وعالميا اما عن بوار الصحافة التى لا يحتاج الحديث عن بوارها لكثير عناء ولكنهم وهذه المرة ناشرى الصحف الرياضية حتى الان والذين توافقوا على رفع اسعارها الى اربعة جنيهات ونصف لتباع بخمسة جنيهات وتزيد فى حالة الباعة المتجولين لتكون دعوة صريحة للمقاطعة وهو امر مرتب ولن يجدى فتيلا فى المرات السابقة التى رفعت فيها الصحف الى ثلاثة جنيهاتالناشرون يبررون الموقف بالارتفاع الجنونى للدولار المرتبط باستيراد الورق ومدخلات الطباعة وبدلا ان يقيفوا مع دعاة مقاومة الزيادات والعبث الاقتصادى يلجاءوا لاسهل الحلول لانها ستدر عليهم دخلا مضاعفا لماذا لم بفعل الناشرون مثلما عمل الاطباء بالاضراب والاعتصام حتى اعفاء مدخلات الطباعة من الرسوم والجمارك ان لم يطالبوا برفع الرقابة وتعدد العقوباتلقد فعل الاطباء ما يستوجبه الضمير رغم ان المرضى ليسوا بذبائن لهم مثل اصحاب الصحف الذين يعتمدوا فى اكل عيشهم على من يدخل يده فى جيبه ويدفع ثمن الصحيفة
امسح للحصول على الرابط
 0  0  1799
التعليقات ( 0 )
أكثر

جديد الأخبار

وفقا لاخر تحديث لموقع العالمي والمختص بالاحصائيات ووضع ترتيبات الفرق الكروية عامليا، احتل نادي الهلال السوداني لكرة القدم املركز الحادي عشر..

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019