الناقد الدكتور ابوبكر يوسف يواصل حديثه عن الدراما والفن السوداني ... امة لا تهتم بفنانيها وفناناتها لا يمكن الا ان نقول عنها \" وعلى الدنيا السلام \"

 

مشكلتنا ليست مشكلة كوادر وانما في الاحباط الذي يعتريها
الابتسامات التي تظهر على شفاه كوادرنا الدرامية جميعها اسى !!!
هل يستقيم عقلا ان نطالب الفنان بالابداع ونحرمه ابسط احتياجات الحياة !!!
الإستثمار في الفنون سبب رئيس لإرتقاء الشعوب

كتب / ابوبكر ابراهيم /
نواصل ما إنقطع من حديث بدأته بالتساؤلات ظناً مني إني أدق ناقوس إنذار عسى أن يطل علينا ليفيدنا أن المانع خير ، فعلينا أن نعترف أن النهضة المسرحية في السودان بدأت مبكراً ومن أواسط القرن الماضي على يد بعض الهواة العاشقين لأبي الفنون ثم صقلوا الموهبة والعشق بالدراسة الأكاديمية وبالتالي فالمشكلة ليست لدينا مشكلة الكوادر وربما أن هذه الكوادر محبطة رغم ما يعتلي شفاهها من إبتسامات ربما هي إبتسامة الأسى فكيف يستقيم عقلاً أن نعامل حملة مشاعل التنوير والفنون على أساس أنهم عبء إضافي أو تمامة عدد ونهضة الشعوب لا تقوم إلا على القيم التي تؤطرها الأعمال الدرامية خاصة نحن نعيش عصر الفضائيات.

لا أعتب على فنانينا وفناناتنا في شتى ضروب مجالات الفنون فمن غير المعقول أن يكون الفنان أو الفنانة مهموم أو مهمومة ويعاني من الجري وراءإحتياجات الحياة المعيشية وكأنه موظف من العاملين بالدولة عليه أن يعمل (8) ساعات في عمل روتيني وفي ذات الوقت نطلب منه أن يبدع ويرتقي بالذوق العام وأن يجسد مشلات مجتمعه.!!

إن الإستثمار في الفنون هو أحد أسباب رقي وإرتقاء الشعوب ، فنحن بلا شك نشتري حق عرض الكثير من المسلسلات العربية والأفرنجية وأنا على يقين أن البند المرصود لشراء هذا الحق من ميزانية التلفزيون لهو كافيٍ أن نبدأ به تمويل إنتاج بعض المسلسلات الهادفة التي تعالج قضايا المجتمع.

هناك قنوات فضائية خاصة وهناك شركات خدمية كشركات الهواتف النقالة التي تربح نظير بيع خدمة \" الإتصال والكلام\" ما يجعل من واجبها المشاركة في خدمة المجتمع والمساهمة في تمويل الدراما التلفزيونية والإذاعية وعلى رجال الأعمال أن يحذوا حذو طلعت حرب في مصر الذي أنشأ صناعة السينما بإقامة إستديو مصر عبر الصرح المالي الذي أقامه وهو بنك مصر الذي هو أحد أهم أعمدة الإقتصاد الحقيقي في مصر.

هناك مسئولية أخلاقية على رجال الأعمال والدولة تجاه رعاية وتشجيع هذا القطاع الهام حيث أن حضارات الأمم تقوم على الفنون والآداب والثقافة ، وأمة لا تهتم بفنانيها وفناناتها أمة نقول عنها : \" وعلى الدنيا السلام\"!!!!